عزيزي اللواء أحمد حسين مصطفي محافظ مطروح الجديد.. أهنئك بمنصبك الجديد محافظاً لمرسي مطروح الجميلة.. وقد تسألني لماذا أتوجه إليك أنت بالذات بهذه الرسالة.. أقول لك يا سيدي إنني من عشاق هذه المحافظة الجميلة وأتوجه إليها من سنين طويلة مضت بصحبة أسرتي لقضاء إجازة الصيف علي شواطئها الجميلة.. التي تعتبر من وجهة نظرنا كأسرة مصرية من أجمل شواطئ العالم.. وكنت أتحسر في كل زيارة علي الحال الذي وصلت إليه!.. كانت شوارعها الداخلية ترابية وغير مرصوفة وكانت تلال القمامة تملأ أركانها.. وكانت وسائل الانتقال داخل شوارع مدينة مطروح وسائل بدائية عبارة عن عربات كارو تجرها الحمير! وكان أولادي شأنهم شأن آلاف المصطافين يعانون عدم وجود دورات مياه بالشواطئ، وبالتالي عدم وجود حمامات بها مياه نظيفة للتخلص من آثار مياه البحر المالحة! وكانت مياه الشرب النظيفة داخل المدينة غير متوافرة! إلي جانب نقص شديد في الخبز!.. وكانت هذه الأسباب مجتمعة وراء هروب الكثيرين من عشاق مطروح والبحث عن مناطق أخري!.. إلي أن جاء الفريق محمد الشحات محافظاً لمطروح.. وبدأ العمل الجاد.. وبدأت علامات التغيير تظهر علي ملامح مطروح بشوارعها وشواطئها.. رصفت الشوارع الداخلية واختفت مقالب القمامة وزرعت مكانها حدائق جميلة.. وزاد الاهتمام والعناية بالشواطئ وتم بناء دورات مياه وحمامات وتزويدها بالمياه النظيفة.. وتمت إنارة مناطق كانت محرومة من الكهرباء.. ومنطقة روميل خير دليل علي ذلك.. فلم يكن مخلوق يجرؤ علي الاقتراب من هذه المنطقة بعد أذان المغرب.. وبعد رصفها وإنارتها تحولت هذه البقعة إلي منطقة جذب لكل زوار مطروح.. وتم افتتاح مطار مطروح ليستقبل إلي جانب مطار العلمين رحلات طيران الشارتر التي تحمل أفواجاً سياحية من مختلف دول العالم.. وبدأت المشروعات السياحية العملاقة تأخذ طريقها إلي محافظة مطروح، ولم يقتصر الأمر علي السياحة والنظافة والتجميل، وإنما امتد إلي نواح أخري مثل الزراعة واستصلاح الأراضي لأن المحافظة تمتلك ما يقرب من مليون فدان صالحة لذلك، سواء بالاعتماد علي الامطار أو مياه ترعة النصر.. وبدأ التفكير في موضوع إزالة الألغام التي خلفتها الحرب العالمية الثانية.. وهكذا أعيد اكتشاف مطروح.. وبدأت الحياة تدب في أوصالها.. وعاد من هجرها من الزوار إلي شواطئها مرةأخري بعد أن توافرت مياه الشرب وتجملت الشوارع وتوفرت المواد التموينية اللازمة لزوار مطروح الذين تعدوا الثلاثة ملايين في أحد أعوام النمو والازدهار لمرسي مطروح.. ولاسباب لايعلمها أحد خرج محمد الشحات من موقعه.. وتخيل من جاء بعده أن السير عكس اتجاه طريق الشحات هو الطريق الأمثل لقلوب بعض المسئولين الذين أزعجهم نجاح الفريق الشحات في مطروح! وكانت النتيجة الفشل الذريع وعدم التواصل مع أهل مطروح وبناء جدار يفصل بينهم وبين المسئول الاول عن حل مشاكلهم وتوقف معدل الأداء تقريباً علي أرض المحافظة وحتي ما تحقق من انجازات علي يد الشحات لم يسلم من الأذي! وبدأ أهل البلد يترحمون علي أيام الشحات ويتمنون عودة هذه الأيام الجميلة! لذا أطلب منك يا سيدي إصلاح ما أفسدته الأيام الماضية! وأن تسارع ياسيدي بإعادةالحرارة المقطوعة مع الجماهير والتواصل من جديد معهم! وياحبذا لو قمت بنسف هذا الجدار العازل الذي كان يفصلهم عن مبني المحافظة.. أجلس مع الناس افتح لهم أبواب قلبك قبل أبواب مكتبك.. استمع إليهم.. تجاوب معهم.. وياحبذا لو قررت تخصيص يوم من كل أسبوع في لقاء مفتوح مع الناس للاستماع إلي مشاكلهم والعمل علي حلها.. حاول الاستفادة من التجارب الناجحة لبعض المحافظات الأخري كالأقصر والإسكندرية.. وابدأ فوراً في استكمال الخطة التي كان ينفذها الفريق الشحات لتنمية مطروح حتي عام 2020.. وهذه الخطة ياسيادة اللواء موجودة ومرفق بها كل الخرائط التوضيحية لتنمية مختلف مناطق المحافظة من السلوم غرباً وحتي العلمين شرقاً وواحة سيوة جنوباً.. مطروح ياسيادة المحافظ تملك كل المقومات التي تجعلها من أغني محافظات مصر.. فقد أثبتت الدراسات أن المناطق المزروعة بالألغام ترقد علي بحيرة من البترول والثروات المعدنية الأخري.. وتمتلك كما قلت مجموعة من أجمل الشواطئ في العالم ويمكن أن تستمر السياحة بها طوال العام لو أحسن التدبير والاستغلال الأمثل لهذه الشواطئ الساحرة.. إنني متفائل جداً ياسيادة المحافظ بأنك ستنجح لأن من يقرأ سيرتك الذاتية يعرف أنك مقاتل عنيد وتعشق النجاح وطيب القلب وعقلاني جداً وتزن الأمور بميزان الذهب ولا تتسرع في الحكم علي الأمور.. هكذا أخبرني من يعرفونك حق المعرفة وزاملوك فترة طويلة.. فتوكل علي الله وابدأ خطوتك الأولي.. فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. ولك تحياتي. نجاح الصاوي