«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فريد شوقى.. ملك السينما المصرية توجوه ملكا للسينماالعربية!
نشر في صوت الأمة يوم 11 - 03 - 2014

* غنت «هدى سلطان» على المسرح «إن كنت ناسى أفكرك» وكانت تضع يديها على كتفيه قبل رحيله بعامين فقط!
* فى استفتاء أفضل 100 فيلم عربى رصيده 7
* حطم أسطورة النجوم فى الأربعينيات وجعلك تشعر بأن بينك وبينه علاقة حميمة وكأنك عرفته منذ زمن بعيد
* «فريد شوقى» نجومية تلمع منذ الخمسينيات مع بداية ثورة يوليو 52 رغم أن بدايته تعود إلى الأربعينيات
* صاحب الرصيد الأكبر فى أهم أفلامنا ليظل الملك هو الملك
* آخر ظهور علنى لفريد وهدى سلطان معاً عام 1996 فى أحد الفنادق
شاهد «فريد شوقى» يوم وداعه فى التليفزيون المصرى قبل رحيله بأربعين يوماً فقط.. كان «فريد» فى المستشفى وفجأة أدار مؤشر القناة الأولى وذلك فى منتصف شهر يونيو واستمع للمذيعة وهى تنعى الأمة لرحيل فنان الشعب كما كان يحب أن يطلقون عليه فتقول رحل صباح اليوم الفنان الكبير «فريد شوقى» عن عمر يناهز الخامسة والسبعين وسوف تشيع جنازته ظهر الغد من جامع «عمر مكرم»!!
على الفور اتصل الفقيد بمبنى الإذاعة والتليفزيون وذهبت الكاميرات إلى «فريد شوقى» الذى ضحك قائلاً الخبر صادق لكنه فقط سابق لأوانه وأضاف يطلقون عليه بلغة المسرح «بروفة جينرال»!!
ومر 40 يوماً وتحديداً يوم 27 يوليو 1998 شاهدنا المذيع وهو ينعى للأمة العربية «فريد شوقى» وتمنينا من كل قلوبنا أن تمتد بروفات الموت إلا أن الستائر أسدلت ولم تعد هناك فرصة لبروفة أخرى!!
اختار «فريد شوقى» أن يرحل ويخاصم الحياة عندما وجد نفسه غير قادر على أن يقف أمام الكاميرا مرة أخرى.. كان «فريد» يعانى من مشاكل فى القلب صاحبته على مدى 30 عاماً ولكنه كان قادراً على أن يمثل ويضحك ويغنى ويسهر ويعيش.. عندما أصيب فى ساقه قبل عدة أسابيع من رحيله وجد صعوبة شديدة فى الحركة ولم يرض الوحش لنفسه أن يظل حبيس حجرة المستشفى ولهذا امتنع عن تناول الطعام وأغلق الأبواب فى انتظار المحطة الأخيرة!!
«فريد شوقى» نجم للتداول والمعايشة واللمس وليس نجماً اسطورياً.. حطم «فريد» أسطورة النجوم فى الأربعينيات وجعلك تشعر بأن بينك وبينه علاقة حميمة وكأنك عرفته منذ زمن بعيد وبينكما على أى مقهى شعبى ثأر بايت على عشرتين طاولة ودورين كوتشينة!!
اقترب «فريد» من الجمهور بطريقة فريدة فى علاقة خاصة ساخنة ليست مثل التى كانت تربطهم بنجوم أسبق مثل «عماد حمدى»، «حسين صدقى»، «محسن سرحان».. إنه نجم قابل للتداول وللتعامل اليومى وليس نجماً مغطى بأوراق السوليفان.. عندما أحاول أن أقترب من تحليل الحالة الفنية الخاصة لفريد أجد أنه امتداد لعملاقين وهما «نجيب الريحانى» و«يوسف وهبى» أستاذا «فريد شوقى».. أخذ من كل منهما الجانب الخفى المستتر وليس الجانب المعروف المعلن.. تجد من «نجيب الريحانى» الشجن النبيل الذى يغلف أداء ذلك الكوميديان.. ومن «يوسف وهبى» الروح المرحة التى تتستر وراء أداء هذا التراجيديان.. مزج «فريد شوقى» بين قمتى الإبداع المصري!!
