«الإحصاء»: معلم لكل 28 تلميذًا في مصر خلال العام الدراسي 2024 2025    اليوم.. مصر تحتفل بذكرى نصر السادس من أكتوبر    اليوم أم يوم الخميس؟ تعرف على الموعد الرسمي لإجازة 6 أكتوبر 2025    تراجع سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري بداية اليوم 6 أكتوبر 2025    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025    رئيس وزراء باكستان يتطلع إلى تعزيز العلاقات مع ماليزيا    هل يتجاوز محمد صلاح أحزانه في ليفربول ليحقق حلم الصعود للمونديال مع الفراعنة ؟    أحمد صالح: الزمالك أعاد الأهلي لمكانه الطبيعي    طقس اليوم .. أجواء خريفية اليوم وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 30 درجة والصغرى 21    " التعليم " تكشف أهمية التقييمات الأسبوعية والاختبار الشهري لصفوف النقل.. تعرف عليها    ذكرى نصر أكتوبر ال52.. الأفلام المصرية توثق بطولات الجيش    اليوم.. الفصل في المنافسة المصرية الكونغولية على رئاسة «اليونسكو»    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 6اكتوبر 2025في المنيا.. تعرف على مواعيد الأذان    حاكمان ديمقراطيان يتعهدان بمعركة قضائية بعد إرسال ترامب حرس كاليفورنيا الوطني إلى أوريجون    ماذا قال رئيس الاتحاد السكندري عن الدوري الاستثنائي وأحمد دياب ؟    بعد 64 عامًا.. «لا تطفئ الشمس» لإحسان عبد القدوس من السينما والدراما إلى خشبة المسرح    كثافات مرورية بمحاور القاهرة الكبرى وانتشار أمني مكثف أعلى الطرق السريعة    وفاة مغربي عبد الرحمن إداري الفريق الأول بنادي المقاولون    اليوم، انقطاع الكهرباء عن عدة مناطق في الدقهلية    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6-10-2025 بعد آخر ارتفاع.. حديد عز بكام؟    نهر النيل لا يعرف الهزيمة    ميرتس يدعم حظر الهواتف المحمولة بالمدارس في ألمانيا    تطور جديد في واقعة عقر كلب عصام الحضري لمهندسة بالعلمين    استبدليه بالبيض والفول والجبن فورا، استشاري يحذر من اللانشون في ساندويتشات المدرسة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 6 أكتوبر    حبس المتهمين بإدارة نادٍ صحي لاستغلاله في ممارسة الأعمال المنافية للآداب بمدينة نصر    «مريض وحالته صعبة».. نضال الأحمدية تعلق على تسليم فضل شاكر نفسه إلى السلطات اللبنانية    «أزمة مع النحاس؟».. وليد صلاح الدين يكشف حقيقة عرض أفشة للبيع (خاص)    قناة عبرية: ناشطة من أسطول الصمود تعض موظفة في أحد السجون الإسرائيلية    مدحت صالح يتألق في حفل قصر عابدين بأجمل أغانيه    عيد ميلاد عزيز الشافعي.. رحلة نجاح بدأت من الحلم ووصلت إلى القمة    ترامب: لم يتبق أي قوارب قبالة فنزويلا بعد الضربات الأمريكية    صحة الإسكندرية: تنفيذ 49 برنامجا تدريبيا خلال سبتمبر لرفع كفاءة الكوادر الطبية والإدارية    منتخب مصر يودّع كأس العالم للشباب رسميًا    سكته قلبية.. وفاة شخص قبل نظر نزاع على منزل مع زوجته وشقيقه بمحكمة الإسكندرية    المنتخب يطير إلى المغرب اليوم لتحقيق حُلم المونديال    من غير غسيل.. خطوات تنظيف المراتب من البقع والأتربة    تامر حسني يرد على تكريم نقابة المهن التمثيلية برسالة مؤثرة: "الحلم اتحقق بفضل شباب المسرح المصري"    "كيفية مشاهدة مباراة السعودية والنرويج في كأس العالم للشباب 2025 بث مباشر"    قرار من النيابة ضد المتهم بالتعدي على آخر