رسالة من اللواء عادل عزب مسئول ملف الإخوان الأسبق في الأمن الوطني ل عبد الرحيم علي    عاجل- الحكومة تقر التسجيل التلقائي لمستفيدي برامج الدعم ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    النيل للصناعات النسجية تواصل قفزاتها الإنتاجية والتصديرية في 2025 وتعلن خطط توسع واستثمارات جديدة في 2026    البورصة المصرية تربح 17.5 مليار جنيه بختام تعاملات الأحد 28 ديسمبر 2025    حسن شيخ محمود: خطوة إسرائيل بشأن «أرض الصومال» عدوان صريح على وحدة الدولة    عاجل- هزة أرضية عنيفة تهز تايوان وتؤدي لانقطاع الكهرباء دون خسائر بشرية    أمم إفريقيا – محمود عاشور حكما للفيديو لمباراة مالي وجزر القمر    طقس مضطرب وتحذيرات بحرية عاجلة.. الأرصاد تعلن تجاوز الأمواج 3 أمتار على سواحل المتوسط    قضية تهز الرأي العام في أمريكا.. أسرة مراهق تتهم الذكاء الاصطناعي بالتورط في وفاته    بابا لعمرو دياب تضرب رقما قياسيا وتتخطى ال 200 مليون مشاهدة    بتكلفة 17 مليون جنيه.. محافظ المنيا يفتتح أعمال تطوير مدرسة "النور للمكفوفين"    أسقف نجع حمادي يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب    وليد الركراكي: أشرف حكيمي مثل محمد صلاح لا أحد يمكنه الاستغناء عنهما    هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية تجبر مطارين بموسكو على الإغلاق لساعات    رئيس جامعة قناة السويس يتفقد اللجان الامتحانية بالمعهد الفني للتمريض    مباشر أمم إفريقيا - الجابون (0)-(0) موزمبيق.. صاروخ مبكر    الزمالك يصل ملعب مباراته أمام بلدية المحلة    مواعيد وجدول مباريات اليوم الأحد 28 ديسمبر 2025    محمود حميدة: طارق النبراوي يفهم معنى العمل العربي المشترك وقادر على رسم المستقبل    محافظ أسوان يترجم شكاوى المواطنين إلى حلول فورية بتدخلات عاجلة    الداخلية تضبط شخص يوزع أموالا بمحيط لجان جرجا    وزارة الصحة: غلق مصحة غير مرخصة بالمريوطية وإحالة القائمين عليها للنيابة    من مخزن المصادرات إلى قفص الاتهام.. المؤبد لعامل جمارك بقليوب    ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه فى البنوك المصرية الآن    وصول جثمان المخرج داود عبد السيد إلى كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة    رحيل أسطورة الشاشة الفرنسية بريجيت باردو عن عمر 91 عامًا    الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية تحتفل بيوبيلها الفضي.. 25 عامًا من العطاء الثقافي وصون التراث    صاحب الفضيلة الشيخ / سعد الفقي يكتب عن : شخصية العام!    " نحنُ بالانتظار " ..قصيدة لأميرة الشعر العربى أ.د.أحلام الحسن    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حينما نزل الغيث ؟!    لتخفيف التشنج والإجهاد اليومي، وصفات طبيعية لعلاج آلام الرقبة والكتفين    وصول جثمان المخرج داوود عبدالسيد إلى كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة    مي كساب تبدأ تصوير مسلسل «نون النسوة» استعدادًا لرمضان 2026    أزمة السويحلي الليبي تتصاعد.. ثنائي منتخب مصر للطائرة يلجأ للاتحاد الدولي    مؤسسة التضامن للتمويل الأصغر تجدد اتفاق تمويل مع بنك البركة بقيمة 90 مليون جنيه    محافظ الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة في صورة بطاطين    الداخلية تقضي على بؤر إجرامية بالمنوفية وتضبط مخدرات بقيمة 54 مليون جنيه    بدون حبوب| أطعمة طبيعية تمد جسمك بالمغنيسيوم يوميا    «ليمتلس ناتشورالز» تعزز ريادتها في مجال صحة العظام ببروتوكول تعاون مع «الجمعية