في مبادرة طيبة تستحق الكثير من الثناء وأسمي آيات التقدير قرر د. حسين الجندي مدير صندوق التنمية الثقافية، وفي إطار خطة الصندوق والوزارة لإثراء ذاكرة الوطن وتذكير الأجيال الجديدة بكبار الرموز الثقافية والفكرية والأدبية والدينية والفنية عبرالحفاظ علي الموروث الفني والثقافي، والاحتفاء بهؤلاء المبدعين الذين أثروا حياتنا الفكرية كما ساهموا في تشكيل وجدان الشعب تنظيم احتفالية ضخمة، بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. احمد مجاهد، إحياء لذكري الفنان الكبير الراحل فريد شوقي وذلك في السابعة من مساء الإثنين القادم بمركز الإبداع الفني. تتضمن الاحتفالية، التي تقام تحت رعاية وزيرالثقافة، عرض فيلم من أعمال وابداعات وحش الشاشة فريد شوقي يعلق عليه الناقد السينمائي وليد سيف مع التعريف بسيرة حياته التي بدأت بمولده في حي البغالة بالسيدة زينب ثم نشأته في حي الحلمية الجديدة، وانضمامه لفرقة يوسف وهبي التمثيلية واحترافه التمثيل فيها بمرتب شهري قدره ستة جنيهات. وفي تلك الفترة تعرف علي عزيز عيد وزكي طليمات أبو المسرح ومؤسس المعهد العالي للتمثيل، الذي نصحه بدخول المعهد، وبدأ مسيرته السينمائية في فيلم "ملاك الرحمة" مع فاتن حمامة ويوسف وهبي. وكاد أن يتحول إلي مخرج مسرحي لكنه ألغي الفكرة لشدة تعلقه بالسينما، وعندما التقي أنور وجدي نجم السينما المصرية آنذاك اشترك معه في فيلم بطولة ليلي مراد في مقابل خمسين جنيهاً. ومع الخمسينيات وبداية ثورة يوليو 52 بدأت نجومية فريد شوقي، رغم ان بدايته تعود الي الاربعينيات؛ ففي أثناء العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 كلفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصربتقديم فيلم فكان "بور سعيد"، ومع سينما صلاح ابوسيف وجد فريد شوقي نفسه، بعد ان كتب قصة (الاسطي حسن)، لينجح الفيلم الذي اعتبر إحدي العلامات لبداية الواقعية في السينما المصرية، ويكسب فريد العديد من النقاط في مشوار النجومية، وتنهال عليه العروض السينمائية. فيقدم افلام (حميدو، رصيف نمرة 5، النمرود). ويواصل صناعة اسمه، فيكتب وينتج في عام 54 فيلم (جعلوني مجرماً) الذي اخرجه عاطف سالم. ثم يتحول فريد شوقي الي نجم جماهيري، وفي اللحظة التي أيقن فيها أن مواصفات الفتي الأول لم تعد تنطبق عليه اختار أدوار الأب الطيب فقدم "ومضي قطار العمر" و"بالوالدين إحساناً" الذي كان فاتحة خير عليه، وأعاده مرة أخري إلي مكانته الأولي، وطوال مسيرته الثرية الناجحة قدم السينما البوليسية، الاجتماعية، التاريخية، السياسية والوطنية، وحاز الفنان فريد شوقي العديد من الجوائز والاوسمة أهمها جائزة التفاحة الذهبية من مهرجان "أنيتاليا" التركي ووسام الجمهورية للفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.