..ويبقي حب الناس!

عندما اختارت القيادة السياسية اللواء أحمد حسين محافظا لمطروح.. كتبت مقالا تحت عنوان «رسالة إلي محافظ مطروح الجديد».. قلت فيها ما معناه إنه إذا أراد النجاح فعليه أن يبدأ من حيث انتهي الفريق محمد الشحات المحافظ السابق لمطروح.. وأن خطة تنمية وتطوير المحافظة حتي 2022 موجودة داخل قاعة الاجتماعات الملحقة بمكتب المحافظ وقطع منها الفريق الشحات شوطا طويلا.. وطلبت من خلال رسالتي إلي المحافظ الجديد أن يعيد مد جسور المودة والحب بين المسئول الأول في المحافظة والمواطن والتي شهدت فتوراً شديداً في الفترة التي جاءت بعد الفريق الشحات! وطلبت بكل الحب من اللواء أحمد حسين أن يفتح باب قلبه قبل باب مكتبه لأبناء مطروح! في أول لقاء تعارف بيني وبين اللواء أحمد قلت:له علي طريقة استاذنا الكبير مفيد فوزي أريد أن أسألك وأحرجك! وابتسم ابتسامة جميلة وقال تفضل.. قلت هل أغضبتك الرسالة التي وجهتها إليك.. وهل أغضبك حديثي عن الفريق الشحات والفترة التي قضاها محافظا لمطروح والتي شهدت طفرة غير مسبوقة في كل مجالات التنمية علي أرض المحافظة!.. قال بالعكس لقد سعدت سعادة بالغة بهذه الرسالة لعدة أسباب أولها أن الفريق الشحات أستاذي وقائدي، وثانيا أن الانجازات التي تمت علي أرض مطروح في عهد هذا الرجل العظيم لا ينكرها إلا جاحد! وقبل أن آتي إلي المحافظة لتسليم مهام عملي اتصلت بسيادة الفريق للاستفسار عن بعض الأمور والاستماع إلي النصائح والتوجيهات من واقع خبرته وتجربته علي أرض المحافظة صدقوني عندما استمعت إلي هذه الإجابة من اللواء أحمد أحسين أيقنت أن الرجل وضع قدمه علي ثاني درجة من سلم النجاح لماذا؟ لأن البعض يتصور أن كل مهمة المسئول الجديد تتلخص في وضع علامة إكس «* »علي كل ما قام به من سبقه خاصة إذا كان من أصحاب النجاحات والانجازات، إن بشاير نجاح اللواء أحمد حسين بدأت تظهر عندما ذهبت إلي مطروح ملبيا دعوته لحضور افتتاح ووضع حجر الأساس لحزمة من المشروعات أقامت بعضها القوات المسلحة والبعض الآخر شرعت المحافظة في تنفيذه مثل مجمع الخدمات الكنسي وتطوير منطقة شاطئ الغرام، وهذا المشروع بالذات لو نفذ طبقا للرسومات التي رأيتها لأصبحت هذه المنطقة من أجمل وأشهر مناطق العالم.. هذه المنطقة تاريخية سياحية.. مياهها زرقاء صافية.. هواؤها عليل.. وتكمل الجبال والصخور الموجودة رسم باقي الصورة وبالذات المغارة التي كانت تستحم بها الملكة كليوباترا والصخرة التي غنت عليها الفنانة ليلي مراد أشهر أغاني فيلمها شاطئ الغرام يا ساكني مطروح.. هذه المحافظة صاحبة السحر الذي لايقاوم.. لايجب أن يقتصر استغلالها علي ثلاثة أو أربعة أشهر هي فصل الصيف من كل عام ومع قدوم شهر رمضان هذا العام والأعوام القادمة في فصل الصيف سوف يتقلص الموسم إلي شهر أو شهرين! يجب استغلال مطروح طوال شهور السنة، خاصة إذا عرفنا أن درجة الحرارة في شهر يناير تكون في حدود 20 درجة مئوية في الوقت الذي تتجمد فيه كل مظاهر الحياة في أوروبا القريبة جداً من شواطئ مطروح، فلماذا لا تأتي الأفواج السياحية من أوروبا إلي مطروح في هذه الفترة للاستمتاع بمياه البحر الدافئة والشمس المشرقة.. أما المشروع الذي لو نفذ فسوف يغير وجه الحياة تماما علي أرض هذه المحافظة.. المشروع الذي سمعت أن المحافظة تنوي اقامته علي أرضها يتمثل في اقامة ميناء عالمي في منطقة سيدي براني.. لو قدر لهذا المشروع أن ينفذ فسوف تتحول محافظة مرسي مطروح إلي أكبر منقطة تجارية في الشرق الأوسط لأنها كما قلت أقرب المناطق إلي موانئ أوروبا ومنطقة المغرب العربي وبالتالي سيسهم اقامة ميناء عالمي فيها في انتعاش حركة الاستيراد والتصدير من وإلي معظم دول العالم، وسوف يساهم هذا المشروع في خلق آلاف فرص العمل لأبناء مطروح والمحافظات المجاورة لها وبالتالي تنتهي إلي الأبد حكاية اعتماد أهالي تلك المحافظة في الحصول علي أرزاقهم علي شهور الصيف التي تتقلص عاما بعد عام!.. وإذا كنا نقول في المثل الشعبي: «الخير علي قدوم الواردين» فإنني يمكن أن أقول إذا كان الفريق الشحات قد وضع البذرة الأولي للتنمية الشاملة علي أرض هذه المحافظة فإن اللواء أحمد حسين قد بدأ في اكمال المشوار وإذاتحققت هذه المشاريع التي أشرت في عهده فإن أهالي مطروح سوف يحملونه علي الأعناق ويصنعون له تمثالا ويضعونه في مدخل المحافظة فالناس دائما لا تنسي من يأخذ بيدها.. ولا يبقي دائما إلا الحب.. وحب الناس للمسئول هو الذي يبقي بعد زوال المنصب!
نجاح الصاوي