المصرية لمناظير المفاصل»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    ولادة عسيرة للاستحقاقات الدستورية العراقية قبيل عقد أولى جلسات البرلمان الجديد    هيئة الرعاية الصحية تستعرض إنجازات التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة    الصحة: الشيخ زايد التخصصي يجري قساطر قلبية معقدة تتجاوز تكلفتها مليون جنيه على نفقة الدولة    وزير الصناعة يزور مقر سلطة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي ويشهد توقيع عدد من الاتفاقيات    أمم أفريقيا 2025.. تشكيل بوركينا فاسو المتوقع أمام الجزائر    مد غزة ب7400 طن مساعدات و42 ألف بطانية ضمن قافلة زاد العزة ال103    لافروف: روسيا تعارض استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال    العراق يتسلم 6 مروحيات "كاراكال" فرنسية لتعزيز الدفاع الجوي    الناخبون يتوافدون للتصويت بجولة الإعادة في 19 دائرة ب7 محافظات    أول تعليق من حمو بيكا بعد انتهاء عقوبته في قضية حيازة سلاح أبيض    2026 .. عام الأسئلة الكبرى والأمنيات المشروعة    2025.. عام المشروعات الاستثنائية    الزمالك يخشى مفاجآت كأس مصر في اختبار أمام بلدية المحلة    إصابة شخصان إثر تصادم ميكروباص مع توك توك بقنا    شريف الشربيني يشارك في اجتماع لجنة الإسكان بمجلس الشيوخ اليوم    عبد الفتاح عبد المنعم: الصحافة المصرية متضامنة بشكل كامل مع الشعب الفلسطينى    يوفنتوس يقترب خطوة من قمة الدوري الإيطالي بثنائية ضد بيزا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان المسلمين طلاب دنيا ويكفرون بالإخرة
نشر في شباب مصر يوم 07 - 03 - 2012


د . أحمد صبحي منصور من علماء الأزهر
متى يكون التنافس السياسى قذرا ؟
1 التنافس السياسى يجب أن تتساوى فيه الأدوات والمؤهلات . هو صراع من أجل طموح دنيوى ، فيجب أن يظل فى إطاره الدنيوى ، بمعنى أن يتنافس السياسيون وأحزابهم على أرضية دنيوية ، يحاول كل فريق أن يجتذب اليه الناس بمقدرته على تلبية مطالبهم ورعاية مصالحهم ، وأن يعرض عليهم مواهبه الوظيفية وسجله العملى وسيرة حياته الدنيوية ونجاحه المهنى والتعليمى و السياسى . هنا تكون المساواة وتكافؤ الفرص ، وتتحول السياسة من لعبة قذرة الى تنافس شريف .
2 تكون السياسة لعبة قذرة حين يدخل فريق من المتنافسين ممتطيا الدين ليصرع به خصومه السياسيين . هنا يرتكب هذا السياسى خيانة لله جل وعلا وللناس . فالله جل وعلا لم يمنحه دون غيره من المتنافسين مزية أن يحتكر إسمه العظيم ، أى هو كاذب على الله جل وعلا ، بل هو وأستغفر الله العظيم جل وعلا يحتقر رب العزة إذ أستخدم إسمه العظيم مطية ليصل به الى السلطة والثروة وليحقق به مطامح سياسية ومطامع دنيوية . ومن كان هذا شأنه يجب على الناس لو كانوا عقلاء أن يحتقروه وأن ينبذوه ، لا أن ينتخبوه . ثم هو خائن للناس مخادع لهم إذ يدعى لهم نفس الادعاء ؛أن الله جل وعلا إختاره ليحكمهم باسم الله جل وعلا ، وبالتالى فهو صاحب حق الاهى لا يجوز الاعتراض عليه لأن الاعتراض عليه إعتراض على الله ، أى كفر . أى هو يستخدم إسم الله ودين الله لاسترقاق الناس واستعبادهم . ومن يرى فى نفسه هذا ومن يرى فى الناس هذا يجب على الناس لو كانوا عقلاء أن يحتقروه وان ينبذوه ، لا أن ينتخبوه . وهو أيضا خائن لرفاقه السياسيين الذين يتنافس معهم ، إذ بسبب عجزه عن منافستهم فى كفاءتهم السياسية والعلمية وصلاحيتهم دونه للفوز فإنه يبدأ بإلغائهم من البداية حين يحتكر لنفسه دونهم قوة الاهية مستغلا قيمة الدين وهيبته فى النفوس والقلوب .
