· السلاح أصبح لغة التفاهم الأولي بعد أن غاب الحوار بين القبائل · كل قبيلة تحاول الفوز بمقعد في البرلمان حتي تضمن التفوق علي باقي القبائل · أمين «الوطني» يجتمع بالمتقدمين للمجمع الانتخابي ويحذرهم من التحدث مع القبائل باسم الحزب ويطالب «الخائفين» بالانسحاب بدلاً من «الإحراج» مع اقتراب الانتخابات البرلمانية لعام 2010 المزمع عقدها نهاية شهر نوفمبر القادم اشتدت حدة الصراعات القبلية بمحافظة شمال سيناء وباتت الساحة الانتخابية علي شفا مواجهات عنيفة قد تصل إلي استخدام السلاح الذي أصبح اللغة الأولي والمسيطرة بين القبائل السيناوية ومع اختفاء مظاهر التفاهمات التي كانت تلتزم بها قبائل شمال سيناء من قبل حيث كانت الانتخابات البرلمانية تتم بنظام الدور والتعاقب بين القبائل، أصبحت الصورة الحالية اقرب إلي المعركة التي تحاول كل قبلية حجز مقعد لها من خلال نائب يمثلها تحت قبة البرلمان بأي طريقة كانت حتي لو لزم الأمر إلي استخدام القوة المسلحة. وتعد الدائرة الثانية بشمال سيناء والتي تضم مدن ومراكز رفح والشيخ زويد ونخل والحسنة الأكثر عنفا من حيث التركيبة القبلية لقبائل الرميلات والسواركة والترابين والرياشات حيث تسعي كل قبيلة لاقتناص مقعد الفئات والعمال وخاصة قبيلة السواركة التي تقاتل من اجل الوصول إلي قبة البرلمان بواسطة مرشحها الدكتور سليمان عرادة، حيث تشهد هذه الدائرة احتقانات قد تؤدي إلي مصادمات عنيفة وسط تنبؤات باستعداد كل قبيلة لخوض معركة متوقعة في أي وقت خاصة في ظل وجود تحرشات دائمة بين عدد من شباب القبيلتين تبادلا خلالها إطلاق النار لاستعراض القوة إلا أن إصابات لم تقع في صفوف أي منهما. ولم تخل الدائرة الأولي بمدينة العريش من مظاهر العنف والتوتر بين صفوف قبيلة الفواخرية التي تعد من أهم واكبر قبائل الحضر بمدينة العريش، حيث وصلت حدة التنافس والمشادات الكلامية إلي وفاة أهم المرشحين لمجلس الشعب من أبناء القبلية وهو المهندس سامي عاشور القصلي عضو مجلس محلي شمال سيناء والمرشح الذي كان يراهن عليه الحزب الوطني، الذي أصيب بنوبة قبلية حادة اثر مشادة كلامية حامية مع مساندي ابن عمومته المهندس احمد القصلي نقل علي اثرها إلي مستشفي العريش العام إلا انه لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله إلي المستشفي وقد تسبب ذلك في اشتعال المواجهات بين أبناء القبيلة الواحدة الذين انقسموا إلي فريقين وحملوا السلاح في مواجهة بعضهما البعض وبعد تدخلات من مشايخ ووجهاء القبائل بشمال سيناء تم فض المظاهرة المسلحة بين الفريقين إلا أن أقارب المرشح الراحل ما زالوا يوصلون السعي للانتقاء لمرشحهم باعتبار أنه توفي كمدا بسبب مضايقات منافسه ومؤيديه ويسعون للتحالف ضده والعمل علي إسقاطه فيما تعد الدائرة الثالثة بمركز بئر العبد الأكثر هدوءا رغم أنها الأكثر صخبا من حيث كثرة عدد المرشحين سواء المرشحين بواسطة المجمع الانتخابي أو المستقلين، إلا أن المظهر الذي يعد صورة للعنف يتمثل في قيام عدد من المرشحات علي مقعدي الكوتة بتحطيم وحرق لافتات منافساتهن، وهو الأمر الذي رفضت عدة قبائل الاحتكام له عرفيا علي اعتبار أنها معركة تستخدم فيها جميع الأسلحة دون شرط أو قيد. علي صعيد ذي شأن عقد الدكتور منير الشوربجي أمين الحزب الوطني بشمال سيناء اجتماعا لجميع مرشحي انتخابات مجلس الشعب 2010 الذين تقدموا بأوراقهم للمجمع الانتخابي والبالغ عددهم 53 مرشحاً ومرشحة بمقر الحزب بمدينة العريش تضمن الاجتماع حزمة من التعليمات والاقتراحات بالاضافة إلي سيل من التهديد والوعيد لمن يخرج عن فروض الطاعة التي أعلن عنها الحزب بالعريش وقد اتسمت بداية الاجتماع بتبادل الابتسامات ومظاهر الترحيب والمناقشات الهادئة حيث قال الدكتور منير الشوربجي علي أن جميع المرشحين الذين تقدموا بأوراقهم للمجمع الانتخابي هم أبناء الحزب وانهم جميعا سواسية والمسافات فيما بينهم متساوية تماما وان من سيحصل علي أصوات الناخبين هو الذي سيكون مرشح الحزب إلا أن الهدوء الذي اعتري بداية حديث أمين الحزب الوطني بدأ بالتصاعد والانفعال مع مطالبته المرشحين الذين ليس لديهم أصوات وممن لا يعرفهم الناس والذين يخشون من المجمع الانتخابي الاعتذار عن عدم خوض الانتخابات حتي لا يحرجون أنفسهم فليس كل من لديه 200 صوت يقول انه لديه شعبية وحذر الشوربجي المرشحين من التحدث باسم الحزب أو انه مرشح الحزب مشيرا إلي نتائج المجمع الانتخابي التي ستعلن قريبا هي من ستحدد من هم مرشحو الحزب، وتصاعدت حدة الحديث لتصل إلي لغة التهديد بقوله من يشعر انه اقوي من الحزب أو انه يمن عليه فمن الأفضل له ترك الحزب وخوض الانتخابات مستقلا، وليعلم الجميع أن الانتخابات ليست بالاتفاقيات التي تعقد من تحت الطاولات ولا بالفلوس، وان الحزب هو الذي يأتي بك ولست أنت، وأكد أمين الحزب الوطني بشمال سيناء أن هناك تعليمات من اللجنة العليا بعدم تعليق لافتات لأي مرشح بالشوارع قبل الموعد المحدد للدعاية الانتخابية وانه سوف يقوم بعمل محاضر للمرشحين الذين يقومون بتعليق لافتات بالمخالفة للتعليمات وقد تصل الغرامة عن ذلك لنحو 20 الف جنيه مع الأخذ في الاعتبار عدم كتابة عبارة مرشح الحزب الوطني علي وسائل الدعاية كما طلب الشوربجي من المرشحين عدم إقامة مؤتمرات دعائية في أماكن عامة مطالبا إياهم بتسويق الحزب وليس فرداً بعينه وطالب امناء المدن والمراكز بالتشديد علي المرشحين للنزول إلي دوائرهم لمعرفة مشاكل ومطالب الناس والاختلاط بهم لان المرشح الذي لن يأتي من الناس لن يأتي من الحزب.