«فريد شوقى» نجومية تلمع منذ الخمسينيات مع بداية ثورة يوليو 52 رغم أن بدايته تعود إلى الأربعينيات.. كان «فريد شوقى» فى الأربعينيات يلعب السينما بمقياس السينما وقانونها السائد فى تلك السنوات.. المخرجون الذين يتعاملون مع نجوم لهم وسامة «حسين صدقى» و«أنور وجدى» و«كمال الشناوى» لا يمكن أن يفسحون لفريد شوقى المجال لكى يقف ولو فى آخر الصف.. ولهذا كان عليه أن يقدم دور الشرير بأسلوبه النمطى فى تلك السنوات، المخرجون كانوا يريدونه كذلك وجمهور تلك السنوات كان يريده أيضاً كذلك.. الشرير الذى يرفع حاجباً وينزل الآخر.. الذى يكشر عن أنيابه ولسان حاله يهتف.. «أنا الشرير والشرير أنا والله العظيم تلاتة أنا شرير».. ولهذا يقدم أفلاماً مثل «ملائكة جهنم» أول إخراج لحسن الإمام و«قلبى دليلى» و«غزل البنات» لأنور وجدى وهو يحاول أن يحاكى تلك الأنماط التى اشتهرت بها السينما حيث يشاهد الجمهور الفنان فى أى عمل فنى ويستطيع أن يدرك أبعاد الشخصية من فرط نمطيتها وتكرراها مثل «استيفان روستى»، «زينات صدقى»، «عبدالفتاح القصرى»، «عبدالسلام النابلسى».. وجاءت الثورة وتغير توجه الجمهور وتعانق «فريد شوقى» مع سينما «صلاح أبو سيف» أكثر مخرجى الخمسينيات إدراكاً لما حدث من تغير اجتماعى واقتصادى بعد الثورة.. ويكتب «فريد» قصة «الأسطى حسن» وتشاركه زوجته فى ذلك الحين «هدى سلطان» البطولة ويخرجه «صلاح أبو سيف» ويكتب السيناريو والحوار «السيد بدير» ويكسب «فريد شوقى» العديد من النقاط فى مشوار النجومية وتنهال العروض السينمائية عليه ويجد أن أسماء مثل «محسن سرحان»، «كمال الشناوى»، «شكرى سرحان»، «عماد حمدى» تسبقه على أفيشات الأفلام ولا يعترض لأنه يعلم أن السباق لم ينته به.. ويواصل «فريد شوقى» صناعة اسمه ويكتب عام 54 فيلم «جعلونى مجرماً» ويشارك «نجيب محفوظ» و«السيد بدير» و«عاطف سالم» كتابة السيناريو والحوار وينتج «فريد شوقى» هذا الفيلم ويمنح لنجيب محفوظ أجراً قدره 50 جنيهاً ويعيد له «نجيب محفوظ» الظرف الذى به المبلغ شاكراً ويعتذر «فريد شوقى» بسبب ضآلة المبلغ لاعتقاده أن «نجيب محفوظ» يرفض احتجاجاً على الأجر.. ولكن «نجيب» يقول له لقد تعلمت كتابة السيناريو من هذه الجلسات المفروض أنى أدفع لك!!
فى عام 1956 يلحظ «جمال عبد الناصر» أن «فريد شوقى» لديه نجومية خاصة وأنه «وحش الشاشة» و«ملك الترسو» ولهذا يستدعيه ويجد نفسه أمام القيادة السياسية وجهاً لوجه وطلب منه «عبد الناصر» ضرورة أن يقدم فيلماً عن «بورسعيد» ويتحمس «فريد» ويتفق على إخراجه مع «عز الدين ذوالفقار» ليمجد من خلاله الانتصار فى 56.. أدرك «جمال عبد الناصر» أن «فريد» هو النجم الشعبى الأول وأراد استغلال نجوميته لصالح معاركنا الوطنية!!
«فريد شوقى» يقفز إلى مرتبة النجم الأول.. الموزع الخارجى يسأل قبل أن يتعاقد على الفيلم عن عدد الخناقات التى تجمع بين «فريد شوقى» و«محمود المليجى» وإذا كان العدد ملائماً يتم التعاقد ويعلو الثمن بزيادة عدد المعارك!!
«فريد شوقى» فنان لديه خفة ظل وروح إنه ليس كوميدياناً مثل «نجيب الريحانى» و«إسماعيل يسن» و«فؤاد المهندس» و«عادل إمام» ولكنه يملك القدرة على الأداء المرح ولهذا كان ينبغى أن يلتقى مع المخرج «فطين عبد الوهاب» وقدما عدداً من الأفلام المرحة ولا أقول الكوميدية!
وتتواصل الرحلة ويعيد بعد 14 عاماً فيلم «أمير الدهاء» عام 64 وهو عن نفس قصة «الكونت دى مونت كريستو» التى شاهدناها عام 1950 فى فيلم «أمير الانتقام» لألكسندر ديماس «الأب»!
