ليست عروض الصيانة التي تقدمها مرسيدس-بنز لعملائها منحة تستحق الشكر بل تصرفا تأخرت الشركة في تقديمه لسنوات استغفلت فيه عملائها. ففي دول العالم المتقدم، تحترم شركات السيارات عملائها وتتبع معهم سياسة تعتمد علي الشفافية حرصا علي المصداقية وعلي مد جسور الثقة مع عملائها. ولهذا لا تخجل تلك الشركات من الإعلان عن ظهور عيوب في سياراتها المختلفة. بل وتطلب تلك الشركات من عملائها التوجه إلي أقرب مركز خدمة لإصلاح العيب دون أي أعباء مالية يتحملها مالك السيارة. وبالطبع تحرص الشركات المنتجة للسيارات الفارهة علي التعامل بشكل صارم مع عملية الإستدعاءات نظرا لأنها تنتج سياراتها بكميات أقل بكثير من الشركات الأخري كما أنها بطبيعة الحال تخشي أن يؤدي التستر علي عيوب قد تظهر في سياراتها علي تحول عملائها إلي ماركات أخري منافسة. وربما كان الإجراء الذي إتخذته مرسيدس-بنز في الولاياتالمتحدة خلال الأيام القليلة الماضية دليلا واضحا علي إهتمام الفرع الأمريكي بعملائه حيث قرر الفرع إستدعاء 11 موديلا مختلفا من بينها موديلي SL وSLK لعام 2009 وكلاهما من أفخم ما تقدمه مرسيدس-بنز. والغريب أن تلك المشكلة تتعلق ببرامج الكمبيوتر وهي مشكلة تتسبب في مشكلات بمؤشرات الوقود وعدادات السرعة. ففي وثائق نشرتها الوكالة الأمريكية للسلامة علي الطرق السريعة، قالت مرسيدس-بنز أن المشكلة تتعلق بخلل في برنامج مضيفة أن تلك المشكلة تؤثر علي وظائف السلامة وإفرازات العادم في عدد كبير من الموديلات. ومن بين المشكلات التي قد يتسبب فيها برنامج الكمبيوتر خلل في قراءات مؤشر الوقود وإرتباك في وظائف السلامة بالسيارات المعيبة. فعلي سبيل المثال، لا تتلق مضخة الوقود الإلكترونية إشارة بحدوث التصادم وبالتالي لا تتوقف المضخة عن العمل كإجراء وقائي وهو أمر قد يعرض حياة الركاب لأخطار جسيمة. المثير في الأمر أن العيوب ظهرت في موديلات الفئات M وR للأعوام ما بين 2006 و2008 وموديل الفئة SLK ما بين عامي 2005 و2009 وموديلات الفئة C مابين عامي 2005 و2008 وموديل الفئة SLK لأعوام 2003 و2004 و 2006 و2007 و2008 وموديلي الفئة CLS وCL لعام 2008 وموديل الفئة S للأعوام 2004 و2007 و2008 وموديل الفئة G لعام 2003 وموديل الفئة SL لأعوام 2003 و2004 و2006 و2009. تعلن الشركة بين الحين والأخر عن عروض للصيانة المجانية ولكنها لا تقم بالاتصال بعملائها لإصلاح تلك العيوب في سياراتهم خاصة وأن الكثير من الموديلات التي طالها الإستدعاءات في أوروبا والولاياتالمتحدة تطرح في مصر وبنفس المواصفات تقريبا. ولهذاتعين علينا أن نوجه نداءا إلي مالكي تلك السيارات للتوجه إلي مراكز خدمة مرسيدس-بنز مصر لإصلاحها مجانا ما دامت الشركة لم تتصل بهم. فمرسيدس-بنز بمنتجاتها المصرية تدعي أن منتجاتها أفضل من حيث الجودة بمقارنة بمنتجات الشركة الأم ولهذا تترفع الشركة عن إبلاغ مالكي سياراتها بما لديهم من أعطال وتنتظر منهم التوجه إلي مراكز الخدمة من تلقاء نفسهم. الغريب أن ذلك يحدث من شركة تدعي في كل مناسبة أن منتجاتها هي الأفخم والأجود في السوق المصري. والقول بأن مرسيدس- بنز مصر لا تعلم شيئا عن تلك العيوب يخالف الواقع، فالمفترض في الشركة أنها مرتبطة بالشركة الأم من خلال شبكة يتم من خلالها توزيع نشرات للخدمة توضح فيها العيوب التي تظهر في موديلاتها المختلفة وهي نشرة يتم تحديثها بشكل يومي.و يمكن أيجاز الأمر موقف مرسيدس-بنز مصر في جملة بسيطة وهو أن تلك الشركة لا تحترم عملائها المصريين ولا تكترث كثيرا بسلامتهم رغم أن الشركة تؤكد دائماً عكس ذلك.