كان العيال الشياطين في «صوت الأمة» يأخذونها جري حتي آخر الدنيا، رافعين شعار الحاج محمد عبدالوهاب، حب الوطن فرض علي .. أفديه بروحي وعنيه، مع الحفاظ علي القفا المصون، من إيد أي مخبر مفتري.. يبدوالزمن دائما، مثل الحصان الجامح، لابد أن تروضه حتي لا تسقط من فوق ظهره، وتطلع علي التأهيل المهني، أو علي المجاورين.. أنت وصحتك بقي، لكن الزمن في مصر المحمية بالحرامية، مثل الحمار الذي ظل العربجي يروضه في المطالع والكباري، ويفقعه علي دماغه بالكرباج كل شوية، لحد ما كسحه، وبدأ يشحر ويقطع النفس، وبينما وقف الجميع يتفرجون عليه في انتظار أن يفطس، ويبيعوه لأقرب جزار، كان العيال الشياطين في «صوت الأمة» يأخذونها جري حتي آخر الدنيا، رافعين شعار الحاج محمد عبد الوهاب، حب الوطن فرض علي .. أفديه بروحي وعنيه، مع الحفاظ علي القفا المصون، من إيد أي مخبر مفتري. ورغم أن الواقع المصري، قد تحول إلي مخبر يرتدي البالطو الأصفر الشهير، ويقف علي النواصي فاردا ذراعه الطويلة، ليقبض الرشاوي والعمولات يعكم العيال بتوع يحيا الوطن من قفاهم، ويسحبهم علي أقرب قسم، ومنه إلي أقرب سلخانة، استطاع العفاريت في «صوت الأمة» أن يقطعوا ذراعه، ويلطعوه علي قفاه، ويزفوه زفة الحرامية في الشوارع، ويفضحوه ولا فضيحة الولية مونيكا، اللي جابت أجل الحاج كلينتون، وبقي صايع وخالي شغل من يومها ياضنايا. لقد استطاعت «صوت الأمة» ومنذ اللحظة الأولي، أن تفتح دفاتر الوطن المسلوب المنكوب المنهوب، ولا الولية اللي نهبوها وهي بتطالع في الروح في فيلم زوربا، رفضت شعار وأنا مالي يابوي وأنا مالي وشعار الفيلسوف الراحل محمد قنديل.. سماح يا أهل السماح.. لوم الحكومة جارح، وياخوفي يابدران ليكون ده آخر عشا، ورفعت شعار العبقري محمود درويش.. سقطت ذراعك فالتقطها.. وأضربك عدوك بي.. فأنت اليوم حر.. مبروك ل«صوت الأمة» الاحتفال بصدور العدد رقم خمسمائة، وعقبال خمسمائة كمان .. بس ياريت ما يطلعوش من مزرعة طرة، وكل واحد فينا علي صدره نمرة. محمد الرفاعي