3 هذا الفريق المخادع المفترى على الله جل وعلا كذبا ليست له كفاءة إلا فى الكذب والافتراء والخداع ، وبهذا التخصص يمارس السياسة ، ومن الطبيعى أن يفشل لو وصل الى الحكم فى بلد يجتاز فترة التحول الى الديمقراطية ، إذ لا يمكن أن ينجح الا إذا كان مستبدا بالحكم ،لا يسأل عما يفعل ، وله أجهزة قمع تسكت النقد وأجهزة دعاية تسبح بحمده وتحيل الفشل الى نجاح والهزيمة الى إنتصار . وفى بلد كمصر يتحول الى الديمقراطية وقد أوصلت أغلبيته الصامتة ذلك الفريق المخادع الى ( الحكم ) فالفشل المحتوم لهم سيجعل هذا الفريق المخادع المفترى أمام طريقين لا ثالث لهما : إما أن يترك الحكم وينزوى بعيدا عن السياسة ، وهذا ما يرفضه ، وإما أن يستمر فى الحكم بعد إغتيال الديمقراطية التى وصل بها الى السلطة . يتوقف الأمر على مدى حيوية الشعب ومدى صلابة القوى الحيّة واستعدادها للتضحية فى سبيل الحرية ، إن فرطت القوى الحية لحظة فى حقوقها فقد اوقعت نفسها ووطنها رهينة لحكم شيطانى مستبد ظالم فاجر. وإن قاومت ورفضت إغتيال تحولها الديمقراطى وحافظت على مكاسبها الديمقراطية وحققت المزيد تشريعيا وواقعيا فلن يكون أمام فريق الاستبداد والاستعباد إلا الرحيل النهائى ليعود الى مكانه الذى أتى منه ؛ تاريخ السلف الماضى . ولن يكون هذا سهلا على الاطلاق ، ستدخل مصر فى سنوات من العشوائية السياسية والصراع السياسى والحزبى والمظاهرات الدامية وربما حروب أهلية الى أن تتخلص من استبداد العسكر واستبداد الاخوان والسلفيين . كل هذا لأن الأغلبية المصرية الصامتة ( حزب الكنبة ) قد إختارت الاخوان والسلفيين ومكنتهم من مجلس الشعب بعد أن خدعهم أولئك الوهابيون بالدجل وباسم الاسم الاسلام العظيم .
4 من الطبيعى أن هذا الدجل وذاك الخداع لا وجود له فى مجتمع واع متحضّر يقظ نشط . تخلصت أوربا من هذا الدجل الدينى الذى كانت به الكنيسة تتدخل فى السياسة متحالفة مع الملكية المستبدة والنبلاء الإقطاعيين وفرسانهم على حساب الشعب من تجار وفلاحين وعمال .وبتخلص أوربا من هذا الثالوث الشيطانى خرجت من ظلمات القرون الوسطى وقادت العالم كله سياسيا وثقافيا وعلميا وتكنولوجيا . وكانت مصر على وشك اللحاق بأوربا لولا أن زرع فيها عبدالعزيز آل سعود تلك الشجرة الخبيثة ، شجرة الوهابية فأثمرت الجماعات السلفية الدعوية وجماعات الاخوان السياسية ، وخلال أكثر من ثمانين عاما تم تغييب الشعب المصرى فى غياهب السلفية الوهابية الحنبلية السنية تحت شعارات اسلامية. والآن نجح الوهابيون المصريون ( السلفيون والاخوان ) فى الوصول الى الحكم وقد تأبطوا معهم دين الله ، أو إغتصبوه . وأغلبية المصريين صامتة صمّ بكم عمى فهم لا يعقلون .!!
5 أولئك المتدينون بالاسلام بزعمهم لم يفعلوا شيئا للاسلام سوى إستخدامه فى طموحهم السياسى . وبإنغماسهم فى فتن السياسة وتآمراتها إنفردوا بسفك الدماء ، ولأنهم يحملون إسم الاسلام ويطلق عليهم بالغباء لقب (إسلاميين ) فقد أصبح بهم الاسلام موصوما بالارهاب الدموى والتخلف والتطرف والتزمت والتعصب . هذا هو ما قدموه للاسلام . وكل هذا يهون عندهم فى سبيل أن يصلوا الى السلطة الملعونة. لو كان الاسلام فى قلوبهم فعلا لتفرغوا مثلنا لتوضيح حقائقه وقيمه العليا وشريعته السمحاء وصلاحيته لكل زمان ومكان ، وذلك بالفصل بينه وبين تراث المسلمين فى العصور الوسطى . فالاسلام يحتاج الى من يعانى فى سبيل تجلية حقائقه بعد قرون من التضليل والتغييب . وعلى النقيض من ذلك تماما أن يأتى أفّاقون لإحياء وتفعيل هذا التضليل فى عصرنا الراهن ليصلوا به الى الحكم على حساب الاسلام.