في حدائق القبة وبحوزته سلاحان ناري وأبيض    الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة يطلقان النسخة الرابعة من محاكاة قمة المناخ COP30    السفارة التركية بالقاهرة تحتفل بالذكرى المئوية للعلاقات بين مصر وتركيا    وزارة الحج والعمرة: جميع أنواع التأشيرات تتيح أداء مناسك العمرة    البابا تواضروس الثاني يزور إيبارشية أبوتيج وصدقا والغنايم    31 مرشحًا خضعوا للكشف الطبي بالفيوم.. ووكيلة الصحة تتفقد لجان الفحص بالقومسيون والمستشفى العام    بالصور/ مدير امانه المراكز الطبية المتخصصة" البوابة نيوز"..نرفع الطوارئ على مدار 24 ساعة لاستقبال حوادث المواصلات بالطريق الزراعى والدائري..القوى البشرية بقليوب التخصصى لا يستهان بها    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأثنين 6-10-2025 في بني سويف    سعر السمك البلطى والكابوريا والجمبرى في الأسواق اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025    ترقي وإعادة تعيين المعلمين 2025.. «الأكاديمية» تحدد مواعيد جديدة لاختبارات الصلاحية    هناك من يحاول التقرب منك.. حظ برج القوس اليوم 6 أكتوبر    أسعار الذهب في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الاثنين 6 أكتوبر 2025    فنانة تصاب ب ذبحة صدرية.. أعراض وأسباب مرض قد يتطور إلى نوبة قلبية    على زعزع يخضع للتأهيل فى مران مودرن سبورت    بدر محمد بطل فيلم ضي في أول حوار تلفزيوني: الاختلاف قد يكون ميزة    لحظة تهور سائق في زفة بكرداسة تنتهي بالقبض عليه.. إنفوجراف    أمين الإفتاء: الصبر على الزوجة والتحمل والاجتهاد في الموعظة له أجر وثواب من الله    تعرف على مواقيت الصلاة غد الاثنين 6-10-2025 في محافظة قنا    رمضان 2026.. تعرف على موعد حلول الشهر الكريم وعدد أيامه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فريد شوقى.. ملك السينما المصرية توجوه ملكا للسينماالعربية!
نشر في صوت الأمة يوم 11 - 03 - 2014

* غنت «هدى سلطان» على المسرح «إن كنت ناسى أفكرك» وكانت تضع يديها على كتفيه قبل رحيله بعامين فقط!
* فى استفتاء أفضل 100 فيلم عربى رصيده 7
* حطم أسطورة النجوم فى الأربعينيات وجعلك تشعر بأن بينك وبينه علاقة حميمة وكأنك عرفته منذ زمن بعيد
* «فريد شوقى» نجومية تلمع منذ الخمسينيات مع بداية ثورة يوليو 52 رغم أن بدايته تعود إلى الأربعينيات
* صاحب الرصيد الأكبر فى أهم أفلامنا ليظل الملك هو الملك
* آخر ظهور علنى لفريد وهدى سلطان معاً عام 1996 فى أحد الفنادق
شاهد «فريد شوقى» يوم وداعه فى التليفزيون المصرى قبل رحيله بأربعين يوماً فقط.. كان «فريد» فى المستشفى وفجأة أدار مؤشر القناة الأولى وذلك فى منتصف شهر يونيو واستمع للمذيعة وهى تنعى الأمة لرحيل فنان الشعب كما كان يحب أن يطلقون عليه فتقول رحل صباح اليوم الفنان الكبير «فريد شوقى» عن عمر يناهز الخامسة والسبعين وسوف تشيع جنازته ظهر الغد من جامع «عمر مكرم»!!
على الفور اتصل الفقيد بمبنى الإذاعة والتليفزيون وذهبت الكاميرات إلى «فريد شوقى» الذى ضحك قائلاً الخبر صادق لكنه فقط سابق لأوانه وأضاف يطلقون عليه بلغة المسرح «بروفة جينرال»!!
ومر 40 يوماً وتحديداً يوم 27 يوليو 1998 شاهدنا المذيع وهو ينعى للأمة العربية «فريد شوقى» وتمنينا من كل قلوبنا أن تمتد بروفات الموت إلا أن الستائر أسدلت ولم تعد هناك فرصة لبروفة أخرى!!