منذ نهاية الخمسينيات كانت نجومية «فريد شوقى» وشعبيته تتصاعد وحتى منتصف السبعينيات «رصيف نمرة خمسة» نيازى مصطفى 1956 «باب الحديد» يوسف شاهين 1958 «بداية ونهاية» صلاح أبو سيف 1960 «كلمة شرف» حسام الدين مصطفى 1972.. لكنه لاحظ أن هناك جيلاً آخر بدأ يأخذ مكانته مع مطلع السبعينيات وأصبحوا نجوماً لهم شعبيتهم وأسماؤهم عند الموزعين تشكل عوامل جذب وأعنى بهم جيل «محمود يسن»، «حسين فهمى»، «نور الشريف» ووجد أيضاً أن للزمن بصمات لا يمكن أن يمحوها الماكياج على الوجه. «فريد شوقى» هو أكثر النجوم الذين ازداد الطلب عليهم ولهذا تجده فى نهاية السبعينيات يلعب بمفرده بطولة 14 فيلماً فى عام واحد وتأتى الثمانينيات ويقف مع كل النجوم مثل «نور الشريف»، «أحمد زكى»، «عادل إمام»، «محمود عبد العزيز»، «فاروق الفيشاوى».. نجوم تلك المرحلة وتسند لهم فى أغلب هذه الأفلام مساحات درامية أكبر لكنه لم يتوقف كثيراً أمام ذلك فهذه هى سنة الفن وهذا هو قانون اللعبة الذى ارتضاه «فريد» عندما نزل إلى الملعب منذ أكثر من خمسين عاماً ورغم ذلك فلقد كان هناك قانون فى الأفلام السينمائية بعد أن كثرت المشكلات فى الثمانينيات حول أفيشات الأفلام ومن يأتى اسمه سابقاً للآخر.. القانون أطلقه نور الشريف «اللى أجره أعلى منى يسبقنى».. ويضرب مثلاً بأنه كان يسبق فى البداية اسم «عادل إمام» فى الأفلام المشتركة بينهما ولكن بعد أن أصبح أجر «عادل إمام» أكبر منه فإنه يستحق أن يسبقه بلا حساسية على الأفيش وفى التترات وهو ما طبقه بالمناسبة قبل بضعة سنوات فى فيلم «عمارة يعقوبيان» عندما اشترك مع عادل إمام فى البطولة، إلا أنه وكالعادة فإن لكل قاعدة استثناء وكان الاستثناء الذى اتفق عليه الجميع هو أن «فريد شوقى» نظراً لتاريخه فهو يأتى اسمه سابقاً الجميع والغريب أن «نور الشريف» التزم فى هذا الفيلم الذى أنتجه عام 1994 «الطيب والشرس والجميلة» بكتابة اسم «فريد شوقى» سابقاً لاسمه فى التترات إلا أن الأفيشات كان لها قانون آخر حيث جاء اسم «نور» سابقاً «فريد» مما أثار غضبه فأقام دعوى قضائية ضد اقرب وأحب تلاميذه إليه!!
كان «فريد شوقى» ملكاً متوجاً لا أحد يرد له كلمة وحاول «نور الشريف» استرضاؤه وتأكيد أنها غلطة غير مقصودة، حتى رضى عنه الملك بعد أن كان رفض حتى مصافحته فصافحه وسامحه وتنازل عن القضية!!
كل الفنانين كان يعنيهم بالدرجة الأولى رأى الملك ولهذا أول من يطلبون رأيه فى أدائهم السينمائى أو المسرحى هو فريد وفى بداية حياته وعلى طريقة الأستاذ الأول فى المجاملة كان يبالغ أحياناً قائلاً «برافو يا حبيبتى.. حلو يا حياتى «لكنه كان على المقابل يقسو على تلاميذه لو كانوا يستحقون القسوة وقدر القسوة على قدر المحبة.. كانت الإسكندرية فى مطلع التسعينيات تقدم مسرحيات صيفية وكان هناك دائماً أكثر من 20 مسرحية تتنافس على جيوب المصطافين من العرب والمصريين ووجهت الدعوة إلى «فريد شوقى» لحضور إحدى هذه المسرحيات وفى منتصف الفصل الأول فوجئ الجمهور بأن «فريد» يقف اعتقدوا أنه كعادته سوف يوجه تحية للفنانين على خشبة المسرح لكنه قال لا هذا ليس مسرحاً.. لن أشارك فى هذه الجريمة حتى بالمشاهدة وغادر المسرح وكانوا كلما أرادوا لحاقه واسترضاؤه يعلو صوته أكثر بالغضب، كلن يستشعر أنه ليس فقط المشاركة فى التمثيل ولكن مجرد الحضور لمثل هذه المسرحيات جريمة لا تغتفر فى حق تاريخه الفنى!! العلاقة المحورية فى حياته هى زواجه من الفنانة الكبيرة «هدى سلطان» تزوجها فى نهاية الأربعينيات وهى الأكثر نجومية لكنها أحبت «فريد» وكان كل منهما قد سبق له الزواج مرة واحدة.. أسفرت العلاقة عن أفلام لا تنسى «الأسطى حسن»، «جعلونى مجرماً»، «رصيف نمرة خمسة» وغيرها وغيرها، وكان أجمل ما فى هذا الثنائى أنه لا يقيد أى منهما فى العمل مع الآخرين وهكذا مثلاً شاهدنا «هدى سلطان» فى «امرأة على الطريق» لعز الدين ذو الفقار أمام «رشدى أباظة» وكان مرشحاً لهذا الدور «فريد شوقى» لكنه طلب التأجيل عدة أسابيع لينهى ارتباطاته ولم توافق جهة الإنتاج ولم تنسحب «هدى سلطان» فكان واحداً من أهم أدوارها على الشاشة!!
