سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قصة صعود صاحب منتجعات "أوشن بلو" من موظف فندق صغير بالخليج إلي ملياردير في 5 سنوات بكلمة سر واحدة "تخصيص الأراضي وصداقة محمد إبراهيم سليمان" محمد سعد خطاب يكتب:
· وزير الإسكان السابق تعرف إلي خالد فؤاد كموظف ضيافة في فندق هيلتون مكة ثم بدأت بينهما صداقة غامضة أسفرت عن تحول الموظف الصغير إلي مستثمر عقاري ورجل أعمال في غمضة عين · سليمان منح صديقه فؤاد 40 ألف متر في قلب مارينا ليؤسس منتجع أوشن بلو الفاخر بمساعدة شركاء آخرين وعندما اختلف معهم أجبرهم علي دفع 15 مليون جنيه قال إنه دفعها رشوة لمسئول كبير في وزارة الاسكان يأبي الفساد في مصر إلا أن يكشف كل يوم عن وجه قبيح هنا أو هناك..يأبي أن يلملم أوراقه ويرحل مع الراحلين من صناعه وسدنته..يأبي التخفي والتستر عن العيون..يجاهر في نهار الفقر والمرض وقلة الحيلة التي ينكوي بحرها ملايين الكادحين في هذا البلد..بالارتواء بشراب بارد من دماء المصريين وأقواتهم. لا تعيد السطور القادمة فتح جرح قديم خلفه وزير تحقق معه نيابة الأموال العامة حاليا بتهم فساد- كنا أول من فتح ملفاتها- بل إنها تفتح ملفا جديدا في جرح مازال ينزف دما من ثروة هذا الوطن..ألا وهو إهدار أراضي الدولة بتأشيرة تخصيص وزارية لشركاء المال والنفوذ في الحكم بل ومن دونهم. وبطل هذه القصة ينتمي للطبقة الأخيرة"من دونهم"..فالرجل لم يكن إلا موظفا عاديا بأحد الفنادق في المملكة العربية السعودية..قبل أن تحوله جرة قلم وزارية إلي ملياردير من قوت هذا الشعب لا أكثر. موظف كالآف المصريين دفعه ضيق السبل وسرقة فرص العمل والعيش في الوطن إلي غربة الخدمة في بيوت العرب وفنادقهم..تري كيف يتحول إلي واحد من رموز الاستثمار العقاري والسياحي في أقل من 10 سنوات في مصر الا بمساعدة ومشاركة يد خفية قدمت ما لا تملك لمن لا يستحق. وعندما يتعلق الأمر بالعقارات وأراضي الدولة، فقد عودنا صاحب هذه اليد أن يكون هو نفسه وزير الإسكان السابق محمد ابراهيم سليمان. نتحدث عن موظف بسيط كان ينتمي إلي أوساط البسطاء والباحثين عن الرزق في بلاد النفط ،تحول بين عشية وضحاها إلي واحد من أبرز رجال الأعمال الجدد الذين ظهروا فجأة في السنوات العشر الأواخر،بكلمة سر واحدة صداقة إبراهيم سليمان. بطل القصة"الفضيحة" هو خالد فؤاد الذي عمل لفترة قصيرة حتي أواخر التسعينات موظفا بالعلاقات العامة بفندق هيلتون مكة..لم تمكنه تلك الفترة القصيرة من العمل بالفندق من جني ثروة تؤهله لما سنذكره حالا من مشروعات الرجل وتوسعاته في مجال بيزنس العقارات والمنتجعات السياحية في أقل من خمس سنوات..شيئ واحد فقط فتح له أبواب هذا الثراء غير المبرر ولا المشروع بكل المعايير..لقاءات غامضة مع الوزير إبراهيم سليمان خلال تردده علي المملكة في زيارات رسمية وغير رسمية..بعد التعارف توالت اللقاءات بين سليمان وفؤاد لتشي بتكون صداقة -غير مفهومة حتي الآن - بين وزير في حكم مصر وموظف مصري في الخارج..عاد بعدها فجأة الموظف الصغير إلي مصر تاركا وراءه فرصة جيدة للعمل بآلاف الريالات السعودية بعد أن ضمن بهذه الصداقة مستقبلا ولا أروع بملايين الجنيهات المصرية. بداية صعود خالد فؤاد بعد العودة كانت بخيط التقطه من تعارف سريع مع أصحاب شركة دار السلام لتنظيم رحلات الحج والعمرة ورجل اعمال آخر يملك مصنعا كبيرا للنسيج في شبرا الخيمة..