اختار «فريد شوقى» أن يرحل ويخاصم الحياة عندما وجد نفسه غير قادر على أن يقف أمام الكاميرا مرة أخرى.. كان «فريد» يعانى من مشاكل فى القلب صاحبته على مدى 30 عاماً ولكنه كان قادراً على أن يمثل ويضحك ويغنى ويسهر ويعيش.. عندما أصيب فى ساقه قبل عدة أسابيع من رحيله وجد صعوبة شديدة فى الحركة ولم يرض الوحش لنفسه أن يظل حبيس حجرة المستشفى ولهذا امتنع عن تناول الطعام وأغلق الأبواب فى انتظار المحطة الأخيرة!!
«فريد شوقى» نجم للتداول والمعايشة واللمس وليس نجماً اسطورياً.. حطم «فريد» أسطورة النجوم فى الأربعينيات وجعلك تشعر بأن بينك وبينه علاقة حميمة وكأنك عرفته منذ زمن بعيد وبينكما على أى مقهى شعبى ثأر بايت على عشرتين طاولة ودورين كوتشينة!!
اقترب «فريد» من الجمهور بطريقة فريدة فى علاقة خاصة ساخنة ليست مثل التى كانت تربطهم بنجوم أسبق مثل «عماد حمدى»، «حسين صدقى»، «محسن سرحان».. إنه نجم قابل للتداول وللتعامل اليومى وليس نجماً مغطى بأوراق السوليفان.. عندما أحاول أن أقترب من تحليل الحالة الفنية الخاصة لفريد أجد أنه امتداد لعملاقين وهما «نجيب الريحانى» و«يوسف وهبى» أستاذا «فريد شوقى».. أخذ من كل منهما الجانب الخفى المستتر وليس الجانب المعروف المعلن.. تجد من «نجيب الريحانى» الشجن النبيل الذى يغلف أداء ذلك الكوميديان.. ومن «يوسف وهبى» الروح المرحة التى تتستر وراء أداء هذا التراجيديان.. مزج «فريد شوقى» بين قمتى الإبداع المصري!!
«فريد شوقى» نجومية تلمع منذ الخمسينيات مع بداية ثورة يوليو 52 رغم أن بدايته تعود إلى الأربعينيات.. كان «فريد شوقى» فى الأربعينيات يلعب السينما بمقياس السينما وقانونها السائد فى تلك السنوات.. المخرجون الذين يتعاملون مع نجوم لهم وسامة «حسين صدقى» و«أنور وجدى» و«كمال الشناوى» لا يمكن أن يفسحون لفريد شوقى المجال لكى يقف ولو فى آخر الصف.. ولهذا كان عليه أن يقدم دور الشرير بأسلوبه النمطى فى تلك السنوات، المخرجون كانوا يريدونه كذلك وجمهور تلك السنوات كان يريده أيضاً كذلك.. الشرير الذى يرفع حاجباً وينزل الآخر.. الذى يكشر عن أنيابه ولسان حاله يهتف.. «أنا الشرير والشرير أنا والله العظيم تلاتة أنا شرير».. ولهذا يقدم أفلاماً مثل «ملائكة جهنم» أول إخراج لحسن الإمام و«قلبى دليلى» و«غزل البنات» لأنور وجدى وهو يحاول أن يحاكى تلك الأنماط التى اشتهرت بها السينما حيث يشاهد الجمهور الفنان فى أى عمل فنى ويستطيع أن يدرك أبعاد الشخصية من فرط نمطيتها وتكرراها مثل «استيفان روستى»، «زينات صدقى»، «عبدالفتاح القصرى»، «عبدالسلام النابلسى».. وجاءت الثورة وتغير توجه الجمهور وتعانق «فريد شوقى» مع سينما «صلاح أبو سيف» أكثر مخرجى الخمسينيات إدراكاً لما حدث من تغير اجتماعى واقتصادى بعد الثورة.. ويكتب «فريد» قصة «الأسطى حسن» وتشاركه زوجته فى ذلك الحين «هدى سلطان» البطولة ويخرجه «صلاح أبو سيف» ويكتب السيناريو والحوار «السيد بدير» ويكسب «فريد شوقى» العديد من النقاط فى مشوار النجومية وتنهال العروض السينمائية عليه ويجد أن أسماء مثل «محسن سرحان»، «كمال الشناوى»، «شكرى سرحان»، «عماد حمدى» تسبقه على أفيشات الأفلام ولا يعترض لأنه يعلم أن السباق لم ينته به.. ويواصل «فريد شوقى» صناعة اسمه ويكتب عام 54 فيلم «جعلونى مجرماً» ويشارك «نجيب محفوظ» و«السيد بدير» و«عاطف سالم» كتابة السيناريو والحوار وينتج «فريد شوقى» هذا الفيلم ويمنح لنجيب محفوظ أجراً قدره 50 جنيهاً ويعيد له «نجيب محفوظ» الظرف الذى به المبلغ شاكراً ويعتذر «فريد شوقى» بسبب ضآلة المبلغ لاعتقاده أن «نجيب محفوظ» يرفض احتجاجاً على الأجر.. ولكن «نجيب» يقول له لقد تعلمت كتابة السيناريو من هذه الجلسات المفروض أنى أدفع لك!!
