أنا كنت أظن خيرا برؤي وأفكار الدكتور «البرادعي» وعندما سافر فجأة إلي الولاياتالمتحدةالامريكية لعقد لقاءات واجتماعات أيا كان من يحضرها بعد أن سبق وقال : سأنزل الشارع والشعب يحميني وكأن هناك من يترصده بالقتل وتأكيده بأن هناك انتفاضة واردة مادام 42% من الشعب يعيشون بأقل من دولار يوميا!! بل أنه اعتبر أن شعبيته تتزايد مدللا علي ذلك بأن مؤيديه علي «الفيس بوك» يزيدون علي ربع مليون. وعفوا إذا قلت بغرور قال إن هذا العدد أكبر من مؤيدي «أوباما» في حملته لانتخابات الرئاسة الامريكية!! والمحير في الأمر أن الدكتور «البرادعي» أصبح زعيما سياسيا والبعص تصوره أنه الثائر الافريقي «مانديلا» الذي قضي في سجون جنوب افريقيا ما يقارب من ال 37 عاما واصبح رمزا حقيقيا ووطنيا للنضال ضد حكومة جنوب افريقيا العنصرية «سابقا» حتي وصل إلي مقعد الرئاسة وارتضي الآن بأنه الرمز الساطع لقصة كفاح عظيمة جرت أحداثها في جنوب القارة الافريقية .. بالطبع هناك الفارق ولا داعي لأن اكتب الكلام الذي ينزل علي كل الرءوس كالمطارق!! ويبدو أن التمادي في الغرور قد تعدي الخط الأحمر عندما يعلن الدكتور «البرادعي» مؤخرا وفي المناظرة الأخيرة مع ال«سي. إن .إن» والتي شارك فيها المهندس أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني .. أعلن «البرادعي» أن المؤسسة العسكرية جزء من الدولة وبالتأكيد تدرك أن مصر ليست بخير!! وقال أيضا «بالتأكيد» أن المؤسسة العسكرية تدرك وتتفهم أن وضع الدولة ليس علي مايرام! ماهذا الكلام يادكتور الأمان النووي العالمي وماحدث بالعراق ليس ببعيد ولا يمكن أن يتجاهل أحد التمديد لرئاسة هيئة الطاقة النووية لفترتين متتاليتين وكان الهم هو المتابعة والمراقبة لأي نشاط نووي سواء كان في كوريا الشمالية أو باكستان أو إيران!! عفوا تجاهلت يا دكتور الحديث ولو بالتلميح عن الترسانة النووية الاسرائيلية.. وما دمت أنك في الأصل مصري لماذا امتنعت وللآن عن التنديد بالترسانة النووية الاسرائيلية.. يبدو بالفعل أن الرؤي والسياسات التي تتبناها يادكتور «برادعي» تتمشي مع التوجيهات الامريكية وتتمشي مع سياسة الفوضي الخلاقة حتي لو حدثت من قبل مصريين يعيشون علي أرض الكويت فتنتفض المظاهرات وتنطلق التصريحات وتبث الفضائيات الغربية والعربية والمصرية البيانات والتعليقات وكأن «مصر» غرقانة وعدمانة وكل من فيها يطرقع «باللبانة» ولابد من قتل حالة الخمول والنوم والاستكانة لتحدث الفوضي ويتسلق كل من هب ودب ويطالب بأن يترأس الحكم في البلاد وكأننا شعب من الأوغاد في حاجة إلي «ولد» يعيش في خارج البلاد وهذا هو المراد! واسأل عن الصحوة المفاجئة والتي يزكي نارها كل من يريد أن يظهر في الصورة ليجلس في المقصورة!! ياسادة مهما كان الحال في مصر ستظل «مصر» هي المنصورة رغم مؤامرات «الأمريكي» المحظورة وكفانا مهاترات من أي «كمبورة» خصوصا أن المؤسسة العسكرية أعلي وأسمي ولا تعنيها تصريحات الطفولة حتي لو أشاعتها أمنا «الغولة»!