«الفتوة» لصلاح أبو سيف والذى شارك «فريد» فى كتابة قصته السينمائية وهو واحداً من أهم أفلام السينما المصرية والعربية.. الدور النسائى الأول لعبته «تحية كاريوكا».. نعم بعد الطلاق حدثت بعض المشكلات ولم يلتقيا فنياً أمام الكاميرا ونجح «مدحت السباعى» فى تحقيق ذلك حيث كان زوجاً للمنتجة «ناهد» ابنة «هدى سلطان» و«فريد شوقى» تمكن «السباعى» من الجمع بينهما صوتاً لهدى وصورة لفريد حيث غنت «هدى سلطان» صوتاً فقط مقدمة تترات فيلم «الطيب والشرس والجميلة» الذى لعب «فريد» بطولته!!
آخر ظهور علنى لفريد وهدى سلطان معاً عام 1996 فى أحد الفنادق وبمناسبة اختيار أفضل فنانى السينما المصرية فى حفل أقامه «سعد الدين وهبه» رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولي.. غنت «هدى سلطان» على المسرح «ان كنت ناسى أفكرك» وكانت تضع يديها على كتفى «فريد شوقى» ولا أتصور أبداً أنه نسى حتى تذكرة «هدى سلطان».. كان «فريد» عندما يسأل لماذا طلقت «هدى سلطان» يقول أنا لم أطلقها هى التى طلقتنى يقصد أنها أصرت على طلب الطلاق وتزوج بعد ذلك فى مطلع السبعينيات من السيدة «سهير ترك» وأنجب منها الفنانة «رانيا فريد شوقى» والمخرجة «عبير فريد شوقى»، وبعد رحيل فريد شوقى ودعته هدى سلطان وكان بينهما مشكلات قضائية بسبب شركة إنتاج جمعت بينهما فتنازلت هدى إكراما لروح فريد عن القضية!!
«فريد شوقى» ممثلاً أرى له الكثير من الذرى الإبداعية أهمها على مستوى فن الأداء «بداية ونهاية»، «السقا مات» الفيلمان لصلاح أبو سيف.. «خرج ولم يعد» لمحمد خان «عندما يأتى المساء» وهو فيلم تليفزيونى أخرجه «هانى لاشين» وشاركت «فريد» البطولة «سناء جميل» والمقصود بالمساء هو الموت.
فى فيلم «السقا مات».. «فريد شوقى» يمشى فى الجنازات «مشرفاتى» وكان معروفاً أن هناك مهنًا يتكسب منها الناس حتى مطلع الخمسينيات مثل «المطيباتى» الذى يشارك فى كورس الأغانى وكل دوره هو أنه أثناء تسجيل الأغانى يردد «الله الله.. أعد» وهكذا.. أما «المشرفاتى» فإنه يرتدى بذلة سوداء يتقدم الجنازة لزوم الوجاهة.. يؤدى «فريد» دور رجل فى نهايات العمر يشعر قبل رحيله بأنه يريد أن يعيش الحياة.. وعبر «فريد» بكل صدق وأستاذية عن تباينات هذه الشخصية وفى لحظة الذروة.. ذروة الإقبال على الحياة تنتهى به الحياة!! نعم «فريد شوقى» مساحة عريضة من الانتشار بلغت 400 فيلم كانت بينها إخفاقات سينمائية لكن اسم «فريد» لم يعرف يوماً السقوط ولم يفقد بريقه الفنى أو الشخصى حتى رحيله.. فقد منحته الجماهير شيكاً على بياض من حبها ولا ينتهى الحب مهما تعددت الأخطاء.. على الجانب الآخر منح «فريد» جمهوره دفئاً لا تنخفض درجة حرارته.. نصبته الجماهير ملكاً لهم وبايعه النجوم ملكاً عليهم ويُغيب الموت الملك ولكنه يُطل علينا قبل نهاية هذا العام فى هذا الاستفتاء الذى أجراه مهرجان «دبى» صاحب الرصيد الأكبر فى أهم أفلامنا ليظل الملك هو الملك
نشر بعدد 680 بتاريخ 23/12/2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.