ثانيا : الاخوان والسلفيون لا يؤمنون بالآخرة ولا يعملون لها بل هم طلّاب دنيا باسم الدين
1 المسلم الحقيقى هو من يؤمن بالآخرة ويعمل لها ، فهل يؤمن السلفيون والإخوان (المسلمين ) باليوم الآخر ويعملون له ؟ . الايمان باليوم الآخر ليس كلمة تقال وليس شعارا يرفع ، بل هو درجتان : العادية ، وهى التقوى فى التعامل مع الله جل وعلا تتركز فى الاخلاص له فى الدين وفى الدعاء وفى العبادة ، وهو تقوى فى التعامل مع الناس تظهر فى السمو الخلقى والحرص على حقوق الغير والعدل معهم والاحسان اليهم ، والتمسك بالصدق فى التعامل والامتناع التام عن ظلم الآخرين وخداعهم والاعتداء على حقوقهم وفى أن يكون بسلوكه الحميد صورة لتطبيق قيم الاسلام فى الصبر والتسامح والعدل والاحسان والعفو والايثار والعطاء والكرم وأن يقول للناس كل الناس حسنا. ثم هناك درجة عليا ، هى أن يجاهد هذا المسلم المتقى سلميا فى الدفاع عن الاسلام والفصل بينه وبين مساوىء المنتسبين له ليأتى يوم القيامة شاهدا وشهيدا على قومه .
2 الايمان باليوم الآخر بدرجتيه يشغل عمر ووقت صاحبه فى ملء صحيفة أعماله بالخير الذى سينفعه فى الاخرة وليس بالخداع الذى يصل به الى الحكم ، يجعله يقضى ليله قانتا لله جل وعلا وليس متآمرا فى سبيل الوصول للحكم !!. هل ينطبق على الاخوان والسلفيين قوله جل وعلا ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) ( الزمر 9 )؟ هو نفس التساؤل يوجهه رب العزة لأولى الألباب كى يتذكروا . وقليل هم أولو الألباب فى مصر.!!.
3 وأتحدى أن يجيب رءوس الاخوان والسلفيين على هذا السؤال : هل تؤمن باليوم الآخر وتعمل له ؟ وماهو دليلك الذى يظهر للناس فى سلوكك وعملك ؟ لقد تحدّى رب العزة جل وعلا المنافقين وعصاة الصحابة بإظهار عملهم الصالح ليكون مرئيا فى الدنيا ثم يكون الفصل فى الآخرة : (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( التوبة 94 ، 105 ). وأولئك لم يكونوا دعاة دولة ولا طلّاب سلطة ، كان منافقو الصحابة يزعمون الايمان وكان عصاة الصحابة يريدون التوبة. هذا كل ما فى الأمر . فكيف بالاخوان والسلفيين الذين يحتكرون الدين ليحكموا به ظلما المصريين ؟
4 هذه الحياة ( الدنيا ) مجرّد معبر لحياة أزلية خالدة ، إما أن تكون فيها خالدا فى الجنة أو فى النار . والمتقى المؤمن باليوم الآخر هو الذى يجعل هدفه فى رحلة حياته الدنيوية القصيرة أن يتزود بزاد التقوى طاعة لقوله جل وعلا :( وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ )(البقرة 197 ). وهذا يفرض على المسلم أن يعمل للآخرة وليس لدنيا فانية سيموت فيها مهما طال عمره . والسؤال الآن لزعماء الاخوان والسلفيين : ما هو هدفك فى هذه الحياة الذى تناضل فى سبيله وتعانى : هل الوصول للحكم والعلو فى الأرض أم التزود بالتقوى فى رحلة الحياة الدنيا هذه لتفوز فى الآخرة ؟
5 الاجابة معروفة . وقد جاءت فى القرآن الكريم فى نهاية قصّة قارون . إن قارون هذا كان من قوم موسى فبغى عليهم وانضم الى الفرعون أكبر المفسدين المستبدين ، ولذا كان موسى مرسلا لفرعون وهامان وقارون معا (غافر24 ) . وبعد هلاك فرعون وآله نجا قارون مؤقتا ، ولأنه كان من معية فرعون فقد كان يعرف كنوزه المخبأة ، تلك الكنوز التى دعا موسى وهارون ربهما أن يطمسها ( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ)( يونس 88). واستجاب الله جل وعلا لدعوة موسى (قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا ) ( يونس 89 )، فأعلن فرعون إيمانه عند الغرق ( يونس 90 ) وطمس الله جل وعلا كنوز فرعون ودمّر قصوره وأورثها بنى اسرائيل :(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ )( الاعراف 137 ). ومن المنتظر أن يعثر قارون على المطموس من كنوز فرعون ، بما لديه من علم ، وبذلك كان له من الكنوز ما إن مفاتيحه لتنوء بالعصبة اولى القوة . طغى قارون وتكبر ولم ينتصح فخسف الله به وبداره وكنوزه الأرض .