قد تبدو السيارات الكهربية حلاً مثالياً لمشكلة تلوث البيئة ولكنها في واقع الأمر تمثل خطراً داهماً علي المارة. وربما لهذا قامت شركة لوتس البريطانية بالتعاون مع مؤسسة هارمان الدولية بتطوير حلاً مبتكراً لتلك المشكلة. يبدو المشهد غريباً لو أنتشرت السيارات الكهربية، فحينها ستختفي الضوضاء الناجمة عن المحركات التقليدية للسيارات ولن يسمع أحداً سوي أصوات أقدام المارة. وقد تبدو الصورة أكثر تطرفاً ويبحث كبار السن بعد عشرين عاماً عن ألعاب الكمبيوتر الخاصة بالسيارات والتي يمكن من خلالها سماع هدير المحركات. في واقع الأمر تأخذ جهات كثيرة مخاطر تعرض المشاة لإصابات عن طريق سيارات كهربية تبدو صامتة تماماً علي الطريق محمل الجد. ومن المتوقع صدور تشريعات في اليابان بحلول عام 2012 تحمي المشاة من هذا النوع من السيارات وسيعقب ذلك صدور تشريعات مماثلة في أمريكا الشمالية وأوروبا. وربما لهذا بدأت لوتس بالتعاون مع شركة هارمان العالمية في تطوير حل لتلك المشكلة عبارة عن نظام الكتروني للصوت يمكنه توليد صوت الكتروني مركب يتم نقها إلي داخل وخارج السيارة. وهذا النظام جاهز للإنتاج وسيتم تزويد أسطول تجاري من السيارات الكهربية به قبل نهاية العام الجاري. ولهذا إن أراد مالك السيارة الكهربية من حعل صوتها تبدو كما لو كانت مزود بمحرك V8 أو حتي بمحرك تقليدي، سيتعين عليه تزويد السيارة بهذا النظام الذي يتم دمجه في النظام السمعي للسيارة. وفي نسخة موديل بريوس المهجن المستخدمة في أعمال التطوير، تم تزويد السيارة بهذا النظام متصلاً بمضخم للصوت مثبت في مؤخرة السيارة وبنظام للبيانات بحيث يمكن للنظام السمعي ونظام لوتس الجديد الحديث مع بعضهما البعض. أما مكبرات الصوت المثبتة في مقدمة السيارة فيمكنها نقل الصوت بوجهة معينة بحيث تحدث السيارة الكهربية صوتاً كما لو كانت سيارة تقليدية عندما تقترب السيارة من أي شخص علي الطريق، ولكن يقل الصوت ويكاد ينعدم عندما تبتعد السيارة عن الشخص. ويعني الصوت الذي يتم توجيهه أيضاً تلويثاً سمعياً أقل. وتجدر الإشارة هنا إلي أن صوت المحركات ليس مسجلاً بل هو صناعي يمكن الحصول عليه من خلال معالج للإشارات الرقمية، ونفس الشريحة الإلكترونية المستخدمة في هذا النظام تستخدم بشكل شائع في النظم السمعية. وقد استغلت هارمان خبراتها الواسعة كي تبدو السيارة وكأنها تولد هذا الصوت وليس مجرد أداة "تذيعه" من خلال مكبرات الصوت بينما يتغير الصوت وقوته وفقاً لسرعة السيارة. ولا يمكن سماع الكثير من هذا الصوت داخل المقصورة لتوفير مستويات أفضل لراحة الركاب.