ونفس الموضوعات اللى انت كنت بتكلم فيها هو بيتكلم فيها.. بس فرحة مش صحفية خالص على فكرة، فرحة أب ليه تأثير على ابنه فى مرحلة.. بس كنت واثق إنك سوف تحرر نفسك بسرعة من هذه الحالة، بس تصدق يا وليد عندك أحسن كثير، لدرجة إنى دلوقتى مطمئن عليك اكتر فى غربتى، يكفى رنك انتقلت إلى عالم أكثر شفافية ورقيا.. لا مكان فيه للغش والخداع والصراع والابتذال، بس امانة عليك يا وليد «سلم على أبويا جدا» مش كنت دايما تقولى أنا نفسى كنت أقابل عم يحيي.. كان ما سبق سطور من رائعة الزميل هشام يحيى التى اسماها «قبض الريح» اعتبرها متتاليات قصصية أو رواية تسجيلية كما رآها البعض او تتدرج تحت أداب البوح او الاعتراف كما آراها أو كل نوع جديد من الكتابات الإنسانية لا يهم أن نضع له تصنيفًا ومسمى، فالعمل مرثية طويلة تقترب من ال400 صفحة من القطع المتوسط راح هشام يحيى عبر سطورها يستحضر الزميل الراحل وليد كامل ويستدعى الذكريات معه ويناقشه ويتحدث لطيفة بصوت عال ورغم الغياب الجسدى للزميل الراحل إلا أنه حاضر فى كل موقف يسرده المؤلف لدرجة انك لا تستطيع الفصل بين الشخصيتين - المؤلف ووليد - فالأخير تحول إلى ضمير الكاتب فجاء العمل بالكامل اشبه بمناجاة طويلة للنفس فى حوار يكشف مدى بوح وصراحة الكاتب وفى نفس الوقت عبثية الحياة وبعد أن احتضنت هشام يحيى وليد وساعده للدخول إلى عالم الصحافة يسأله وليد «عم هشام، فيه سؤال بقى كتير نفسى أسأله ليك هو انت اشتغلت صحفى إزاى؟» دخلت فى نوبة ضحك للتشابه العجيب بيننا فى البداية «فاكر أنا عرفتك فين» «طبعا يا عم هشام فى المحل» «أنا بقى اللى شغلنى فى الصحافة كان بيشتغل هو فى كشك سجاير» ويسرد الكاتب كيف أنه عامل بائع السجائر «بتناكة» غير مبررة ورد له البائع الصالح صاعين ليعرف انه صحفى ويقف مكان اخيه فى كشك السجائر «سحبت عليه السجائر ورحت على القهة وكلمة صحفى بترن فى ودنى، افتكرت على طول فيلم يوم من عمرى وانا بتفرج عليه وانا فى ابتدائى وسألت بابا يعنى إيه صحفى؟ ولما عرفت قلت له، انا هاشتغل صحفى لما أكبر». يظل وليد كامل حاضرا عبر كل صفحات مؤلف هشام يحيى اخلاص نادر من استاذ بعد أن اختطف مرض السرطان تلميذه «طلبت من القهوجى بسبب الكرسى الفاضى قد امر عنيه كانت رايحة جاية على شارع شيكولانى فى انتظار خروج وليد فى أى لحظة يروح يشترى الجرائد من شعبان، وييجى على جرى ويرمى الجرايد على الترابيذة ويترمى فى حضني» «عم هشاااااااام. نشر بعدد 680 بتارخ 23/12/2013