انا شاب عادي زي كل المصريين ،وخريج حقوق في بلد مفهاش حقوق ده كان إحساسي قبل ثورة يناير حتي لما كنت طالب في الجامعة كنت بكره مبارك جدا وفي اول انتخابات روحتها كانت سنة 2005 بتاعة الرئاسة ايام مبارك وانتخبت ايمن نور ساعتها لانه كان المعارض اللي يستحق اديله صوتي ، وفي استفتاء 2007 روحت وقولت "لا" للتعديلات الدستورية وهكذا في اي انتخابات ، المهم .. قبل ثورة 25 يناير كنت انا شغال في مجال الاعلام والصحافة ومتابع الاحداث وساعتها كان حدث ثورة تونس وان الشعب التونسي قدر يشيل رئيسه لاول مرة نشوفها في تاريخ العرب ، بصراحة كرهت اني مصر وفضلت أشتم المصريين انهم جبنا لانهم مااخدوش موقف زي الشعب التونسي ، بعدها دعوات الخروج في مظاهرات في عيد الشرطة 25 يناير 2011 كانت كترت اوي على الفيس بوك ، بس بصراحة مكنتش متخيل ان الناس كلها ممكن تخرج في اليوم ده . بس حصل وفي اليوم ده انا اخدت اجازة وقولت اشوف الدنيا شكلها ايه لاقيت الناس كتير خارجة وعائلات وستات ورجالة وشباب وهتفات وبصراحة دي كانت اول مسيرة او مظاهرة اخرج فيها في حياتي ، بس برضه فضل احساس انه مش هيحصل حاجة ودي مسيرة وهتنهي ومفيش حاجة هتحصل خصوصا انها كانت دعوى للإصلاحات مش اكتر . وفي يوم 27 يناير يوم الخميس ساعتها انا كنت حاسس ان يوم الجمعة هيحصل حاجة جامدة بعد دعوات "جمعة الغضب " وفي الفترة اللي ما بين 25 ل27 يناير كان فيه ضرب وعنف من الداخلية على المتظاهرين رغم انهم كانوا بيدعوا انهم هيأمنوا الميادين والشوارع بس ، ماعلينا، يوم الخميس بالليل انا كنت مروح من شغلي ولاول مرة في حياتي شوفت تامين رهيب من الامن المركزي على كل شارع في القاهرة وعربيات شرطة كأن بكره الحرب ، ولما وصلت البيت لاقيت النت فصل ومفيش شبكة في المحمول ، ساعتها أتاكدت انه بكره هيحصل حاجة والشرطة خايفة . يوم الغضب ، 28 يناير ، بدات اتابع كل القنوات اللي بتنقل الاحداث ولاحظت تطورات رهيبة في الاحداث ، والناس مصرة توصل لميدان التحرير بصراحة كانت أسعد لحظات حياتي وكنت قاعد متابع كل قناة اللي بيحصل في الميدان كنت حاسس كأني في غرفة عمليات خاصة ! حظر التجوال : الشرطة هربت من الثوار والشباب نجح بجد يوصل للتحرير معقولة ، والساعة 6 الجيش نزل ، والقنوات مبطلتش كلام في كلام ، وفي حوالي الساعة 10بالليل بعد ماكان عندي رغبة قوية اني انزل الميدان تاني يوم، لاني ساكن في مدينة القناطر الخيرية وهي مدينة صغيرة وبعيدة شوية عن القاهرة بس كان نفسي اشارك ، سمعت كلام في الشارع بره ياجماعة فيه بلطجية بيهجموا على البيوت والشوارع وكله ينزل يقف في لجان شعبية قدام بيته ، بصراحة مبقتش مصدق ان ده يحصل في مصر وليه اصلا !!!! . نزلت انا وأصحابي واهل الشارع نقف في الشارع بالليل ونعمل لجان شعبية ونراقب اللي رايح واللي جاي والعربية اللي بتعدي ، كأننا في حرب مستنين العدو في أي لحظة وكل واحد فينا ماسك في ايديه عصاية او سلاح ، بس اللجان دي خلتنا نحس بحاجة كنا فقدنها " اننا نتكلم مع بعض ونخاف على بعضنا بعد ما كان كل واحد مشغول في حياته وميعرفش جاره ده عيان ولا سليم " . اللجان الشعبية اللي كنت بشارك فيها وكلي خوف على اهلي لاحسن يكون الكلام ده صح ويكون فيه مساجين هربانين وبلطجية خلاني مقدرش انزل الميدان واشارك خصوصا واني كنت بقف في الشارع انا وجيراني طول الليل لغاية 7 الصبح وكنت بأمن على البيت واهلي نايمين وكنت حاسس بالمسئولية ، رغم انه كان احساس فيه رعب وخوف على الإحبة بس كان رائع انك تحس انك مسئول عن حماية ناس تهمك . ومرت الايام ال18 والأحداث عمالة تتطور ومبارك هيمشي ولامش هيمشي والناس عمالة تزيد إصرار ، وطبعا انا كنت اجازة من الشغل لانه مكنش فيه شغل في الايام دي او حد شغال كله في بيته او في الميدان ، قولت اروح الشغل يوم 10 فبراير واشوف الحال ، بأمانة كنت رايح ومتفائل وشوفت نظرات الامل رجعت تاني في عيون الناس واخلاقها اتغيرت وكله بقا يستحمل التاني ، ومكنش فيه وجود للشرطة نهائي ، ببساطة إختفت من الشوارع . بس كان فيه شباب زي الورد بينظم المرور ، والغربية ان البلد كانت ماشية أحسن من غير الحكومة ، مبقتش مصدق الشعب قدر يستغني عن الحكومة والشرطة ويدير هو البلد بنفسه وبالنظام ده . ولما روحت الميدان عشان اشارك ، حسيت ان الميدان ده دولة تانية الناس اللي فيه كلهم إصرار وفرحة وإحتفالات كأنهم حاسين بانهم هيشيلو مبارك ويتحقق الحلم ، وتاني يوم اللواء عمر سليمان أعلنها مبارك يتخلى عن منصبه " إحساس " الكلمات مستحيل توصفه ، يعني خلاص هحس اني عايش في البلد دي هحس انها بلدي ووطني هاخد فرصتي في الحياة واحس بالحرية والعدالة الاجتماعية، الظالم اتشال خلاص بعد ظلم 30 سنة . دي كانت تجربتي مع ثورة 25 يناير