كان الرجل قد بدأ رحلة ترويج واستثمار علاقته الخاصة جدا بوزير الإسكان وقتها..وقد أحسن اقناع هؤلاء بقوة ومتانة هذه العلاقة للدخول معه في شراكة استثمار عقاري..وبالفعل أثبت "فؤاد" قربه من صديقه ابراهيم سليمان بعد زيارة واحدة لمكتبه حصل خلالها علي الموافقة بتخصيص 40 الف متر في قلب منطقة مارينا بالساحل الشمالي بل وعلي البحر مباشرة..بسعر 300 جنيه للمتر بقيمة إجمالية بلغت 120 مليون جنيه لم يدفع منها فؤاد وشركاه سوي 10 % فقط علي أن يقوموا بتقسيط باقي ثمن تخصيص الأرض - ولن نقول ثمنها الحقيقي بسعر ذلك الوقت - علي 10 سنوات. وكانت هذه أولي علامات قوة الصديق المدلل لوزير الاسكان حيث استطاع في لقاء واحد اقتناص هذه المساحة الهائلة تحت لافتة إقامة مشروع سياحي في وقت كان سعر المتر الرسمي 8 آلاف جنيه وليس 300 جنيه..أي ان الوظف الصغير السابق حصل من الوزير السابق خلال عمله بالوزارة بجرة قلم علي فارق سعر قدره 7 الاف و700 جنيه في المتر كأرباح صافية في غمضة عين،ودفع في كل المساحة المخصصة مالايزيد علي 12 مليون جنيه في أرض قيمتها الحقيقية بسعر ذلك الوقت تتجاوز 3 ونصف مليار جنيه. ازداد وثوق الشركاء بنفوذ خالد فؤاد فبدأوا إنشاء فيلات وأجنحة ملكلية للضيافة بل وشاطئ خاص علي واجهة كبيرة علي البحر..وشرعوا في تسويق هذه المنشأت بأسعار خيالية وقتها تحت لافتة منتجعات "أوشن بلو"..حيث عرضوا الفيلا بسعر 4 ملايين جنيه ونصف في وقت كانت الحكومة نفسها تبيع فيلات ضعف المساحة بسعر 600 ألف جنيه فقط..كما عرضوا الاجنحة بسعر تأجير 6 الاف جنيه لليلة الواحدة. أدرك الشركاء ضخامة الصفقة وجديتها مع بدء جني الأرباح السريع والمذهلة..فدارت برؤسهم أطماع هذا الثراء السهل وغير المتوقع،ليفجروا خلافا مع شريكهم خالد فؤاد حول قسمة الأرباح.. لم يستطع خالد فؤاد أمام نهم الشركاء الذين أغراهم هذا المكسب الفاحش سوي التهديد بالانسحاب من الشركة..أو يتم منحه حصة أكبر من الأرباح مقابل خدماته التي لولاها ماتم المشروع اصلا..لكن الشركاء اصروا علي قسمة متساوية حسب الاسهم والتكاليف..وبعد مفاوضات اتفق الجميع علي التخارج من الشركة وتركها خالد فؤاد بعد تسوية حصص الارباح..إلا أن فؤاد واجههم بأمر صادم في اللحظة الأخيرة للتسوية وهو المطالبة بدفع 15 مليون جنيه أخري فوق حصته في الشركة.. أبدي الشركاء انزعاجهم من هذا الطلب وأعلنوا رفضهم إلا ان فؤاد راح يكشف لهم حقيقة هذا المبلغ وأنه دفعه رشوة لمسئول كبير بوزارة الإسكان إلي جانب ترضية بعض الصغار مقابل تخصيص هذه المساحة الهائلة في ارقي موقع بالساحل الشمالي ماكان لها أن تطولها أيديهم لولا هذه الرشوةوعلاقته بالوزير شخصيا..وراح يهددهم بأن هذه العلاقة أيضا كفيلة بإثارة المشاكل لهم في أعمالهم واستثماراتهم الأخري لو هم فكروا في فضح الأمر، ما اضطر شركاء فؤاد للرضوخ وتحويل البلغ إلي حسابه فورا. أخيرا شعر خالد فؤاد باكتسابه نفوذا وقوة إضافية إلي جانب قوة الثراء المتفجر من تحت قدميه علي أراضي الدولة التي لم يدفع فيها ثمنا قليلا أو كثيرا..