تعادل إيجابي بين الهلال والنصر واللجوء لشوطين إضافيين لحسم كأس خادم الحرمين    سيدة تدهس مدرسة وتتسبب في وفاتها بالمقطم    مي عمر وباسم سمرة وإياد نصار.. نجوم الفن في حفل توزيع جوائز إنرجي    رغيف عيش    أول تعليق من بايدن على إدانة ترامب ب34 تهمة جنائية: يهدد ديمقراطيتنا    مرصد الأزهر يدين الهجوم الذي وقع صباح اليوم في ألمانيا    الجامعة العربية المفتوحة بمصر تحتل المركز السادس في التصنيف الدولي للجامعات    الصمت غير مطلوب.. علاء مبارك يوجه رسالة لمحمد صلاح بشأن غزة    نصر عزام: إيقاف محمد الشيبي مخالف للوائح فيفا والقانون المصري    إندريك فيليبي يودع جماهير بالميراس بالدموع قبل المغادرة لمدريد    طارق سعدة في عيد الإعلاميين : الإعلام المصرى يلعب دورا كبيرا لتشكيل وعى المواطنين    الصحة تحذر.. سم سمكة الأرنب ليس له مصل ويتسبب في الوفاة خلال 8 ساعات    تخفيضات 40%.. "المصرية للحوم والدواجن" تزف بشرى سارة للمواطنين قبل عيد الأضحى    يوسف يكشف حقيقة خلافه مع حميدة.. ويصف الفخراني ب"غول تمثيل"    الاتحاد الأوروبى: ندعم خطة بايدن لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق المحتجزين    صوت بلدنا    اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم    المفتي: عدم توثيق الزواج الجديد للأرامل للإبقاء على معاش المتوفى يُعد أكلاً للمال بالباطل    عصام خليل: الحوار الوطني يناقش غدا آليات تحويل الدعم العيني لنقدي    المصرى للشؤون الخارجية: زيارة الرئيس السيسى لبكين تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون    فتاة تنهي حياتها بحبة سوس القمح.. والسبب صادم    النيابة تامر بأخذ عينة DNA من طالب التجمع الأول المتهم باغتصاب زميلته وإنجابها منه    تغطية.. نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين 2024    الصحة: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة تحت شعار 100 مليون صحة    مسن ينهي حياته شنقا في المرج بسبب ضائقة نفسية    780 شاحنة مساعدات في انتظار الدخول عبر رفح    19 منظمة دولية تحذر من مجاعة وشيكة في السودان    موعد عيد الأضحى 2024.. وإجازة طويلة تمتد ل 9 أيام متتالية (تعرف عليها)    21 الف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    عربية النواب: تصنيف إسرائيل ل أونروا منظمة إرهابية تحد صارخ للشرعية الدولية    بعد علمه بمرضه... انتحار مسن شنقًا بالمرج    حصاد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في أسبوع    ضبط المتهم بتسريب أسئلة الامتحانات عبر تطبيق "واتس آب"    إعادة افتتاح مسجد نور الإسلام في إطسا بعد صيانته    عمرو الفقي يعلق على برومو "أم الدنيا": مصر مهد الحضارة والأديان    وزيرة التعاون: تحقيق استقرار مستدام في أفريقيا يتطلب دعم المؤسسات الدولية    مرة واحدة في العمر.. ما حكم من استطاع الحج ولم يفعل؟ إمام وخطيب المسجد الحرام يُجيب    بالشماسي والكراسي.. تفعيل خدمة الحجز الإلكتروني لشواطئ الإسكندرية- صور    "العاصمة الإدارية" الجديدة تستقبل وفدا من جامعة قرطاج التونسية    وزير الإسكان يُصدر قراراً بإزالة مخالفات بناء بالساحل الشمالي    تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة والدة الفنان محمود الليثي    بعثة المواي تاي تغادر إلى اليونان للمشاركة فى بطولة العالم للكبار    في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين.. احذر التبغ يقتل 8 ملايين شخص سنويا    اعتماد 34 مدرسة بالإسكندرية في 9 إدارات تعليمية    ماذا يقال عند ذبح الأضحية؟.. صيغة مستحبة وآداب يجب مراعاتها    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الاعتماد والرقابة الصحية: برنامج تدريب المراجعين يحصل على الاعتماد الدولي    محافظ أسوان يتابع تسليم 30 منزلا بقرية الفؤادية بكوم أمبو بعد إعادة تأهيلهم    وزارة الصحة تستقبل سفير كوبا لدى مصر لتعزيز التعاون في المجال الصحي    أين حق الأبناء؟!    «حق الله في المال».. موضوع خطبة الجمعة اليوم في مساجد مصر    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    ميرور البريطانية تكشف عن بديل نونيز في ليفربول حال رحيله    متحدث الحكومة: لن نرفع الدعم عن السولار لتأثيره على أسعار السلع والمواصلات    خالد أبو بكر يقاطع وزير التعليم: بلاش عصا إلكترونية باللجان.. هتقلق الطلاب    الطيران الحربي الإسرائيلي يقصف محيط مسجد في مخيم البريج وسط قطاع غزة    تامر عبد المنعم ينعى والدة وزيرة الثقافة: «كل نفس ذائقة الموت»    اتحاد الكرة يكشف أسباب التأخر في إصدار عقوبة ضد الشيبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعترافات صحفى مصرى حول تجربته مع سفير إسرائيل
نشر في اليوم السابع يوم 30 - 01 - 2010

كان الزميل حسام العايدى الصحفى بجريدة الجماهير ضمن ثلاثة صحفيين مصريين لبوا دعوة السفير الإسرائيلى شالوم كوهين وزاروه فى منزله لوداعه بمناسبة انتهاء فترة عمله بالقاهرة، مما أثار جدلاً فى الأوساط الإعلامية والنقابية، وحرصاً من اليوم السابع على التعامل بمهنية مع القضية، ننشر مقال حسام العايدى الذى خصنا به.
