خلال السنوات الأخيرة زادت حوادث السيارات بشكل مخيف. ولعل السبب الرئيسي وراء ذلك يرجع إلي الطريقة التي يتعامل بها الناس - سواء كانوا سائقين أو مشاه - مع الطريق حيث يعتبر البعض أنها شطارة أو فعلوة ولكنها حتماً جهل يشير إلي تخلف وسلوك معيب لا سيما حينما يكون هناك غياب لكل قواعد المرور المتعارف عليها في مختلف أنحاء العالم فضلا عن التجاهل الكامل للإشارات المرورية في مختلف الشوارع. رغم المحاولات التي تبذلها جهات حكومية عديدة لخفض معدلات حوادث الطرق في مصر، غير أن تلك المحاولات لم تحقق نجاحاً يذكر خاصة وأن بعض تلك المحاولات يجد في وضع مطبات رديئة صناعية رديئة وسيلة للحد من السرعة وهو حل أثبت فشله الذريع والنتيجة الوحيدة له هي إتلاف إطارات السيارات وأجزائها الميكانيكية. فتلك المطبات التي يتم إنشائها علي بشكل عشوائي تفتقر لمعايير عديدة ويكفي أن نعلم أن تكلفة المطب الصناعي الواحد تصل في أوروبا لأكثر من 10 آلاف يورو ويتم تنفيذها بشكل هندسي معين يضمن سلامة السيارة، بينما لا يتبع تصميم الغالبية الساحقة من تلك المطبات أي أسس بل هو مجرد كومة بارزة من الأسفلت وسط الطريق. صورة أخري من صور العشوائية في تخطيط المطبات نجدها في بعض الأحياء وتتمثل في إقامة حواجز حجرية وسط الطريق لإجبار السائقين علي خفض السرعة في بعض المناطق بينما يعمد المرور في أحيان أخري الأنواع بدائية من الرادار أو إقامة ما يسمي باللجان وسط الطريق وأحياناً في مناطق تعاني من الاختناق المروري الأمر الذي يتسبب في المزيد من الاختناقات. التخبط المروري نجده مرة أخري في الإشارات المرورية الجديدة التي تم تركيبها في عدد من الميادين الكبري بالقاهرة حيث تعمل تلك الإشارات لبعض الوقت وتتوقف عن العمل أحياناً خلال ساعات الليل الأمر الذي قد يؤدي إلي حوادث خطيرة. تعكس دراسة مصرية حديثة تلك الفوضي والعشوائية في الشارع المصري من خلال أرقام تشير إلي ارتفاع حوادث السيارات في مصر علي نحو مفزع حيث وصلت نسب تلك الحوادث إلي ما يعادل 10 أضعاف المعدل العالمي بل وصل متوسط عدد ضحايا هذا النوع من الحوادث إلي نحو 222 حالة وفاة لكل ألف كيلومتر. ويحذر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء من تفاقم الخسائر الفادحة التي يتعرض لها الاقتصاد المصري سنويا بسبب ارتفاع معدلات حوادث الطرق بصورة مخيفة. وتذكر دراسة أعدها المركز أن عدد قتلي حوادث المرور يصل سنوياً إلي أكثر من 5 آلاف قتيل، كما تكبد حوادث المرور الاقتصاد المصري ما يزيد عن 4 مليارات جنيه سنوياً، وهو رقم ضخم مقارنةً بدول الشرق الأوسط رغم مرور فترة من الزمن علي تطبيق قانون المرور الجديد. حاولنا معرفة أراء رجل الشارع، خاصة السائقين، فيما يتعلق بهذا الأمر فقال سليم سعيد، سائق ميكروباص، أن حوادث السيارات تزداد يوماً بعد يوم خاصة خلال السنوات الأخيرة بسبب المسئولين الذين فشلوا في إيجاد حل، مضيفاً أن السرعة المبالغ فيها هي السبب الأكبر في زيادة حوادث الطرق. أما عصام إبراهيم، سائق تاكسي، فيقول أن سبب ازدياد الحوادث في مصر هي الزحام الشديد ويضيف "أنظروا إلي الشارع المصري ولن تجدوا فيه مكاناً للسيارات والميكروباصات المارة في الشارع وبالتالي فمن الطبيعي أن تزيد حوادث الطرق بشكل يومي. أما عبد الله السيد، سائق ميكروباص، فيلقي باللوم علي رجال المرور قائلاً أن كثير منهم يقفون في الشوارع ليس لتنظيم الحركة المرورية ولكن لجمع النقود من السائقين الأمر الذي يتسبب في فوضي عارمة لا يبدو أنها ستجد طريقاً للحل في المستقبل القريب.