فى عام 1956 يلحظ «جمال عبد الناصر» أن «فريد شوقى» لديه نجومية خاصة وأنه «وحش الشاشة» و«ملك الترسو» ولهذا يستدعيه ويجد نفسه أمام القيادة السياسية وجهاً لوجه وطلب منه «عبد الناصر» ضرورة أن يقدم فيلماً عن «بورسعيد» ويتحمس «فريد» ويتفق على إخراجه مع «عز الدين ذوالفقار» ليمجد من خلاله الانتصار فى 56.. أدرك «جمال عبد الناصر» أن «فريد» هو النجم الشعبى الأول وأراد استغلال نجوميته لصالح معاركنا الوطنية!!
«فريد شوقى» يقفز إلى مرتبة النجم الأول.. الموزع الخارجى يسأل قبل أن يتعاقد على الفيلم عن عدد الخناقات التى تجمع بين «فريد شوقى» و«محمود المليجى» وإذا كان العدد ملائماً يتم التعاقد ويعلو الثمن بزيادة عدد المعارك!!
«فريد شوقى» فنان لديه خفة ظل وروح إنه ليس كوميدياناً مثل «نجيب الريحانى» و«إسماعيل يسن» و«فؤاد المهندس» و«عادل إمام» ولكنه يملك القدرة على الأداء المرح ولهذا كان ينبغى أن يلتقى مع المخرج «فطين عبد الوهاب» وقدما عدداً من الأفلام المرحة ولا أقول الكوميدية!
وتتواصل الرحلة ويعيد بعد 14 عاماً فيلم «أمير الدهاء» عام 64 وهو عن نفس قصة «الكونت دى مونت كريستو» التى شاهدناها عام 1950 فى فيلم «أمير الانتقام» لألكسندر ديماس «الأب»!
منذ نهاية الخمسينيات كانت نجومية «فريد شوقى» وشعبيته تتصاعد وحتى منتصف السبعينيات «رصيف نمرة خمسة» نيازى مصطفى 1956 «باب الحديد» يوسف شاهين 1958 «بداية ونهاية» صلاح أبو سيف 1960 «كلمة شرف» حسام الدين مصطفى 1972.. لكنه لاحظ أن هناك جيلاً آخر بدأ يأخذ مكانته مع مطلع السبعينيات وأصبحوا نجوماً لهم شعبيتهم وأسماؤهم عند الموزعين تشكل عوامل جذب وأعنى بهم جيل «محمود يسن»، «حسين فهمى»، «نور الشريف» ووجد أيضاً أن للزمن بصمات لا يمكن أن يمحوها الماكياج على الوجه. «فريد شوقى» هو أكثر النجوم الذين ازداد الطلب عليهم ولهذا تجده فى نهاية السبعينيات يلعب بمفرده بطولة 14 فيلماً فى عام واحد وتأتى الثمانينيات ويقف مع كل النجوم مثل «نور الشريف»، «أحمد زكى»، «عادل إمام»، «محمود عبد العزيز»، «فاروق الفيشاوى».. نجوم تلك المرحلة وتسند لهم فى أغلب هذه الأفلام مساحات درامية أكبر لكنه لم يتوقف كثيراً أمام ذلك فهذه هى سنة الفن وهذا هو قانون اللعبة الذى ارتضاه «فريد» عندما نزل إلى الملعب منذ أكثر من خمسين عاماً ورغم ذلك فلقد كان هناك قانون فى الأفلام السينمائية بعد أن كثرت المشكلات فى الثمانينيات حول أفيشات الأفلام ومن يأتى اسمه سابقاً للآخر.. القانون أطلقه نور الشريف «اللى أجره أعلى منى يسبقنى».. ويضرب مثلاً بأنه كان يسبق فى البداية اسم «عادل إمام» فى الأفلام المشتركة بينهما ولكن بعد أن