كنت مدركاً أن ذهابى لمنزل السفير الإسرائيلى بالقاهرة لحضور مؤتمره الصحفى الأخير بمناسبة انتهاء عمله, سيضعنى فى مشاكل ومواجهات أنا فى غنى عنها من اتهام بالتطبيع ومحتمل بعد ذلك إطلاق ألقاب أخرى كخائن أو الكثير من المسميات التى يتفنن البعض فى إلقائها جزافاً على الآخرين.
وحتى لا أخوض فى تفاصيل كثيرة وبرغم إننى لست مضطراً لتفسير ذهابى، إلا أننى أجدها فرصة لأقول ما يخشى الآخرون مجرد التفكير فيه، فالإسرائيلى شخص مثله كباقى الناس فى العالم ولا يختلف عن المصرى، على سبيل المثال فيما عدا أنهم يعلمون الكثير عن مصر، بما فى ذلك معلومات يجهلها الكثير من أبناء هذا البلد، لذلك كان حضورى المؤتمر بمثابة محاولة لمعرفة كيف يرى دبلوماسى إسرائيلى الوضع؟ وكيف يبرر تصرفات جيشه وما يحدث من قتل للفلسطينيين؟.
هى محاولة للانفتاح على الآخر ليس بغرض التطبيع أو القرب وإنما للفهم ومحاولة إدراك لماذا يتعاطف العالم مع إسرائيل ويتهمون الفلسطينيين بالعنف والإرهاب، لقائى بالسفير الإسرائيلى فى منزله كان بغرض مهنى بحت كونى صحفياً عليه الاطلاع على الحقائق والوقائع ونقلها كما هى حتى وإن لم يوافق عليها ملتزماً الحيادية.
لم تمر سويعات بعد نشر جريدة المصرى اليوم اسمى ضمن الصحفيين المصريين الذين حضروا اللقاء، ولا أعرف الغرض من هذه الإشارة الصريحة, الأمر الذى اعتبره البعض تشهيراً حتى إن أحدهم سألنى هل سأرفع قضية ضدهم فرفضت هذا الأمر كلية، حيث إننى مطالب بالحرية، فلن أكون صوتاً يدعو إلى إسكاتها حتى لو تعرضت إلى نقد من آخرين، وكل ما أرجوه أن يكون موضوعى وليس شخصى.
لم تكن المرة الأولى التى التقى فيها مع شخص إسرائيلى، فقبل فترة نشرت حواراً مع شاب وفتاة قدما من إسرائيل بعد زواجهما مباشرة لقضاء شهر عسلهما فى مصر, وكان هذا الحديث هو أول لقاء مباشر مع إسرائيليين، ومن خلال سفرى لخارج مصر التقيت بأكثر من إسرائيلى وتحدثنا عن الكثير من الموضوعات، تبين لى أن نسبة كبيرة منهم مثقفون وعلى وعى بما يحدث، ومنهم من يتكلم العربية وبعضهم يرفض الأحداث التى تقع فى فلسطين وآخرون يرون أن ما يقوم به الجيش هو محاولة للدفاع عن باقى الإسرائيليين.
هذا هو فكرهم السائد الذى نجحوا فى إقناع العالم به، فى الوقت الذى لا يحاول العرب مجتمعين بذل جهود لمحاولة إفهام الرأى العام العالمى بحقيقة الأحداث فى فلسطين.
أرسلت سفارة إسرائيل بالقاهرة دعوات لحضور المؤتمر الصحفى الأخير الذى يقيمه السفير بمناسبة انتهاء عمله فى مصر بعد فترة استمرت 5 سنوات, وبرغم كونى مصرياً سرت فى مسيرات أثناء دراستى الجامعية بسبب ما يتعرض له الفلسطينيون, إلا أننى لم أر مانعاً من الحضور لإيمانى بأهمية النقاش وفهم الآخر والاطلاع على ثقافته وطريقة تفكيره، لذلك صادفت الدعوى التى أرسلتها السفارة للمحررين الدبلوماسيين هوى فى نفسى لمعرفة الإسرائيليين عن قرب.
تم اللقاء فى منزل السفير الإسرائيلى بالمعادى وفى الإيميل الأخير، الذى أرسلته الملحقة الإعلامية للسفارة "شانى كوبر زبييدة" طلبت من المحررين أهمية الحضور فى الساعة الرابعة والنصف مساء يوم الاثنين 25 يناير، برغم أن اللقاء سيبدأ فى الخامسة، وذلك لأسباب أمنية.
