· يجب أن تفهم الحكومة والمعارضة إن العشرة ماتهونش إلا علي ولاد الحرام يوم 4 مايو، ليس يوماً عادياً في تاريخ الوطن الذي ارتدي الطربوش، وأصبحت أيامه كلها أسود من الغراب النوحي، وأنحس من خلقة البومة، التي تنعب فوق خرائب المحروسة، فهذا اليوم سوف يشهد فرحة عارمة ترتدي عمامة النفاق من جانب الحكومة والمخبرين، تقابلها مرثية طويلة علي حال الوطن المتكسح، وراقد في العناية المركزة من ثلاثين سنة، لا عاوز يفوق .. ولا عاوز يغور في داهية، وفي المنتصف .. ما بين الحالتين.. تقف الأهالي في حالة من التناحة لا مثيل لها، فلا النسوان اللي تنشك في قلبها وعافيتها، وقفت تزغرد وتتنطط زي القرود، ولا الرجاله المتكومين زي الجمل الفطسان، نطقوا بكلمة، أوحتي أبدوا حالة من الحزن والاستياء، ولا العيال لبسوا هدوم العيد، وطيروا البلالين، يوم 4 مايو.. يوم له تاريخ فعلاً .. ويمثل علامة فارقة كما يقول المؤرخون، في مسيرة الوطن، ففي هذا اليوم المشهود.. سوف تحتفل مصر - الحكومة والمخبرين-، بعيد ميلاد السيد الرئيس، وسوف يعزف الجميع لحناً واحداً. وإن اختلفت طريقة الأداء، وهو.. ده يوم جديد.. ويوم سعيد.. ده عيد ميلادك أحلي عيد، وتخرج المانشيتات التي تؤكد أن سيادته قد استطاع أن يقود ميكروباص الوطن، ويفلت من الأكمنة اللي علي الكباري، وقانون المرور الجديد، لحد ما وصل الموقف بسلامة الله، وأنه لولا حكمة سيادته، كان زمان الميكروباص نزل في الترعة، أونط من فوق كوبري السيدة عائشة ، وراح الركاب في ستين داهية. وأن سيادته رضي بالهم اللي هو احنا، والهم مش راضي بسيادته، وأن إحنا خسارة فينا النعمة، لأننا زي القطط.. بتحب خناقها. وفي هذا اليوم.. سوف تخرج مصر المعارضة والمحبوسة والمعلقة علي أبواب أقسام الشرطة، وتكشف راسها زي الولايا، وتقعد تندب حظها، وتولول.. أنا استاهل كل اللي يجرالي.. والمكتوب علي الجبين.. لازم تشوفه العين، إلي آخر كل الموروثات النكدية الشعبية، وحتي دعاء المشايخ أيام المماليك.. ياخفي الألطاف.. نجنا مما نخاف، ليس لأن مصر المعارضة، مضروبة علي قفاها لا سمح الله، أو واخدة حقنة جامدة في العضل، في أحد أقسام البوليس، ولكن لأنها غلاوية بطبعها، وتريد أن تضرب كرسي في الكلوب، عشان تنكد علي سيادته، وعلي مصر الحكومة في اليوم اللي بتستناه من السنة للسنة يا ضنايا، ناس قلبها أسود من الهباب، وعاوزه جنازة وتشبع فيها لطم، الهي تعمي وتتشل، وما تلاقيش حد يشيلها حتي في قفه. وفي هذا اليوم الذي لن تتوقف فيه العصافيرعن الزقزقة والشقشقة، بس ياريت مافيش عيل صايع يرزعها نبلة يجيب أجلها، سوف تخرج مصر الأهالي العشوائيين، وهم يغنون وأنا مالي يابوي وأنا مالي، كأن هذا اليوم المبارك ماعداش عليهم، أو كأنهم كلهم جالهم زهايمر البعدا، ومش فاكرين عيد ميلاد سيادته مع أنهم لولاه.. كانوا زمانهم ولايسووا بصلة ، طب