أصبح أجر «عادل إمام» أكبر منه فإنه يستحق أن يسبقه بلا حساسية على الأفيش وفى التترات وهو ما طبقه بالمناسبة قبل بضعة سنوات فى فيلم «عمارة يعقوبيان» عندما اشترك مع عادل إمام فى البطولة، إلا أنه وكالعادة فإن لكل قاعدة استثناء وكان الاستثناء الذى اتفق عليه الجميع هو أن «فريد شوقى» نظراً لتاريخه فهو يأتى اسمه سابقاً الجميع والغريب أن «نور الشريف» التزم فى هذا الفيلم الذى أنتجه عام 1994 «الطيب والشرس والجميلة» بكتابة اسم «فريد شوقى» سابقاً لاسمه فى التترات إلا أن الأفيشات كان لها قانون آخر حيث جاء اسم «نور» سابقاً «فريد» مما أثار غضبه فأقام دعوى قضائية ضد اقرب وأحب تلاميذه إليه!!
كان «فريد شوقى» ملكاً متوجاً لا أحد يرد له كلمة وحاول «نور الشريف» استرضاؤه وتأكيد أنها غلطة غير مقصودة، حتى رضى عنه الملك بعد أن كان رفض حتى مصافحته فصافحه وسامحه وتنازل عن القضية!!
كل الفنانين كان يعنيهم بالدرجة الأولى رأى الملك ولهذا أول من يطلبون رأيه فى أدائهم السينمائى أو المسرحى هو فريد وفى بداية حياته وعلى طريقة الأستاذ الأول فى المجاملة كان يبالغ أحياناً قائلاً «برافو يا حبيبتى.. حلو يا حياتى «لكنه كان على المقابل يقسو على تلاميذه لو كانوا يستحقون القسوة وقدر القسوة على قدر المحبة.. كانت الإسكندرية فى مطلع التسعينيات تقدم مسرحيات صيفية وكان هناك دائماً أكثر من 20 مسرحية تتنافس على جيوب المصطافين من العرب والمصريين ووجهت الدعوة إلى «فريد شوقى» لحضور إحدى هذه المسرحيات وفى منتصف الفصل الأول فوجئ الجمهور بأن «فريد» يقف اعتقدوا أنه كعادته سوف يوجه تحية للفنانين على خشبة المسرح لكنه قال لا هذا ليس مسرحاً.. لن أشارك فى هذه الجريمة حتى بالمشاهدة وغادر المسرح وكانوا كلما أرادوا لحاقه واسترضاؤه يعلو صوته أكثر بالغضب، كلن يستشعر أنه ليس فقط المشاركة فى التمثيل ولكن مجرد الحضور لمثل هذه المسرحيات جريمة لا تغتفر فى حق تاريخه الفنى!! العلاقة المحورية فى حياته هى زواجه من الفنانة الكبيرة «هدى سلطان» تزوجها فى نهاية الأربعينيات وهى الأكثر نجومية لكنها أحبت «فريد» وكان كل منهما قد سبق له الزواج مرة واحدة.. أسفرت العلاقة عن أفلام لا تنسى «الأسطى حسن»، «جعلونى مجرماً»، «رصيف نمرة خمسة» وغيرها وغيرها، وكان أجمل ما فى هذا الثنائى أنه لا يقيد أى منهما فى العمل مع الآخرين وهكذا مثلاً شاهدنا «هدى سلطان» فى «امرأة على الطريق» لعز الدين ذو الفقار أمام «رشدى أباظة» وكان مرشحاً لهذا الدور «فريد شوقى» لكنه طلب التأجيل عدة أسابيع لينهى ارتباطاته ولم توافق جهة الإنتاج ولم تنسحب «هدى سلطان» فكان واحداً من أهم أدوارها على الشاشة!!
