عاد خالد الذكر صدام حسين مرة أخري - ولا عودة طرزان بنفس العنجهية القبلية، ونفس القدرة علي لعب دور البطولة المطلقة، في فيلم أكشن خايب، ولا خيابة أفلام الحاج باتشان الهندي، ولا يهتم إن راحت بلده في داهية، ولا وقوع الأمة العربية في الترعة، المهم.. أن يظل بطلاً مطلقاً في الشوارع، وعلي الحوائط التي ينام تحتها الفقر والغلب والمرض، عاد خالد الذكر علي شاشات التليفزيون، رافعاً عصاه التي تنافس عصا الرئيس المؤمن وحوله الأتباع الذين يهتفون له سواء عن قناعة أو خوفاً من البطش ، فتأخذه العزة بالإثم.. ويرقص رقصة الوداع الأخيرة دون أن يبكي عليه أحد. عاد خالد الذكر بعد أن خلع مسوح الرياسة، وارتدي عباءة الفتوات، الذين يتعاملون بمنطق أفقعه روسيه خلص عليه، أو أخبطه شومة لحد ما يقطع الخلف، ويتكوم قاطع النفس، عاد يطلق نفس الشعارات العنترية، دون أن ينظر إلي مصير أخيه الراحل، ونهايته الفاجعة، وهو يهتف.. ومضي قطار الحكم ياولدي، وكل من عليها فان، ولا أحد يفهم كيف يمتلك الحكام العرب هذا الجبروت؟! ومن أين تأتيهم هذه البطولة الزائفة المدمرة؟! يعني بيشتروها من سوق الجمعة؟! ولا هي عيب خلقي بيتولدوا بيه؟! وده ملوش علاج؟! والفرق بين خالد الذكر صدام حسين الأول، وصدام حسين الثاني، أن الأول كان من الأشاوس والنشامي، وهم لا يرقصون، سواء كان رقصاً فلكورياً بالعصاية أو الشمعدان او التنورة، ولارقصاً حداثياً باللمبة الكهربا، بينما الثاني من القبائل، التي تعتبر الرقص طقساً شعبياً لطرد الأرواح والعفاريت، وشفاء المرضي، وإنزال الرعب في قلوب الأعادي الكفرة، أو رقصة الحرب التقليدية، مع انهم كانوا يستطيعون الاستعانة بسعد الصغير، بدل البهدلة دي كلها، وعلي رأي المثل.. هين قرشك ولا تهين نفسك، أو الاستعانة بفرقة الفنون الشعبية، وهي أرخص وأجدع. وخالد الذكر صدام الأول، ركبه العند، وتصور أنه عنتر ابن شداد، الذي سوف يعض صباع قوات التحالف، حتي تصرخ.. ارحمنا ياصدام ده الضرب في الميت حرام، وأنه سوف يذبحهم علي أبواب بغداد، ولا خرفان العيد، لحد ماعكموه من الحفرة اللي كان مستخبي فيها، وشكله يصعب علي الكافر، ولا محاسيب السيدة، وتم ذبحه في العيد ، وضاعت العراق.. وخدت في إيدها الأمة العربية، وخالد الذكر صدام الثاني، ركبه ايضاً نفس العند، ووقف يصرخ في الفضاء.. قضاة المحكمة الدولية، واللي وراهم "علي جزمتي دي" تقولش الخواجه جوزيه؟! وفي نشوة الهتاف والرقص والغناء، أعلن أنه سيذهب إلي مؤتمر الدوحة، والنتيجة معروفة طبعاً .. ها يطلعسيادته ولا طلعه الحمل علي المكمة الدولية عدل، بس ياريت بقي.. يبقي يقلع جزمته قبل مايدخل، عشان الراحل الخواجه ده.. شراني قوي وغلاوي كمان.