وصلت إلى المعادى وسألت عن شارع "مصطفى كامل"، الذى يقع فيه المنزل والذى لا يبعد كثيراً عن قسم الشرطة، وذهبت هناك ورأيت حاجزاً أمنياً يمنع الدخول إلى أحد الشوارع وخمنت أنه هو المقصود وركنت السيارة بشارع موازٍ وسألت رجلاً يجلس أمام بناية عن المنزل رقم 25 شارع مصطفى كامل، فقال يوجد بنايتان "أ" و"ب" وخمن الرجل أنى أبحث عن القسم الثانى، لأن "أ" هو منزل سفير إسرائيل، وحاول أن يشرح لى كيفية الذهاب إلى "ب" وبعد انتهائه أوضحت له أنى أقصد منزل السفير فأعتقد الرجل الطيب أنى رجل شرطة وأشار لى إلى المنقطة التى اعتقدت أن بها منزل السفير فذهبت إليها.
حاجز صداد لمنع دخول السيارات وعربة شرطة بها لواء كان قادماً لتوه ودخل بسيارته بعد أن فتحوا له الحاجز ليمر، وما أن رآنى حتى قدم إلى وسألنى "لماذا تقف هنا"، فقلت "لأنى داخل هناك" فصمت وكان بجانبى شخص آخر سأله من أين؟ فرد من اليابان ثم جاءا حارسان من أمن السفارة وهنا انسحب اللواء ثم تحدث باللاسلكى.
رحب بنا حارسا الأمن الإسرائيليين وطلبا رؤية جواز السفر الخاص بالصحفى اليابانى وبطاقة عمله الصحفى وقارنوها بالقائمة التى لديهم ثم اصطحبه أحد الحارسين وبقى الآخر معى وبعد لحظة من الصمت سألنى بالإنجليزية "هل تأتى هنا للمرة الأولى"؟ فقلت نعم، فأضاف "هل تحمل أى سلاح خاص كمسدس أو أى وسيلة للحماية؟"، فقلت لا ثم تحدث إليه زميله وطلب حارس الأمن منى أن أذهب معه بعد أن اطلع على باسبورى وقارنه بالاسم المسجل لديه فى القائمة.
وأثناء سيرنا سألته هل تتحدث العربية، فقال قليلاً ولكنى أستطيع التفاهم بها فى الشارع ووصلنا إلى المنزل، والذى لا يوجد إليه أى منفذ آخر سوى الطريق الذى قدمت منه ووجدت أكثر من ضابط شرطة مصرى، منهم ملازم فى الأمن المركزى وآخر يبدو انتماؤه إلى جهاز حساس كأمن الدولة، إن لم يكن جهاز المخابرات والجميع ينظرون لى بابتسامة بسيطة، فكنت أقول السلام عليكم أثناء سيرى.
عند المنزل وجدت سيدة شقراء يبدو على هيئتها أنها حامل وأنها اقتربت من الوضع قدمت لى نفسها قائلة "شانى" الملحقة الإعلامية بالسفارة مرحباً بك قالتها بالإنجليزية فعرفت نفسى أيضا بنفس اللغة وتحدثنا قليلاً ثم خرجت فتاة أخرى قدمت لى نفسها أيضاً بالإنجليزية، وقالت إنها تدعى "رباب"، وهى مساعدة للملحقة، فقلت لها اسمى فزادت ابتسامتها اتساعا وقالت بالعربية مرحبا بك وسألتها أظن أن إحدى الوكالات الأجنبية "رويترز" كتبت تقريراً عنك وأنك رفضت التصوير، فقالت نعم حدث هذا، وأضافت أنها قلقت من نشر صورتها لأنها تذهب كثيراً إلى الجامعة وتسير بمفردها فى الشارع وبالتالى لابد من وجود احتياطات أمنية حتى لا تتعرض لمضايقات.
وأكملت بالرغم من ذلك قامت إحدى الصحف اليومية بنشر صورة كانت تم أخذها أثناء لقاء السفير ببعض الطلاب المهتمين بدراسة العبرية وحقيقى ساءنى نشر صورتى دون موافقة منى، فقلت لها ولكنك ستصبحين مشهورة بهذه الطريقة، فأكملت الملحقة الإعلامية، قائلة بالعربية "رباب" هى الفتاة الرقيقة المدللة فى السفارة والتى تقوم بكثير من الجهد فى عملها.
رأيت كلباً واقفاً حولنا، فسألت رباب عنه، فقالت إنه الخاص بالسفير، وهو ودود جداً ويحب أن يتعرف على الآخرين وكنت فى انتظار دخولى منزل السفير، حيث كان الصحفى اليابانى لم يدخل بعد وجاءت مصورة انضمت إلينا وقدمت نفسها أنها من الوكالة الفرنسية.
وجدت الكلب يتشممها ويدور حولها وينبح ثم صمت وبعدها فعل نفس الأمر معى، فقلت لرباب هل هو يحب التعارف أم يقوم بأشياء أخرى، حيث دار فى ذهنى أنه ربما مدرب ويقوم بفحص الموجودين للتأكد من عدم حملهم أى أسلحة أو ما شابه.