ده حتي المثل بيقول.. اللي مالوش كبير.. يشتريله كبير، ما بالك بقي واحنا عندنا كبير، والدنيا كلها بتسمع كلمته، لكن تقول إيه بقي لناس الغل مالي قلبها الأسود، وعماله تلغ في كرش الوطن ولا الجراد، ومع ذلك .. ما يملاش عنيها غير التراب. والحقيقة التي لا تدركها مصر المعارضة ومصر الأهالي، أنه يجب اعتبار يوم 4 مايو عيداً قومياً، تعلق فيه الزينات، وتوزع النسوان الشربات، واعتباره أجازه رسمية، حتي نستطيع جميعاً، الأحتفال به كما ينبغي، وأن تقام صلاة جماعية مثل صلاة الاستسقاء يدعوا فيها الجميع للسيد الرئيس بطول العمر، وأن يعطيه الصحة والعافية، ويقدره علي هذا الشعب الذي ابتلاه الله به، وأن يظل يقود سفينة الوطن، حتي نحتفل معاً بالعيد الذهبي لحكم مصر، طبعاً أحنا مش هانلحق ولا نتنيل، لكن ما يجراش حاجة، أحفادنا إن شاء الله، يبقوا يحتفلوا مع سيادته بالعيد الذهبي ، وأن يبتلي الله المعارضة والأهالي، بالمرض البطال، لأنهم عمالين يقولوا إن سفينة الوطن غرقت، وإيه يعني ما تيتانيك بجلالة قدرها غرقت، ماحدش قال حاجة ، والمسائل دي قضاء وقدر. يجب أن تفهم المعارضة والأهالي أن العشره ماتهونش إلا علي ولاد الحرام، وإحنا بينا وبين سيادته عشرة ثلاثين سنة مش تلاتين يوم وبينا كمان عيش وملح، ويكفي أن سيادته منذ أن تولي الحكم، أعلن أنه لن يرشح نفسه لفترة ثانية، ما هو مافيش رئيس يوافق يحكم شعب ضلالي وأرندلي زينا، ورغم ذلك.. عندما خرجت جموع الشعب اللايص، تهتف خليك هنا خليك.. بلاش تفارق، وده أحنا من غيرك ولا حاجة،، قرر أن يستمر معنا، ليس حباً فينا لأننا ما نستاهلش، ولكن حباً في الوطن اللي هايروح في داهية، قرر سيادته أن يستمر نزولاً علي إرادتنا، رغم الظروف الصعبة، والعجز في الموازنة، وانفلونزا الطيور، وانفلونزا الخنازير، اللي جاية تتمخطر لحد عندنا،، قرر أنا يتغاضي عن قلة أدب المعارضة، مع أنه يستطيع أن يسجنهم كلهم، أو يسلط عليهم المخبرين يعملوا فيهم اللي بيتعمل في الفراخ. ويا سيادة الرئيس.. نحن نريدك.. واللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش، وإذا كان فيه فساد دلوقت، لدرجة أن مصر تحولت من أم الدنيا إلي أم الفساد، فالعالم كله مليان فساد، وإذا كانت البلد اتباعت علي يد حكومة السماسرة، فأحسن ما نبيعها أحنا، ونشرب بتمنها مخدرات ولا هباب أزرق، وإذا كنا بقينا بنستورد الكبريت من اليمن وباكستان، والأسبرين من الأمارات، والشامبو من السعودية، فهذا ليس معناه أننا خبنا في الصناعة، كما تؤكد المعارضة، ولكن معناه الواضح حتي للأعمي، أنناعاوزين نساعد الدول دي بقرشين، بدل ما يستلفوا من الغرب، ويرفعوا عليهم قضية ولانيلة، نحن نتمسك بك يا سيادة الرئيس، ماحدش عارف اللي جاي ها يعمل فينا إيه، خاصة أنه قاعد يحوشلنا من دلوقت.. كل سنة وانت طيب ياريس، وربنا يقدرك علينا.. وعلي قرفنا.