تحرص شركات السيارات في مختلف أنحاء العالم علي التعامل بوضوح مع عملائها حرصا منها علي كسب ثقتهم وأحترامهم ولهذا يتم التعامل مع عيوب التصنيع كأمر لا مفر منه وتعلن عنها الشركات بكل صراحة ودون مواربة أو خجل من ظهور تلك العيوب. وتزيد مسئولية الشركة وفقا للشريحة التي تنافس فيها بسوق السيارات ولهذا نجد أشد الناس حرصا علي الإعلان عن العيوب وإستدعاء السيارات لإصلاحها هي الشركات المتخصصة في إنتاج السيارات الفارهة. ولا يعد إستدعاء السيارات بدعة أو فعل يقتصر وجوده علي أوروبا وأمريكا، بل تحرص الشركات الأقليمية والمحلية التابعة للشركات الكبري علي إتباع نفس السياسة لأن الشركة الصغيرة ليست سوي جزء من الشركة الكبيرة وأي إضرار بسمعة شركة محلية سيضر حتما بإسم الشركة الأم. ربما الإستثناء الغريب من تلك القاعدة نجده في مرسديدس-بنز مصر التي تصر علي إتباع سياسة قديمة عفا عليها الزمن دون وضع مصلحة المستهلك في الإعتبار. فالمؤكد أن الشركة لم تقم يوما ما بإستدعاء سيارة لإصلاح ما بها من عيوب علي نفقتها الخاصة بموجب شروط الضمان، والغريب أنه في الوقت الذي تخرج إلينا نشرات السيارات بأخبار عن عيوب جديدة تكلف الشركات عشرات الملايين من الدولارات، لم تقم مرسيدس-بنز مصر التي تفخر بأنها جزءا هاما من الشركة الأم بأي خطوة مماثلة رغم أن عملاء الشركة ليسوا مئات الآلاف كما هو الحال في أوروبا أو أمريكا بل بضعة آلاف يسهل الإتصال بهم وإبلاغهم بالعيوب التي تم إكتشافها وتوجيههم لأقرب مركز خدمة لإصلاحها. الذي تقوم به مرسيدس-بنز هو إلتزام الصمت حتي يكتشف العميل الخلل في سيارته، وفي تلك الحالة يتوجه لمركز الخدمة لإصلاح هذا العيب، ولكن تلك المرة يتم الإصلاح علي حساب العميل وليس علي حساب الشركة. قد يعجب البعض عن سبب لجوء الكثير من الباحثين عن سيارة فارهة لماركات أخري منافسة بعضها لم يتواجد في السوق المحلي بقوة سوي منذ سنوات قليلة، ولكن إن عرف السبب بطل العجب، فتلك الشركات الألمانية المنافسة تحرص اليوم علي تقديم خدمات متميزة في مرحلة ما بعد البيع فضلا عن المنتج الأفضل سواء تم تجميعه محليا في حالة ماركة ألمانية منافسة أو القادمة من ألمانيا في حالة ماركة أخري بدأت تنطلق في الأشهر الأخيرة بشكل جيد بشكل سبب ضيقا لمسئولي مرسيدس-بنز. والواقع أننا لو نظرنا لسيارات مرسيدس-بنز وقمنا بمقارنتها بسيارات المنافسين لوجدنا أنها سيارة تلائم كبار السن أكثر من اي فئة أخري، رغم الطبيعة الفخمة لسيارات الشركة، غير أنه يتوافر لمنافسيها تصميمات أفضل وإمكانيات أكبر وسعر تنافسي وربما الأهم منتج علي درجة عالية من الجودة أغري الكثير بالتحول إلي تلك الماركات بعيدا عن سيارات مرسيدس-بنز وأعطالها التي لا تنتهي. قديما كان إمتلاك سيارة من إنتاج مرسيدس-بنز حلما لكل باحث عن موديل فاخر، أما اليوم فلم يعد هذا الحلم يغري الكثير من الناس، بل صار الإسم في مصر مرادفا لسوء الصناعة وعيوبها. والغريب أن الشركة بعد كل هذا تتسائل عن سبب عجزها عن تصدير منتجاتها للخارج، والسبب واضح لا يخرج عن عدم الإهتمام بجودة التصنيع أضف إلي ذلك فشل الشركة في الإعتناء بعملائها في السوق المحلي فما بالنا بالسوق العالمي الذي لا يعترف بالإهمال.