سارة كاسب السلوكيات الخاطئة للقيادة والسير عكس الاتجاه وتجاوز السرعات المقررة علي الطرق هي دون شك أبرز أسباب ارتفاع معدلات حوادث المرور في مصر، خاصة في الفترة الأخيرة وذلك بسبب عدم التزام السائقين بقواعد المرور وقد جاء قانون المرور الجديد بحملة من القواعد الحاكمة لعملية المرور وتحقيق الانضباط في الشارع المصري، حيث اعتاد الناس إغفال وتجاهل علامات إشارات المرور التحذيرية وتغيير المسارات دون اتخاذ الحرص الازم والتجاوز بشكل خطيرا وقد أشارت إحدي الدراسات الحديثة إلي أن 73% من حوادث الطرق في مصر سببها العنصر البشري وهذه السلوكيات ليست جديدة علي المجتمع، بل كانت موجودة في السابق وإن لم تكن بهذا الحجم والتنوع في الأساليب وإنما كانت بشكل محدود وضيق وكان ذلك مستهجناً من قبل المجتمع أما الآن فأصبح أمراًَ عادياً بل وصار قاعدة بعد أن كان استثناء.. فيا تري ما هو السبب في ذلك؟ سألنا «حمدي شبل» سائق ميكروباص عن رأيه في استخدام معظم السائقين لآلة التنبيه دون داع وفي أوقات تكون الطرق غير مزدحمة. فقال إنها أصبحت عادة لدي بعض السائقين يحرصون علي تكرارها تلقائياً حتي وان كان الطريق حاليا أمامهم فالشعب المصري اعتاد علي العادات الخاطئة وسألنا أيضاً «حاتم محمد سائق ميكرووباص عن رأيه في انخفاض نسبة السير في الاتجاه العكسي بعد صدور قانون المرور الجديد بالرغم من أن معظم السائقين كانوا يفعلون ذلك قبل قانون المرور الجديد قا: لأن احنا شعب «نخاف مانختشيش» ومابنجيش غير بالغرامات سألنا أحد رجال المرور رأي في تعمد معظم الناس كسر قواعد المرور وتخطي سلوكيات وآداب المرور فهم يرون أن الناس قد اعتادت علي ذلك ومن الصعب تغيير هذه العادة بين ليلة وضحاها وأن آداب وسلوكيات المرور ثقافة لا بد نشرها في المجتمع بأكمله وبسؤال أحد رجال المرور عن سبب اختلاف تعامل رجال المرور مع سائقي الملاكي عن سائقي الأجرة قال إن سائقي الملاكي دائماً ما يلتزمون بقوانين وسلوكيات المرور العامة لأنهم عادة يكونون من الشريحة المتعلمة من الجمهور لذلك فهم أكثر الناس وعياً والتزاماً بالقوانين فعادة تكون رخصهم سليمة أما سائقو الأجرة فهم كثيرة المخالفات ودائماً ما يكونون من المسجلين خطر والبلطجية لذلك فهم كثير المشاكل ولا يلتزمون بقواعد وقوانين المرور!!! أردنا أن نعرف رأي الشارع المصري فقال مصطفي «موظف» إن معظم السائقين يستخدمون آلات التنبيه دون داع وهم لا يعلمون أنه من المحتمل أن يمرون علي مستشفي بها مرضي يحتاجون إلي الهدوء والراحة ويرجع السبب في ذبلك إلي أن الناس لم تتعود علي المسئولية واحترام بعضها لبعض، فهناك بعض سائفي السيارات من أصحاب المقامات الرفيعة الذين لا يملكون الاحساس بالمسئولية ولا يخشون القوانين. وهناك البعض الآخر الذين لا يمتلكون الوعي والثقافة التي تجعلهم يحترمون القوانين . «سألنا نهاد» عن رأيه قال إن الانسان يحب دائماً الخروج عن القوانين لأن ذلك يحقق له متعة نفسية وأن فكرة الخروج عن المألوف وكسر القاعدة محببة لدي الكثير من الناس لأن «الممنوع مرغوب» سألنا «حبيبة» معيدة بقسم الإعلام جامعة حلوان عن رأيها فقالت: إن الشباب هم أكثر الفئات غير الملتزمة بسلوكيات المرور، وذلك رغبة منهم في التظهار فهم يرون أن هذه طريقة جيدة للفت نظر البنات إليهم وهي تري أن السبب يرجع إلي سوء التربية الأسرية فقد اعتدنا علي اسلوب العقاب نعمل الصح لكي لا نعاقب وليس لأنه الصح. وأصبح إلقاء القمامة من شبابيك السيارات عادة دائمة لدي قائدي السيارات وهم لا يدركون إنه إذا كان من الضروري تنظيف سياراتهم فمن الضروري أيضاً المحافظة علي نظافة الشوارع، وعندما سألنا محمد قاسم عن رأيه قال إن واضعي القوانين هم أول من يخترقونها ولا أحد يسألهم ماذا تفعلون وأن الشعب المصري اعتاد أن يساق ولا يقود. وعن الجانب النفسي تحدثنا مع د. نائلة عمارة استاذة علم النفس الإعلامي ورئيس قسم الإعلام بجامعة حلون وقالت إن هناك حالة عامة من عدم الانضباط في الشارع المصري تعكس حالة من الفوضي ورفض ما هو موجود بالمجتمع، ويرجع ذلك إلي عدم وجود العدالة في المجتمع المصري فيلجأ المواطن إلي التعبير عن غضبه ورفضه للمجتمع في صورة انتهاك للقوانين، فهذه رسالة احتجاجية علي الواقع ونري أن المشكلة لها شقان الشق الأول متعلق بالمواطن والشق الثاني متعلق بالسلطة التنفيذية للقانون، فصحيح أن سياسة القوانين موجودة لكن لا توجد آلية في تنفيذ هذه القوانين، فهناك فئة من الناس تتجاوز القانون بإثبات السلطة.