وذلك كله بفضل علاقته بسليمان ،فراح يضع عينه علي المزيد من اراضي الدولة في مناطق الجذب الجديدة والتي عرفها أيضا من صديقه في الحكومة، والذي لم يكن بخيلا معه بالمرة فمنحه مساحات هائلة أخري بنظام التخصيص المجاني البخس بدعوي إقامة مشروعات واستثمارت سياحية ،ذهب أقلها لهذا الغرض ،بينما ظلت المساحات الأكبر رهن التسقيع لسنوات حتي قفزت أسعارها ما يزيد علي 26 ضعفا فقام فؤاد بالتصرف فيها علي طريقته الخاصة بالبيع والتمليك لآخرين دون ان يسأله أحد عن مشروعات لم تتم ،ودون ان يفكر أحد في سحب الأرض منه كما تقضي العقود والقوانين. حدث هذا في التجمع الخامس..حيث تبين ان الوزير السابق ابراهيم سليمان قد قام بالتوقيع علي قرار تخصيص 36 فدانا و8 قراريط اي 226 ألفا و112 مترا في منطقة التجمع الخامس المميزة ولكن ليس بغرض إنشاء مشروعات سياحية او غيرها، حيث تم التخصيص بالأمر المباشر لصالح شخص خالد فؤاد وباسمه وليس باسم شركته كما تم في أرض مارينا ،في تحد سافر للقوانين وأهمها قانون العيب المأسوف علي شبابه.. ليقوم المحظوظ بصداقة الوزير السابق بتسقيع الأرض وعدم إدراجها في خطته الاستثمارية او الإفصاح عن مصيرها والتصرفات التي تجري عليها لأي جهة كانت في مصر. وقد اتسعت أعمال صاحب "اوشن بلو"مارينا ،علي نطاق واسع ساعده في ذلك مساحات هائلة من اراضي الدولة كانت تذهب لشركته سنويا في عهد ابراهيم سليمان ،فأصبح لديه أوشن بلو هليوبوليس والعين السخنة وراس سدر..دون ان تجرؤ جهة رقابية واحدة في مصر علي ان تسأل الرجل سؤالا واحدا "من أين لك هذا؟" ويبقي من حق الموظف الصغير سابقا أو رئيس مجلس إدارة منتجعات وفنادق أوشن بلو حاليا ،أن يخرج لسانه لفقراء هذا الوطن،ويذهب في استفزازهم كل مذهب،ويبدي من وقت لآخر حرصه علي راحة الأغنياء باعتبارهم رافعة اقتصاد البلد في إشارة إلي ان الفقراء لم يعد لهم هم سوي الاكل والشرب وتحميل الدولة اعباءهم الطفولية..ويبقي من حقه أيضا أن ينشر مثل هذا الإعلان عن بعض منتجعاته خلال معرض الأهرام العقاري قبل عامين ليقول فيه.."إن الفندق افتتح مرحلته الخيرة من الأجنحة الملكية بوسط بحيرات مارينا بالساحل الشمالي ليكون أول فندق عائم في مصر والشرق الأوسط..وتمتاز الأجنحة بانها تشمل ثلاث غرف نوم رئيسية وغرفة طعام ومطبخا وغرفة للمربية بالإضافة إلي الاستقبال ذي الأرضية الزجاجية المطلة علي مياه البحر الابيض المتوسط وحمام السباحة الكبير المستقل وحمام السباحة الصغير للأطفال"..ثم يمضي الإعلان قائلا بلسان خالد فؤاد شخصيا "نعلم تميزنا وقدرتنا تجاه الاخرين من الشركات العالمية والمحلية ذات السمعة المتميزة من حيث حجم الاعمال ولكن يظهر تفوقنا الواضح في اللمسة الإبداعية والابتكارية وسرعة الانجاز حيث تم تسليم 24 فيلا فاخرة علي أعلي مستوي من التشطيب بعد 7 أشهر فقط..وكما هو الحال في فندق اوشن بلو مارينا بهذه الاجنححة الفريدة ذات المستوي المتميز وحمامات السباحة المستقلة فوق مياه البحر المتوسط هناك ايضا فندق ومنتجعات اوشن بلو العين السخنة الذي يبدا تسليم وحادته اوائل العام المقبل"وقتها"وفيه ايضا أجنحة مليكة ذات الاسرة بوسط حمام السباحة لكل جناح ومطعم تحت الماء بحوائط زجاجية مما يمثل طفرة إبداعية جديدة علي مصر فضلا عن مشاريع الشركة الاخري في راس سدر ومنتجع هليوبوليس الذي يعتبر أول كومباوند سكني فاخر في قلب مصر الجديدة". وليذهب فقراء هذا الوطن بعد هذا الاعلان الي الجحيم الذي رماهم فيه وزراء فاسدون منحوا مالا لا يملكون من اراضي وثروات هذا الوطن لمن لايستحقون فصاروا يعايرون بها كل مواطن شريف لم يعرف الطريق لصداقة شخص اسمه محمد ابراهيم سليمان.