لن يشفى غليل الناس، من جراء العمليات الإرهابية اليومية، التى تسفر عن ضحايا أبرياء من رجال الشرطة والجيش إلا العدالة الناجزة، والمحاكمات العاجلة للقتلة والخونة والعملاء من قيادات جماعة الإخوان والمحبوسين الآن فى سجن طرة!. فلن يطفئ الغضب إلا إعدام هؤلاء المجرمين فى ميدان عام، وأن يرى الشعب رقابهم معلقة فى المشانق. فهؤلاء القتلة هم المحرضون والممولون للعمليات الإرهابية، وقد كان تحريضهم علنياً فوق منصة رابعة، يوم قايضوا برجوع العميل «مرسى» مقابل وقف العمليات الإرهابية فى سيناء. سلوك عصابات منظمة، واجرام قطاع طرق، وشجاعة سفاكى الدماء.. فإما اختطاف البلد، وإما احراقها، وترويع شعبها وقتل أبنائها!. يقتلون باسم الدين ويغدرون باسم الإسلام، فأى دين هذا الذى يبيح الغدر وذبح الضحايا، وتفجير سيارات مفخخة فى ضحايا أبرياء؟. إن الله تعالى يقول فى محكم آياته: «وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء. إن الله لا يحب الخائنين». هؤلاء الذين ينطبق عليهم قول الله تعالى «ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً. ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون». لو كان فى قلوبهم ذرة رحمة أو دين أو ضمير لأدانوا العمليات الإرهابية، ولاعلنوا تبرأهم منها، وما رهنوا وقفها بعودتهم إلى الحكم. لو كان فى رؤوسهم عقول يفقهون بها وآذان يسمعون بها، لاستجابوا للنصائح حين كانوا فى السلطة، وما أخذتهم العزة بالإثم، وما تمادوا فى الغطرسة والحماقة والغرور والغباء، لكنها مشيئة الله، أرادوا إذلال الشعب فأذلهم الله وأطاح بسلطانهم كما فرعون!. لقد انطبق عليهم قول الحق: «إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون، ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون». لقد أخبرنا الله تعالى فى كتابه الكريم بقصة موسى وفرعون، والديالوج الذى دار بينهما، وكيف كان فرعون يسخر من موسى ويطلب من وزيره هامان ان يبنى له صرحاً ليطلع على إلهه موسى!. ثمة مشابهة ومحاكاة لما جرى فى مصر فى الأسبوع السابق على قيام ثورة 30 يونيو. ذات الغطرسة وذات الغباء ونفس الحماقة والغرور الذى استقبل به فرعون نصائح نبى الله موسى، حين توجه للحاكم الغبى من يصحه أن يكف وجماعته عن ترويع شعبه، ويستمع لصوت العقل، ويحفظ البلاد من فتنة وتقسيم قال: سنحكمكم خمسمائة سنة، ولن نبرح السلطة مهما كانت الاحتجاجات والمظالم، وبما يفيد «أنا ربكم الأعلى»!. فكان أن خسف الله بسلطانه الأرض، كما خسف الأرض بكل طاغية. وبالقطع ليس الفريق عبدالفتاح السيسى هو سيدنا موسى، وليس المعزول مرسى العياط هو فرعون، لكن كلاهما فيه شىء من موسى وفرعون والله تعالى أمرنا أن نتدبر آياته ونستخلص العبرة. يقول المولى فى كتابه الكريم: «لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب». للدواب للقتل والتخريب والحرق والتدمير!. أى لأصحاب العقول السليمة، وليست العبرة بالطبع للدواب المغيبة عقولهم، والتى تساق فى شوارعنا كالقطعان للقتل والتخريب والتدمير