ثم طلب منى رجل الأمن دخول المنزل وأغلق الباب، وقال لى من فضلك يجب أن تخضع لبعض إجراءات الأمن والتى لن تأخذ أكثر من دقيقة فأرجو ألا تتضايق، فقلت له لا توجد مشكلة، فسألنى هل تحمل سلاح فأجبت لا، فقال هل أحضرت أى هدية لوداع السفير، فضحكت وقلت لا أصلى ماعملتش حسابى، فابتسم وقال هل تسمح لى أن تخرج من جيبك أى معدن ففعلت, ثم أحضر جهاز ومرره على جسمى وفعلاً لم يستخرج الفحص أكثر من دقيقة، ثم ابتسم وقال تفضل ودخلت، فكانت رباب بابتسامتها الودودة فى انتظارى، فسألتها هل أنا أول الحاضرين، فقالت لا هناك صحفى يابانى يجلس بالداخل وسارت معى حتى الصالون، وقالت يمكنك أن تتناول أى من المشروبات، ولم يكن هناك وقتها إلا قهوة وشاى فاعتذرت لها.
وقلت أظن أن هناك الكثيرين راغبون فى معرفتك، فابتسمت فأضفت هل تسمحى بمقابلة، فقالت هو أمر صعب وأنت تعلم صعوبة موقفى والإجراءات الأمنية، فسألتها أنت درست اللغة العبرية؟ فردت لا أبداً أنا تخرجت من قسم الفلسفة وأتعامل هنا فى السفارة باللغة الإنجليزية.
ثم غادرت للترحيب بالمصورة وبدأ الصحفيون فى الحضور وتقديم أنفسهم إلى بعضهم البعض، وسألنى الصحفى اليابانى هل هى أول مرة لك فى منزل السفير الإسرائيلى، فقلت نعم قال، وهل سافرت إلى هناك من قبل؟ فرددت لا ولكنى أرغب فى السفر إلى القدس والصلاة فى المسجد الأقصى ووصف ما يحدث هناك، فأضاف أنا أدرك صعوبة الموقف بالنسبة لكم، قلت له أظن أنه لا توجد لديك أى مشكلة، فابتسم وقال سأحكى لك عن تجربة مررت بها.
أنا أعمل فى مصر منذ عامين وأدرك بالطبع وجود بعض الحساسيات بين البلاد العربية وإسرائيل وكلفت بعمل تقرير صحفى يشمل كلاً من إسرائيل والأردن وسوريا وإيران، حيث كنت مراسلاً فى طهران لفترة زمنية، وأنا أعرف أن بعض البلدان العربية لن تسمح لى بدخول أراضيها إذا وجدوا تأشيرة إسرائيل على باسبورى، ومن حسن الحظ أن الحكومة اليابانية تسمح للصحفيين بامتلاك 2 جواز سفر.
لذلك غادرت من مصر إلى تل أبيب مباشرة بأحد الجوازات التى امتلكها وبعد خروجى من تل أبيب استخدمت الجواز الآخر لدى دخولى الأردن وسوريا ثم ذهبت به إلى إيران وعند عودتى للقاهرة استخدمته ونسيت أن استعمل الجواز الذى خرجت به من مصر.
وعند دخولى على ضباط الجوازات فى مصر لم يروا تأشيرة خروجى التى طبعت فى باسبورى الآخر، فقالوا لى كيف خرجت من هنا وادخلونى إلى غرفة تحقيقات وسألونى لمدة ساعة أوضحت لهم أننى صحفى ويمكننى أن أحمل جوازى سفر حتى لا أتعرض لمشاكل فى بعض البلدان العربية، وأن هذا أمر طبيعى بالنسبة للحكومة اليابانية وشاهدوا الباسبور الآخر الذى أحمله ثم أخلوا سبيلى.
وأضاف بالطبع الإجراءات للمصريين الذين يذهبون إلى إسرائيل ستكون صعبة كثيراً ولكنى أعتقد، والكلام لا يزال على لسان الصحفى اليابانى، أن الوضع حالياً هو أفضل بكثير من الأوقات السابقة، ثم تحدثنا عن الوضع فى مصر والنظام السياسى وما قد يحدث مستقبلاً ومشكلة فلسطين والصراع العربى الفلسطينى.
ودخل السفير الإسرائيلى "شالوم كوهين" الساعة الخامسة مساءً وصافح الحضور باليد ثم احتضن بعضهم والذى تربطه بهم علاقات وطيدة ثم تناول قطعة من الكيك وكوب من العصير، ودعا الحضور إلى الذهاب إلى البوفيه وأنه يستطيع الانتظار بعض الوقت حتى انتهائهم وبعد 10 دقائق من دخوله بدأ المؤتمر الصحفى.
وقبل الدخول فى وقائع المؤتمر الصحفى والذى استمر حتى الساعة السادسة والنصف تقريباً، أود الإشارة إلى الديكورات الموجودة فى منزل سفير إسرائيل بالقاهرة، حيث يمتلئ بالكثير من اللوحات التى يعود بها إلى القرن الماضى، بالإضافة إلى سيديهات للكثير من المطربين العرب والمصريين وبعد انتهاء المؤتمر عرض على الصحفيين المصريين أن يجلسوا معه بعض الوقت أن لم يكونوا على مواعيد أخرى فاعتذروا جميعاً لرغبتهم فى مشاهدة مباراة مصر، فسأل السفير المستشارة الإعلامى هل المباراة مذاعة لدينا فأجابت بالنفى، لأنها على الجزيرة الرياضية وهم لا يمتلكون إلا الجزيرة الوثائقية فقط.
وبعد خروجى من السفارة سألت أفراد الشرطة المصريين عن النتيجة، فأجابونى واشترك معهم حارسا السفارة الإسرائيليان قائلين معاً واحد – واحد، وقال لى أحد الحراس التابعين لإسرائيل والذى يتحدث العربية إنه يشجع الفريق المصرى.
