منذ ظهور الجيل الأول من كايين، استطاعت بورش زيادة مبيعاتها وحقق الموديل نجاحا كبيرا رغم الانتقادات اللاذعة التي تم توجيهها إلي قيادات الشركة لانحرافهم عن المسار التقليدي للشركة بإنتاج مركبات دفع رباعي. ولهذا لم يأت الجيل الجديد من السيارة بأي مفاجآت حيث يصب القول بأن الجيل الثاني من موديل كايين جديد كليا، فالشكل الخارجي لم يختلف بشكل جذري بل طرأت عليه بعض التعديلات التي كان وجودها ضروريا ولكن حصلت السيارة علي بعض التعديلات المهمة من حيث القوة والاقتصاد في استهلاك الوقود لطرازات الموديل الثلاثة وهي كايين وكايين S وكايين تربو. وكما تقول الشركة فإن تلك التغييرات دعمت من شعبية الموديل الذي يعد من أفضل مركبات الدفع الرباعي في العالم وأغلاها سعراً. طرأت تغييرات طفيفة في شكل المقدمة والتي لا تكاد تكون واضحة سوي من خلال نظرة فاحصة ولكن تحسنت عناصر الديناميكا الهوائية في سيارة الجيل الجديد مقارنة بموديل الجيل السابق. و فيما عدا ذلك لن يدرك الفرق بين الجيلين سوي خبراء سيارات بورش والمتابعين لأدق تفاصيلها. الأكثر تميزا من الناحية الشكلية هو طراز كايين تربو وهو أمر طبيعي نتيجة لزيادة سعره وقوته مقارنة بطرازات كايين الأخري . ففي مقدمة كايين تربو يظهر قضيبان عموديان علي الشبكة الأمامية الأكبر حجما من مثيلاتها في طرازات الموديل الأخري كما توجد مؤشرات أفقية مميزة في مدخل الهواء الأمامي بدلا من المؤشرات العمودية في طرازي كايين وكايين S. وهناك أيضا بعض الانحناءات بغطاء المحرك الأمامي ليلائم المكان أسفلها وجود المحرك. تكاد مقصورة الموديل تكون متطابقة مع مقصورة الجيل السابق وهو أمر يراه البعض كشئ مخيب للآمال ليس لأن مقصورة سيارة الجيل الحالي تعد غير جذابة بل لأن هناك بعض السلبيات البسيطة التي كان من الممكن تلافيها. فعلي سبيل المثال لا الحصر يعيب أدوات التحكم في النظام السمعي كونها معقدة بعض الشئ كما أن نظام تدفئة مقعد السائق وعجلة القيادة تشوبه بعض العيوب الطفيفة وهي أمور قد تبدو عادية في أي موديل ولكن في مركبة باهظة السعر مثل كايين يعد ذلك أمرا غير مستحب. وقد ابتعدت بورش تماما عن تزويد موديلها بنظام متعدد الوظائف للتحكم في تجهيزات السيارة علي غرار موديل آي درايف الذي تطرحه بي إم دابليو في موديلاتها خاصة أن مثل تلك النظم صارت من التجهيزات الأساسية في الكثير من الموديلات الفاخرة الأوروبية واليابانية. والواقع أن مثل هذا الأمر يحسب لبورش خاصة أن سيارات الشركة معروفة ببساطتها وطابعها الرياضي وهو الأمر الذي يبدو أن الشركة استمرت في تطبيقه بموديل كايين. أكثر التغييرات أهمية في تجهيزات المقصورة هو إمكانية فتح باب الصندوق الخلفي من داخل المقصورة وإضافة نظام ترفيهي لتشغيل أقراص دي في دي لركاب المقعد الخلفي تم تجهيزه بشاشتين صغيرتين ثبتتا علي الجزء الخلفي من مساند رؤوس المقعدين الأماميين. يمكن تفسير عدم اهتمام بورش بتطوير الشكل الخارجي أو التجهيزات الداخلية كثيرا بأن عميل بورش التقليدي لا يهتم بذلك بقدر اهتمامه بالأداء. ولهذا كان التركيز الأكبر علي المحرك وطريقة أداء السيارة علي الطرق العادية والوعرة علي حد سواء. ولهذا قامت بورش بتوفير نظام جديد التحكم الديناميكي في الشاسيه الذي أثر علي سلوك السيارة علي الطريق وعلي أدائها وعلي تحسين مستويات الراحة للركاب داخل مقصورتها. ويدخل هذا النظام بين الكماليات المتاحة بسعر 3150 دولاراً أمريكياً. ولعل الفارق الأكبر بين الجيلين القديم و الجديد يتمثل في هذا النظام بالإضافة إلي المحرك. تمتعت سيارة الجيل السابق من كايين بأداء جيد، ولكن جاء الجيل الجديد أفضل بمراحل خاصة أن نظام التحكم التحكم الديناميكي في الشاسيه ساعد علي خفض الزمن الذي قطعته السيارة خلال فترات الاختبار علي حلبة نوربرنجرنج الألمانية بحوالي 5 ثوان كما تشير اختبارات القيادة الأولية إلي فعالية هذا النظام الذي يقلل من دوران جسم السيارة علي الطرق المتعرجة. كما دعم النظام من مستويات الراحة و هي من الاعتبارات الرئيسية لدي الراغبين في امتلاك مركبة رباعية الدفع. ومن بين التجهيزات التي تساعد علي أداء أفضل نجد نظام التعليق الهوائي و الذي يدخل ضمن التجهيزات الأساسية في موديل كايين تربو فقط والاختيارية في الطرازين الآخرين. أما بالنسبة للمحركات فقد تم تزويد النسخة الأساسية من الموديل بمحرك V6 سعة 3.6 لتر و تبلغ قوة هذا المحرك 290 حصانا و عزم 273 رطل قدم. أما كايين S فقد تم تجهيزها بمحرك V8 سعة 4.8 لتر وبقوة تصل إلي 485 حصاناً و عزم 369 رطل قدم. و لا تزيد القوة كثيرا في موديل كايين تربو الذي يعمل بمحرك له نفس السعة وبشاحن فائق لتزيد القوة إلي 500 حصان مع عزم أقصي قدره 516 رطل قدم. المميز في تلك المحركات أيضا هو أنها أكثر اقتصادا من حيث استهلاك الوقود حيث إنخفض الاستهلاك مقارنة بمحركات الجيل السابق بمعدلات تتراوح بين 4.4 - 8.1 % وفقا للإختبارات الحكومية الأوروبية. ويعني ذلك أن متوسط الاستهلاك في النسخة الأساسية يبلغ جالونا لكل 18 ميلاً داخل المدن و لكل 22 ميلاً علي الطرق السريعة. غير أن بورش تقول إن النسبة الصحيحة في ظروف القيادة الفعلية تصل إلي 15%. ويظل نظام نقل السرعات الأكثر شيوعا في الموديل هو ناقل السرعات الأوتوماتيكي ذي السرعات الست من طراز تبترونيك والمزود بأزرار علي عجلة القيادة يمكن من خلالها نقل السرعات. ولا يزال ناقل السرعات اليدوي ذو النسب الست متاحا للموديل.