· نيفين شلبي: اتهموني بالخيانة والعمالة لأنني رفضت الانسحاب مع أننا ننسحب منذ 60 عاما ولم نكسب شيئا وبمجرد أن أعلنت وجهة نظري تسابق الجميع بكيل الاتهامات ضدي وهناك من وصفني بالخيانة والعمالة وألصقوا بي أبشع الاتهامات · رحال: مليش دعوة بالسياسة والنقابة هددتني: مش هتشوف الكارنيه بعينك فكان عليهم أن يحترموا وجهة نظر اللي رفضوا الانسحاب ولايهاجموهم كل هذا أو يزايدوا عليهم مثلما حدث · الانسحاب موقف سلبي وضعيف وبغض النظر عن موقفنا السياسي من دولة إسرائيل سواء كان مع التطبيع أو ضده فكان علينا جميعا نحن القائمين علي فعاليات المهرجان أن نتكاتف ونقف في وجه الفيلم حتي يسحبه لا أن ننسحب نحن بما إننا جميعا نرفضه حالة من الرفض الفني الجماعي للفنانين المصريين تجاه عرض فيلم إسرائيلي في مهرجان المركز الثقافي الفرنسي.. ترجم الرفض في شكل مقاطعة «وانسحاب وبيانات» تنديد.. اعتبر الرافضون موافقتهم تطبيعا واختراقا للجسد العربي المقاوم.. فقط مخرجان شقا الصف وثبتا علي موقفهما رغم طلقات الهجوم والاتهامات بالتخوين والعمالة، «صوت الأمة» التقت نيفين شلبي وأحمد رحال واستمعت إلي حيثيات موقفهما.. في البداية واجهنا نيفين شلبي: لماذا رفضت الانسحاب من المهرجان رغم وجود فيلم إسرائيلي لمخرجة كانت تعمل في الجيش الإسرائيلي؟ لأن الانسحاب موقف سلبي وضعيف وبغض النظر عن موقفنا السياسي من دولة إسرائيل سواء ان كان مع التطبيع أو ضده فكان علينا جميعا نحن القائمين علي فعاليات المهرجان أن نتكاتف ونقف في وجه الفيلم حتي يسحبه لا أن ننسحب نحن بما إننا جميعا نرفضه. وهل واجهت هجوما نتيجة لموقفك؟ بمجرد أن أعلنت وجهة نظري تسابق الجميع بكيل الاتهامات ضدي وهناك من وصفني بالخيانة والعمالة وألصقوا بي أبشع الاتهامات. ولماذا لم تحاولي شرح وجهة نظرك لمنتقديك بدلا من الانسحاب من الساحة؟ لم يعطني أحد أي فرصة للحوار والقضية الفلسطينية تحديداً أصبحت أرضا خصبة للمدعين والمنافقين والمزايدين فكل من يريد أن يصبح بطلا ومناضلا عليه أن يتحدث عن القضية الفلسطينية ويتاجر بصور جثث الشهداء في مادة تسجيلية عنهم آه مش كل اللي عملوا ده مزايدين بس نقدر نقول كتير منهم. ألا ترين أن ما تطالبين به يسمي تطبيعا وهو الاتجاه المرفوض في مصر؟ خلينا نبعد عن كلمة «تطبيع» لأن المصطلح ده دلوقتي بقي تهمة ولكن عرض هذا الفيلم في مصر فلن يؤثر مطلقا علي القضية الفلسطينية لا من قريب أو من بعيد. كيف وهو فيلم يعبر عن الفكر الإسرائيلي وقبولنا له يعتبر موافقة منا علي تبادل الثقافات بيننا وبينهم؟ طيب ما إحنا من سنة 1979 من وقت اتفاقية كامب ديفيد لحد دلوقتي 2010 مخدناش حاجة من المقاطعة والانسحاب والشجب والحاجات دي وبما أنها محققتش أي نتيجة تذكر تبقي دي اتجاهات فاشلة وعلينا أن نغيرها. لكن هناك من يقول إن المقاطعة بمثابة تعبير عن رفض الكيان الصهيوني وهذا في حد ذاته يعتبر ضغطاً قد يحقق مكاسب؟ لا حقق ولا هيحقق وبقولها تاني موافقنا دي لازم تتغير لو عايزين نحصد نتائج ناجحة في القضية دي. يعني المفروض نعمل إيه مثلاً؟ أكبر داعم للقضية الفلسطينية أننا نشتغل علي أنفسنا. بمعني؟ الدول تستمد قوتها السياسية من قوة اقتصادها وجيشها وتقدم العلم فيها ودعم الدول المحيطة لها ومصر بما انها تحتاج دعما كبيرا في كل هذا إذن يتعذر عليها حاليا أن تقدم أي مساعدة لفلسطين ويمكنها ذلك بعد أن تحكم قبضتها علي كل ذلك.. إذن لنعمل علي أنفسنا أولا حتي نستطيع حقيقي أن نقدم لهم شيئاً يذكر بدل من المفاوضات والمباحثات المستمرة التي لانحصد من ورائها شيئاً. إذن أنت غير موافقة علي المقاطعة؟ لا بالعكس أنا موافقة جداً علي المقاطعة بس لازم يكون جنبها ضغوط أقوي منها بكثير ومينفعش نعتمد عليها لوحدها، كما أنني كنت ضد الانسحاب وليست المقاطعة. ما هي الاعمال التي شاركت بها في المهرجان؟ فيلمان من اخراجي ومونتاجي الأول بعنوان «التمثال» والثاني بعنوان «حدث في برلين». ما الأحداث التي تناولها الفيلم الإسرائيلي «شبه طبيعي»؟ أعتقد كان يدور حول أحداث في تل أبيب. هل توافقين علي عرض الأفلام الإسرائيلية في مصر تجاريا في الفترة القادمة من منطلق مبدئك القائم علي عدم الانسحاب من التعامل؟ لا أوافق وبشدة فهذا الأمر معناه أني سأساعد عدوي اقتصاديا وبالتالي غير مقبول، المقبول عندي فقط أن استفيد منه ومن نجاحه ولكن دون أن أفيده. علي الجانب الآخر جاء الحوار من المخرج أحمد رحال كالآتي: لماذا أيدت فكرة عدم الانسحاب من المهرجان؟ لأني مش مع سياسة الانسحاب والمقاطعة ما إحنا بقالنا 60 سنة بنقاطع و60 سنة بننسحب والوضع لم يتغير سوي للأسوأ.. علينا أن نغير طريقتنا في الاعتراض علي سياسات الكيان الصهيوني ونلجأ لطرق أخري قد نجني من وراءها ثماراً كالحوار مثلا. ولكن هذا الاتجاه يسمي تطبيعاً وهو المرفوض شعبيا جملة وتفصيلا لدينا؟ شوفي جري العرف أن المهرجانات سواء العالمية أو حتي المحلية لاتخلو من السياسة بس المفروض لما نيجي نلعب سياسة نلعبها صح عشان محدش يتهمنا لا بالجهل ولا بالغباء ولا بالعنصرية، مينفعش نبقي أدام فيلم فرنساوي مش إسرائيلي وناخد منه موقف لمجرد أن مخرجته إسرائيلية. ولكن العمل الفني في المقام الأول رؤية المخرج وبالتالي لا تنكر أنه فيلم يسبح في الرؤية الاسرائيلية خاصة أن المخرجة كانت تعمل بالجيش الإسرائيلي؟ يبقي المفروض في الحالة دي إننا نتفرج علي الفيلم وبعدين نتكلم وننتقده ونقول دا فيه كذا وكذا.. التطبيع ده مصطلح سياسي إحنا ملناش دعوة بيه كفنانين مينفعش ندخل في السياسة ونتعامل بمصطلحاتها إحنا إللي طلعنا مصطلح التطبيع الثقافي ده مع إن مفيش حد علي كوكب الأرض فاهمه وعشان كده الناس بره مستغربين مواقفنا دي ومش فاهمينها. ولكن في النهاية المقاطعة التامة هي قرار النقابة التي تتبعها ومدرجة في لوائحها وبالتالي عليك أن تلتزم بها؟ أولا أنا مش عضو نقابة والتهديدات اللي جت لي من النقابة بسبب موقفي هي التي جعلتني أتمسك به أكثر.. دول قالو لي «لو مسحبتش فيلمك مش هتشوف الكارنيه بعينك» شوفي وصلت لدرجة إيه. وما هو اسم فيلمك وفكرته العامة؟ فيلمي اسمه «فيلم شعبي» وفكرته العامة تدور حول المزيكا الشعبية في مصر، أنا أصلا بعيد تماما عن مواضيع السياسية دي بس الهجوم علي كان مبالغ فيه أوي. بمعني؟ المفروض زي ما في ناس كان عندها حرية أنها تسحب أفلامها والناس صفقتلها وشجعتهم واعتبروهم أبطال قوميين فكان عليهم أن يحترموا وجهة نظر اللي رفضوا الانسحاب ولايهاجموهم كل هذا أو يزايدوا عليهم مثلما حدث. وما رأيك في ضغط وزارة الخارجية الفرنسية لعرض فيلم المخرجة الاسرائيلية علينا؟ تصرف مرفوض تماما وأنا لا أقبل أي تدخل خارجي في شئوننا الداخلية أو أن يملي علينا أحد ماذا نفعل وماذا لايمكننا فعله. يتردد أن هذا الموقف نابع من كونك تبحث عن الشهرة وعن مساحة لعرض فيلمك أكبر عدد ممكن؟ هذا الكلام غير صحيح بالمرة لأن فيلمي عرض قبل هذا المهرجان أكثر من عشرات مرات في مصر في ساقية الصاوي ومكتبة الاسكندرية وجمعية النقاد ومكتبة بدرخان وغيرها.