عودة إلى المؤتمر الصحفى، وبدأت فيه "شانى" الحديث شاكرة الصحفيين على اقتطاع جزء من أوقاتهم للقاء السفير ثم بدأ حديثه، قائلاً أرجو أن تسمحوا لى ببعض الوقت وبعدها يمكنكم طرح ما تودون من أسئلة وسأجيب عليها كلها.
السفير الإسرائيلى:
نعم نحن نحتل دولة أخرى ولكن جيراننا هم السبب فى ذلك.. تحرير فلسطين سيحدث إذا شعر اليهود بالأمان.. لم أتعرض لأى محاولة اغتيال ولم يسرق موبايلى ولم نفكر مطلقاً فى شراء حديقة حيوان أو محطة بنزين.
بدأ "كوهين" حديثه قائلاً "كان اختيارى سفيراً لإسرائيل فى مصر محض الصدفة البحتة، لكنى سعيد لهذه الفرصة التى أتيحت لى، حيث حاولت الاقتراب من المجتمع المصرى بقدر الإمكان، وحاولت مد جسور التواصل بين المجتمعين المصرى والإسرائيلى، وأشعر بالفخر لوجودى هنا وأيضا لمحاولاتى إقامة جسور تواصل مع المصريين ولو كان هناك أى قصور فثقوا أنه ليس بسببى ولكن لعوامل أخرى.
يضيف فى كلمته التى استمرت نصف ساعة "خلال سنوات عملى الخمس الماضية زادت الزيارات المتبادلة وشهد العام الأخير أكثر من زيارة لكل من رئيس الجمهورية والوزراء ووزير الخارجية الإسرائيليين لمصر، بالإضافة إلى قدوم "الولمرت" أكثر من مرة للقاء الرئيس مبارك للتباحث حول مختلف القضايا وانتهز هذه الفرصة لأشكر رئيس الجمهورية المصرى على جهوده وحكمته واعتداله وسعيه الجاد للسلام؛ وسعيه فى المفاوضات الهادفة إلى إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى المخطوف "جلعاد شاليط".
وتحدث عن مناخ التعاون بين مصر وإسرائيل، ففى الناحية الاقتصادية وقعت مصر اتفاقية الكوير التى تسمح بتصدير المنتجات المصرية إلى الولايات المتحدة دون دفع رسوم مقابل استخدام بعض مواد الخام الإسرائيلية وبمقتضاها صدرت مصر الكثير من المنتجات لأمريكا, وهناك أيضاً اتفاقية الغاز بين مصر وإسرائيل، بالإضافة إلى العلاقات قوية فى مجال الزراعة.
وألقى السفير مفاجأة، حيث قال إن هناك ازدياداً فى عدد الطلاب المصريين الذين درسوا فى إسرائيل حتى العام الماضى والذين وصلوا إلى 200 طالب، وإن قل عددهم العام الماضى بسبب الحرب مع غزة.
وأضاف هناك تعاون وتنسيق أمنى بين البلدين وزاد مؤخراً، حيث هناك تبادل للخبرات فى الكثير من القضايا المهمة مثل مشاكل التهريب والإرهاب وتأمين الحدود.
وأكد "كوهين" فى كلمته على قوة العلاقات السياسية بين البلدين، حيث أشار إلى الزيارات المتبادلة بين الدبلوماسيين المصريين والإسرائيليين والتى تهدف إلى حل المشكلة الفلسطينية، وقال إن هذا الأمر أصبح على أجندة رؤساء الحكومة فى إسرائيل.
وأشار إلى التغيرات التى حدثت مؤخراً فى العالم من وجود إدارة أمريكية جديدة وانتخاب حكومة إسرائيلية بقيادة نتانياهو وإدراك البلدين بأهمية وجود مصر كشريك فى مفاوضات السلام وأيضاً نمو الإرهاب الراديكالى الأصولى والذى يهدد العالم أجمع.
وقال إن موضوع القضية الفلسطينية أصبح على أجندة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كاقتراحات إنشاء الدولتين ووقف بناء المستوطنات وعودة اللاجئين وبناء جسور من العلاقات القوية مع الجيران العرب.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تسير فى خطى ثابتة مع مصر وأمريكا وأطراف آخر لتحقيق السلام فى المنطقة، وهو هدف للجميع وأن اختلفت طرق الوصول إليه، فنحن دائماً نتعرض لهجوم من بعض البلدان المجاورة لنا وللأسف هذا لن يفيد أى طرف.
يتحدث عن عمله، قائلاً حاولت منذ عملى فى مصر أن أقوى العلاقات بين البلدين، ولذلك اتهمتنى إحدى الصحف أننى أخطر سفير إسرائيلى لأنى أحاول إزالة الحواجز بين الشعبين وأنا لم أتضايق من هذا الوصف، لأنى بالفعل حاولت بأقصى ما لدى لإحداث تقارب بين البلدين.
وقيل أيضا إن السفارة كانت مهمشة ولم تقم بأداء أى دور إيجابى، وهذا أمر خاطئ فى الحقيقة، حيث قمنا بالكثير من الأعمال وفضلنا أحيانا وبناءً على نصيحة الأمن المصرى بعدم إلقاء الضوء على إنجازاتنا.