«الفتوة» لصلاح أبو سيف والذى شارك «فريد» فى كتابة قصته السينمائية وهو واحداً من أهم أفلام السينما المصرية والعربية.. الدور النسائى الأول لعبته «تحية كاريوكا».. نعم بعد الطلاق حدثت بعض المشكلات ولم يلتقيا فنياً أمام الكاميرا ونجح «مدحت السباعى» فى تحقيق ذلك حيث كان زوجاً للمنتجة «ناهد» ابنة «هدى سلطان» و«فريد شوقى» تمكن «السباعى» من الجمع بينهما صوتاً لهدى وصورة لفريد حيث غنت «هدى سلطان» صوتاً فقط مقدمة تترات فيلم «الطيب والشرس والجميلة» الذى لعب «فريد» بطولته!!
آخر ظهور علنى لفريد وهدى سلطان معاً عام 1996 فى أحد الفنادق وبمناسبة اختيار أفضل فنانى السينما المصرية فى حفل أقامه «سعد الدين وهبه» رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولي.. غنت «هدى سلطان» على المسرح «ان كنت ناسى أفكرك» وكانت تضع يديها على كتفى «فريد شوقى» ولا أتصور أبداً أنه نسى حتى تذكرة «هدى سلطان».. كان «فريد» عندما يسأل لماذا طلقت «هدى سلطان» يقول أنا لم أطلقها هى التى طلقتنى يقصد أنها أصرت على طلب الطلاق وتزوج بعد ذلك فى مطلع السبعينيات من السيدة «سهير ترك» وأنجب منها الفنانة «رانيا فريد شوقى» والمخرجة «عبير فريد شوقى»، وبعد رحيل فريد شوقى ودعته هدى سلطان وكان بينهما مشكلات قضائية بسبب شركة إنتاج جمعت بينهما فتنازلت هدى إكراما لروح فريد عن القضية!!
«فريد شوقى» ممثلاً أرى له الكثير من الذرى الإبداعية أهمها على مستوى فن الأداء «بداية ونهاية»، «السقا مات» الفيلمان لصلاح أبو سيف.. «خرج ولم يعد» لمحمد خان «عندما يأتى المساء» وهو فيلم تليفزيونى أخرجه «هانى لاشين» وشاركت «فريد» البطولة «سناء جميل» والمقصود بالمساء هو الموت.
فى فيلم «السقا مات».. «فريد شوقى» يمشى فى الجنازات «مشرفاتى» وكان معروفاً أن هناك مهنًا يتكسب منها الناس حتى مطلع الخمسينيات مثل «المطيباتى» الذى يشارك فى كورس الأغانى وكل دوره هو أنه أثناء تسجيل الأغانى يردد «الله الله.. أعد» وهكذا.. أما «المشرفاتى» فإنه يرتدى بذلة سوداء يتقدم الجنازة لزوم الوجاهة.. يؤدى «فريد» دور رجل فى نهايات العمر يشعر قبل رحيله بأنه يريد أن يعيش الحياة.. وعبر «فريد» بكل صدق وأستاذية عن تباينات هذه الشخصية وفى لحظة الذروة.. ذروة الإقبال على الحياة تنتهى به الحياة!! نعم «فريد شوقى» مساحة عريضة من الانتشار بلغت 400 فيلم كانت بينها إخفاقات سينمائية لكن اسم «فريد» لم يعرف يوماً السقوط ولم يفقد بريقه الفنى أو الشخصى حتى رحيله.. فقد منحته الجماهير شيكاً على بياض من حبها ولا ينتهى الحب مهما تعددت الأخطاء.. على الجانب الآخر منح «فريد» جمهوره دفئاً لا تنخفض درجة حرارته.. نصبته الجماهير ملكاً لهم وبايعه النجوم ملكاً عليهم ويُغيب الموت الملك ولكنه يُطل علينا قبل نهاية هذا العام فى هذا الاستفتاء الذى أجراه مهرجان «دبى» صاحب الرصيد الأكبر فى أهم أفلامنا ليظل الملك هو الملك
نشر بعدد 680 بتاريخ 23/12/2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.