· قلت للرئيس الفلسطيني: كلامك خطير وسيحقق لإسرائيل أهم أحلامها وهو التطبيع الشعبي بين مصر وإسرائيل · لا تخجلوا من حصولكم علي تأشيرة إسرائيلية.. فالرسول (ص) حصل علي إذن من الكفار لأداء العمرة.. وأنا لا أغادر رام الله إلا بعد أن تأتيني فتاة إسرائيلية في عمر ابنتي وتمنحني التأشيرة.. والشيخ رائد صلاح مش محترم ولا حاجة · نعيش كفلسطينيين علي معونات أمريكا وأوروبا أما الدول العربية فلا تعطينا شيئا.. وبعض القادة العرب تحدثوا في القمة الأخيرة عن إمكانية الحرب مع إسرائيل وحسبوها بعدد الدبابات والطائرات .. ثم تراجعوا وقالوا: آسفين مانقصدش جلسنا أكثر من مرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» ولكنه هذه المرة كان أكثر صراحة ووضوحاً.. روي لنا أبومازن في قصر الأندلس حيث يقيم حينما يأتي إلي مصر حكاية طريفة ومؤلمة في الوقت نفسه تكشف عن تردي الواقع السياسي العربي.. قال: في قمة سرت الأخيرة في ليبيا تحدث بعض القادة العرب عن امكانية الحرب مع إسرائيل وأخذوا يحسبونها بالورقة والقلم قالوا: مثلاً لدينا 1800 دبابة وإسرائيل عندها 1400 دبابة فقط ولدينا 2000 طائرة وإسرائيل لديها 1500 فقط وأضاف أبومازن متهكما: قلت لهم لو قررتم الحرب فنحن معكم ثم استدركت وقلت: لأ نحن وراءكم «حاربوا واحنا وراكم علي طول».. بعد ذلك والكلام مازال للرئيس الفلسطيني قالوا: نحن لا نقصد الحرب بمعني الكلمة إنما نقصد المقاومة وتراجعوا عن كلامهم وأضاف أبومازن: أي حرب تلك التي يتحدثون عنها.. إسرائيل عندها «250» مصنع سلاح والدولة العربية الوحيدة التي يوجد لديها مصانع أسلحة هي مصر وبقية الدول العربية لا تملك مصنعا واحداً للسلاح ثم عن أي مقاومة يتحدثون.. حماس نفسها هي التي تمنع المقاومة الآن ويطلقون النار علي من يطلق صاروخا علي إسرائيل. أضاف أبومازن في لقائه برؤساء تحرير الصحف المصرية: الدول العربية لا تدفع لنا الأموال التي اتفقوا علي تمويل الفلسطينيين بها.. نحن نعيش علي المعونات التي تدفعها لنا أمريكا وأوروبا. نحن نحصل علي 450 مليون دولار من الولاياتالمتحدة سنويا ومثلها من الدول الأوروبية ولا نحصل علي أي شيء من الدول العربية.. نعم أنا صديق الأمريكان ويعطوننا الأموال ولكنني لا أنصاع لضغوطهم وضغطوا علي أكثر من مرة لقبول ورفض أشياء ولكنني لم أخضع لهم.. سألت الرئيس الفلسطيني: هل ستظل المصالحة الفلسطينية أسيرة للخلاف بين مصر وسوريا ولمحاولات فرض الوصاية علي الأجنحة الفلسطينية؟!.. أجاب أبومازن: سوريا لا تملك التأثير علي حركة حماس والخلاف بين مصر وسوريا ليس هو الذي يعطل المصالحة الفلسطينية ولكن حماس لن توقع علي المصالحة بسبب إيران.. نعم طهران هي التي تلعب بالورقة الفلسطينية لحسابها.. تطرق أبومازن بعد ذلك إلي قضية السفر إلي الأراضي الفلسطينية المحتلة داعيا المصريين إلي السفر معتبرا أن ذلك ليس تطبيعاً.. قلت له: لو ناقشنا القضية بعقلانية إسرائيل هي التي ستستفيد حيث سيكرس ذلك وضع الاحتلال بالاضافة إلي أنه سيحقق لها أهم أحلامها وهو التطبيع الشعبي مع مصر من خلال سفر وفود صحفية وفنية ورياضية وبالتالي سنخسر أهم سلاح نملكه في مواجهة إسرائيل الآن وهو سلاح فرض العزلة عليها، رد أبومازن بانفعال: أنتم ستأتون لزيارة الفلسطينيين، وزيارة السجين لاتعني التضامن مع السجان، الفرق الرياضية والفنية ستقابلنا نحن وستدعم الفلسطينيين وترفع روحهم المعنوية.. قلت له: سنحصل علي تأشيرة إسرائيلية فرد بانفعال أكثر: وإيه يعني أنا رئيس السلطة الفلسطينية لا أستطيع الخروج من الضفة الغربية إلا بتأشيرة إسرائيل وأتحمل ذلك.. يرسلون لي فتاة إسرائيلية صغيرة في عمر ابنتي لمنحي التأشيرة وأتحمل.. سفركم إلي رام اللهوالقدسالمحتلة ليس تطبيعا.. اختلفنا معه ودخلنا في نقاشات تفصيلية وقال الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين: أنا أعتبر سفر الصحفيين إلي الأراضي الفلسطينية المحتلة حتي ولو بتأشيرة إسرائيلية عملا صحفيا من الدرجة الأولي ولكنني ضد سفر الوفود الرياضية والفنية لأنه تطبيع لاشك فيه، انفعل الرئيس أبومازن ودافع عن رأيه إلي حد أنه قال: أقول للشيخ يوسف القرضاوي أنت لا تفهم في الدين لأنك قلت إن السفر إلي القدس حرام مع أنه لاتوجد أسانيد دينية علي هذا الكلام بل إن الرسول «ص» طلب إذنا من الكفار لعمل العمرة فقالوا له: لن نعطيك الإذن هذا العام فقبل وأعطوه الإذن في العام الذي بعده.. فلماذا تخجلون أنتم من حصولكم علي تأشيرة إسرائيلية؟!.. وحينما تحدث زميلي عبدالله السناوي عن المواقف الصلبة والمحترمة للشيخ رائد صلاح «أحد قادة الحركة الإسلامية داخل إسرائيل والذي تم اعتقاله في معركة سفينة الحرية» ووصفه بأنه شيخ محترم.. رد أبو مازن بأنفعال وقال: «ولا محترم ولا حاجة». في نهاية الحوار لطف أبومازن الجو وأقسم بأنه لن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة القادمة.. سألته: ماذا ستعمل إذا.. قال ضاحكا: سأعمل مراسلا صحفياً. كلام أبومازن يحتاج إلي تعليقات لأهميته وخطورته وسنفتح النقاش حوله الأسبوع القادم.