شغلنى كثيراً ما يعرف باسم التطبيع وحقيقة أنا لا أحب هذا المسمى إذ يدل على وجود توتر وأرى ان العلاقات بين الشعبين لا تحتاج إلى وجود هذا التوتر وعلى أية حال حاولت تقوية العلاقات الثقافية، حيث دعونا بعض الكتاب الإسرائيليين للقاهرة، بالإضافة إلى ترجمة بعض الكتب وعروض لأفلام إسرائيلية، وأتمنى مستقبلاً أن يزيد التعامل بين المجتمعين المصرى والإسرائيلى، خاصة فى النواحى الاقتصادية.
فى الواقع لست سعيداً على مستوى التطبيع أو بالأحرى العلاقات الشخصية بين إسرائيل ومصر والعرب ونحن نحاول بكل جهودنا فتح قنوات الاتصال والوصول إلى مستوى طيب من العلاقات وإذا نظرت إلى ما قمت به خلال السنوات الأخيرة، فأشعر بالفخر بما حدث فى الحوار بين البلدين والثقافة المتبادلة وأتمنى أن تتعمق العلاقات بين البلدين.
يكمل.. برغم الانتقادات التى وجهت إلى "شارون"، إلا أنه كان أول رئيس وزراء إسرائيلى يقوم بتعميق العلاقات مع الجانب المصرى وسار الباقون على نهجه، وصادف ذلك موافقة من الجانب المصرى.
انتهى كلام السفير وطلب من المحررين الدبلوماسيين أن يطرحوا أسئلتهم، وفعلاً وجه إليه الكثير من الاستفسارات كانت بدايتها عن ما سيفعله عند عودته إلى إسرائيل؟
قال "كان من المفترض أن أغادر العام السابق لكن تم التجديد لى مدة سنة وحالياً لم أفكر بعد فى البلد الذى سوف أعمل فيه ولكنى سأمكث عدة سنوات فى إسرائيل قبل أن يتم تكليفى بالعمل فى بلد آخر وأتمنى أن يكون جميلاً وجذاباً مثل مصر.
طرحت على "كوهين" عدة أسئلة منها ما التخصصات إلى درسها الطلاب المصريون بإسرائيل؟ وهل حدث اتفاق أمنى بين البلدين فيما يتعلق ببناء الجدار العازل؟ وهل أنه انتقض مصر مؤخراً وقام بالشكوى مما يحدث هنا؟
وكان رده على السؤال الأخير أولاً، قائلاً إنه لم يتذمر مطلقاً من وجوده فى مصر بل يشعر أنه سعيد الحظ بعمله فى القاهرة هذه الفترة وإن كان يتمنى أن يستطيع تغير صورة المواطن الإسرائيلى المأخوذة عنه فى الشارع المصرى وكان يأمل فى وجود علاقات قوية بين البلدين.
وعن شكواه الوحيدة، فهى من إصرار بعض البلدان العربية على اتخاذ سياسة واحدة تجاه إسرائيل، حيث تطالب تلك البلدان مصر المعروف عنها أنها دولة معتدلة بقطع العلاقات مع إسرائيل لو لم يتم إيجاد حل عاجل لقضايا اللاجئين, فإذا وافقت مصر على هذا فمع من يمكننا أن نتفاوض حول تحقيق المطالب الفلسطينية, بعض ما يطالب به هؤلاء الحكام بعيد جداً عن المنطقية والموضوعية وإسرائيل لن تخضع لأى تهديد وكما ترى أن معظم السنوات الخمسين الماضية كانت صراعاً بين إسرائيل والعرب، فلماذا لا يجربون فى الفترة القادمة محاولة مد أيديهم للسلام، ألا يمكنهم أن يجربوه لمرة واحدة لنرى جميعاً ما قد يحدث بعد ذلك.
تخيل معى لو قامت مصر وبلاد أخرى بعمل علاقات طبيعية مع إسرائيل، أى اتصالات كاملة مشتركة وتبادل وفود الشباب, ألا تظن أن هذه العلاقات ستؤدى لإدراك المواطن الإسرائيلى بمحاولة العرب عمل تواصل حقيقى؟ افترض أن الحكومة الإسرائيلية سيئة ولكنها لن تستطيع الصمود أمام رغبة الرأى العام هناك، فإذا أراد تحقيق السلام، فالحكومة سترضخ لإرادته وإن رفضت سيغيرها الشعب ويأتى بغيرها.
المواطن الإسرائيلى لا يشعر بالأمن والكثير رافضون لما يحدث هناك، ولكنهم صامتون لإدراكهم أن هذا فى صالح تأمين حياتهم، فلو شعر المواطن أنه سيعيش فى أمان، فتأكد أن كل ما يحدث سينتهى والطريقة الوحيدة التى أدرك مدى نفعها هى أن تفتح الأبواب على مصراعيها والانفتاح على المجتمع الآخر ووجود حوار مشترك, رأى الشعب الإسرائيلى مهم جداً، وهو قادر على تغيير الوزارة وللأسف، فإن الحكومات العربية تتجاهل هذا الأمر ولو نجحوا فى الوصول إلى الرأى العام هناك وإشعارهم بالأمن والسلام سوف يتحقق كل ما يرغب به العالم, وأنا متفهم ردود فعل الشارع المصرى والقلق والتوتر الذى يسود بين المواطنين، وأظن أن الوقت حان لبدء سياسة جديدة بين البلدين تعتمد على الإقناع والحديث المباشر.
أما فى ما يتعلق بسؤالك الثانى حول الطلاب المصريين الذين يدرسون فى إسرائيل، فمنذ سنوات كانت أعدادهم بسيطة جداً زادت بمرور الوقت حتى وصل العدد إلى 200 العام الماضى وللأسف انخفضوا مرة أخرى نتيجة مشكلة غزة ومعظم من يسافر لإسرائيل هم طلاب مبتعثون من وزارة الزراعة المصرية لرؤية أحدث أساليب التى تستخدمها إسرائيل فى الزراعة واتمنى أن تزيد الأعداد مرة أخرى وأن تختلف المجالات التى يسافر فيها المصريين إلى إسرائيل.
وفى رمضان قبل الماضى أقمنا مأدبة إفطار فى السفارة دعونا فيها بعض أصدقائنا وعدداً من الطلاب المصريين الذين غادروا فى مهمات دراسية لإسرائيل ووزعنا عليهم شهادات انضمامهم إلى نادى شالوم للسلام وهو مؤسسة عالمية تمنح عضويتها لأى شخص سافر إلى إسرائيل فى مهمة بحثية أو دراسية مهما كانت جنسيته.
وأخيراً عن مسألة الجدار يجب ألا تقلل من شأن الحكومة أو الشعب المصرى، فمصر لا تتطلب تصريحاً أمنياً من أى جهة مقابل بنائها جداراً على حدودها, قاطعت السفير قائلاً أنا على يقين أننا لسنا فى حاجة إلى أخذ الإذن لبناء سور داخل بلادنا، ولكن سؤالى هل هذه الجدران سواء المبنية فى مصر أو لديكم هى نتيجة اتفاقات أمنية مشتركة بين البلدين؟
لحظة صمت قال بعدها "كل دولة حرة فى أن تحفظ أمنها كما تشاء، وعن الجدار الذى تبنيه مصر فهناك أطراف دولية مشتركة كالجانب الأمريكى ولكنى لا أعتقد أن بناء أى طرف لجدار أمنى يحتاج لتصريح وموافقة من الطرف الآخر.
استمر فى طرح الأسئلة المختلفة على السفير منها رأيه حول المبادرة العربية المقدمة من بعض البلدان العربية؟
قال إنها جزء من مبادرات قدمها المجتمع الدولى لمحاولة حل المشاكل، ولكن يغلب على العربية أنها بعيدة عن الموضوعية، خاصة أن هناك بعض الأطراف الراديكالية قامت بصياغة الكثير من البنود والتى لم يقبلها الشارع الإسرائيلى.
يضيف يجب أن نكون معتدلين فى حكمنا، فكل طرف يرى انه يسير على الطريق الصحيح فمثلاً "أبو مازن" لا يستطيع بمفرد إيجاد الحلول لشعبه بدون الحديث مع الحكومة الإسرائيلية وهذه الحكومة متفتحة لحلول الدولتين واللاجئين فلماذا لا يتم استغلال هذه الفرصة؟
والحديث أن إسرائيل بلد محتل يجب أن يكون موضوعياً، فالحال الآن هو أفضل مما كان عليه سابقًا، ربما لا تدركون أنتم الوضع لأنكم بعيدون، ولكنهم هناك فى رام الله والضفة يعلمون الحقيقة وهناك تنسيق أمنى مع القوات الفلسطينية, وسيارات إسرائيلية يستخدمها مسئولون فلسطينيون ونحن سعداء بهذا الأمر والتعاون الذى حدث مؤخراً مع الفلسطينيين.
وبالطبع هم يرغبون فى المزيد وهذا السلام غير كافٍ، هناك أحلام وطموحات لدى الشعب الفلسطينى، ونحن مدركون لهذا الأمر، كل هذه الأمور وأكثر سوف تحدث عند شعور الإسرائيليين بالأمن والأمان خاصة من جيرانهم المحيطين بهم.
أعترف أن الفلسطينيين يرغبون فى المزيد كالاستقلال وأن يعيشوا حياتهم بطريقة طبيعية، لكن كيف سيحدث هذا إذا كان العرب فى زاوية وإسرائيل فى ناحية؟.
ما رأيك فى التهريب الذى يحدث على الحدود المصرية؟
نبذل قصارى جهدنا مع الجانب المصرى الذى تضاعف مجهوده مؤخراً لمواجهة التهريب، وبرغم ذلك لا يوجد ضمان 100% إن التهريب سيتوقف ولكن الجميع يبذل الجهود فى سبيل وقف ذلك الأمر ولن يتوقف الأمر إلا بالتعاون المصرى الإسرائيلى.
مصر هى رائدة البلاد العربية وتتميز برؤية مستقبلية ثاقبة وتلتقى مع إسرائيل فى كثير من الأمور وأرى أن القاهرة هى واشنطن العالم العربى بل والشرق الأوسط، حيث تميزت باقتصاد متزن وتخطو بخطوات ثابتة نحو تحقيق المزيد من الاستقرار والثبات وكل من جاء إلى مصر منذ فترات طويلة وعاش أو غادر ورجع مرة أخرى يرى هذا الفرق فمثلاً الطريق من المطار إلى الزمالك 40 كم أصبح ممتلئاً بالبنايات ولا تسيئوا فهمى فهناك مشاكل فى مصر بالطبع وكذلك فى أى بلد فى العالم ولكنى على يقين إذا تحدت مصر مع إسرائيل فيمكن للبلدين تحقيق الكثير.
ماذا تفسر هجوم ليبرمان على مصر؟
حدث هذا وقتما كان فى المعارضة وانتم تعلمون إن المعارضين يحاولون لفت الانتباه إليهم بكافة الطرق وبعدما أصبح وزيراً للخارجية أصدر تصريحاً إيجابياً تجاه مصر ودعا إلى تقوية العلاقات بين البلدين.
نعرف أن الجانب المصرى يريد اعتذاراً واضحاً من ليبرمان ونحن من ناحيتنا نحاول توضيح الأمور وإزالة العوائق وتحسين العلاقات.
لماذا لم نسمع اعتذاراً صريحاً؟
إطلاق التصريحات وأنت معارض تختلف عن كونك مسئولاً وهذه العملية تحتاج إلى تصويت من أعضاء الحكومة ولا ننكر أن الجانب المصرى غاضب من ذلك ونأمل أن الأوضاع ستتحسن.
أهناك تعاون بين مصر وإسرائيل ضد إيران؟
لا, نحن نتحدث فقط حول الحدود وأوضاع الفلسطينيين ولكن قضية إيران ليس من بين ما نناقشه وهناك أطراف دولية معنية بهذه القضية والمشكلة أن هناك تهديداً من راديكالية متطرفة توشك على امتلاك سلاح نووى قد يهدد العالم.
لكن إسرائيل هى الدولة الوحيدة التى هددت إيران؟
أعتقد أننا لم نهدد إيران ونحن عضو فى المجتمع الدولى المهدد من قبل إيران وسنتعاون مع المجتمع الدولى بأكمله فى حالة اتخاذ قرار معين ضد إيران.
استخدمت مصطلح الراديكالية والإرهاب لوصف إيران برغم أنها لم تعلن أنها امتلكت سلاحاً نووياً عكس إسرائيل التى تحتل بلداً آخر ومعروف أنها تمتلك سلاحاً نووياً، فكيف تفسر هذا الأمر؟
أعتقد من طريقة طرح سؤالك أنك لم تقرأ التاريخ إلا مؤخراً، الواقع أن المشكلة بدأت منذ إعلان الاستقلال، حيث تمت مهاجمتنا ليس فقط من الفلسطينيين ولكن من بلدان مجاورة وأنت تعلم عن من تحدث ونحن قدمنا الكثير من أطروحات السلام للفلسطينيين أكثر من محاولاتهم للتقارب معنا ومنها عام 93 وبرغم أن منظمة التحرير كانت مصنفة على أنها إرهابية، إلا أننا أعطيناها الشرعية وطالبنا المجتمع الدولى بالاعتراف بها.
نقوم بمحاولات عديدة ليس فقط الرأى العام، ولكن السياسيين أيضا يحاولون إحداث تغيير فى المجتمع، نعم نحن دولة احتلت بلداً آخر ولكن ذلك من أجل تأمين حدودنا ومواطنينا لا أرى أى مشكلة فى ذلك، خاصة مع وجود أعداء محيطين بنا كإيران وحزب الله وسوريا, نحن نحاول الوصول إلى تحقيق السلام مع كل من حولنا وبمجرد حل المشكلة الأمنية وشعور الإسرائيليين بالأمن وتعاونها مع كل جيرانها أنا واثق أن كل المشاكل ستنتهى.
انظر كيف تهددنا إيران بقولها أنها ستمحونا من خريطة العالم وفى نفس الوقت تبذل الجهود لتطوير برنامجها النووى ألا يحق لنا أن نشعر بالخوف وأن نحاول تأمين نفسنا؟ السلطة الفلسطينية تتعاون معنا وهناك مناطق يعيش فيها إسرائيليون بجانب فلسطينيين ولا توجد بينهم مشاكل وبالطبع الإسرائيلى يرغب فى الأمن والسلام والفلسطينى يريد الاستقلال والحرية، فكلا الشعبين لديه طموحات كثيرة يرغب فى أن تحدث وقد يأتى يوم تتوقف فيه الحروب ويسود السلام.
انتهى المؤتمر الصحفى وانتقلنا جميعا إلى الصالون وتناولنا بعض العصائر، وسألت السفير عن بعض الأمور التى قرأت أنها حدثت له لأتأكد من مدى صحتها منها هل تعرض لمحاولة اغتيال من قبل أن يتم إحباطها عن طريق رجال الأمن المصريين، وهل سرق منه موبايله أثناء عودته من الإسكندرية؟
انفجر السفير ضاحكاً، وقال لا تصدق كل ما ينشر فى الصحافة فأنت تعلم جيداً أن بعض الأمور غير صحيحة، فأنا سليم معافى لم أتعرض أبداً لأى محاولة للاغتيال وهاتفى كما هو موجود معى منذ فترة طويلة ولم يسرق، بل المضحك أننى قرأت أيضاً, الكلام على لسان "كوهين" أننى حاولت شراء حديقة الحيوان وطالبت الحكومة المصرية أن تخصص محطة بنزين خاصة بالسفارة الإسرائيلية, كل هذه أمور لم تحدث طبعاً واختلقتها الصحافة المصرية".
الأسئلة التى وجهت للسفير كانت مباشرة وبعضها اتهم إسرائيل بالعنصرية، وأظن أننى وآخرون كثيرون كنا فى حاجة لسماع رؤيته ووجهة نظره فى الأحداث وكيفية تعليقه على الأمور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.