والقصة معروفة مشهورة ومذكورة فى القرآن الكريم ، ولكن قلّما يلتفت الناس للعبرة التى من أجلها ذكر الله جل وعلا قصة قارون . العبرة جاءت فى قوله تعالى فى نهاية القصة تعقيبا عليها :( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (القصص 83 ). العبرة تتحدث عن اليوم الآخر:( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ ) أى الفوز بالجنة التى ستكون لمن يعمل لها . فمن هم من يعمل لليوم الآخر ؟ الاجابة فى قوله جل وعلا : ( نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا )، أى هم المتقون الذين يفوزون فى الآخرة أى العاقبة : (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
نرجع لسؤالنا لزعماء الاخوان والسلفيين : أين أنتم من هذه الآية الكريمة ، وهى تتحدث عن شىء منظور يظهر فى التعامل بين الناس ، وليس مجرد الاعتقاد القلبى . فالذى (يريد) علوا فى الأرض لا بد أن يكون ظاهرا مرئيا لأنه يريد أن يعلو على الناس وفوق الناس ،أى أن يراه الناس وهو يتسيد عليهم ويركبهم مستبدا مثل فرعون الذى علا فى الأرض مستبدا،فقال جل وعلا عنه:(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ ) ووصفه فقال ( إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)(القصص 4 ). وأبرز مثل للعلو فى الأرض هو من ( يريد ) إقامة دولة دينية يؤسسها على دين أرضى مزعزم يتحول به من مستبد عادى الى مستبد دينى يؤله نفسه مثل فرعون الذى أعلن الربوبية العليا فى مؤتمر عقده له حزبه ( الوطنى ) وحشر له الغوغاء والرعاع من جند فرعون وقومه (فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ) ( النازعات 23 : 24 ). وتتكرر جزئيا هذه الملامح بطريق غير مباشر فى شخص الزعيم الملهم مثل عبد الناصر ومثل صدام صاحب التسعة والتسعين أسما وفى (نفحات صاحب النعم ) فى السعودية وتأليه المرشد فى ايران . هذا ( العلو فى الأرض ) والتسيد على الخلق لا (يريده ) فقط الاخوان المسلمون والسلفيون ولكن يناضلون فى سبيل تحقيقه ، وليس بوسائل سياسية مثل بقية المتنافسين على السلطة ولكن بركوب الاسلام وأتخاذه مطية لهم . فهم لا (يريدون) فقط ولكن (يعملون) ليل نهار . وهم لا يعملون ليل نهار فى سبيل تحقيق علوهم الدنيوى السياسى بوسائل دنيوية سياسية كبقية الفرقاء السياسيين ، ولكنهم يرتكبون أفظع الكفر وأحقره وأبشعه حين يمتطون إسم الله العظيم فى هذا الجرم الذميم وأستغفر الله العظيم .!!
ثالثا : الإخوان والسلفيون بين أقسام البشر فى إرادة الدنيا أو إرادة الآخرة
1 : أغلبية البشر مسكونون بحب الدنيا ويؤثرونها على الآخرة :(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)(الاعلى 16 : 17).ولهذا يأتى وعظ الرحمن لنا بطريقتين : الأولى أن يكون تنافسنا فى الخير وابتغاء الفوز فى الآخرة وليس فى سبيل حطام دنيوى زائل ، كقوله جل وعلا: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ( الحديد 20 : 21 ). الثانية : إن التنافس الدنيوى لن يؤثر توزيع الرزق ، فمن كان يريد الدنيا العاجلة فمهما سعى فلن ينال سوى الرزق المقدر له سلفا، ثم يكون مصيره الجحيم ، يقول جل وعلا : (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) أمّا من أراد الآخرة وسعى لها سعيها بالايمان والعمل الصالح فسينال رزقه المقدر سلفا فى الدنيا ثم مصيره الجنة :( وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا) كل فريق ينال رزقه المحتوم المقدلر سلفا ، ولكن الأفضلية فى النهاية لمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن : ( كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ) ( الاسراء 18 : 21).
2 من يريد الآخرة ويعمل لها فريقان : الأول : هو لا ينسى حظه الحلال من الدنيا،ونصحوا قارون بهذا فلم ينتصح :(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) (القصص 76 ).المؤمن باليوم الآخر يعمل عملا صالحا نافعا له وللناس ، ويأخذ أجره فى الدنيا وفى الآخرة أيضا:(لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ)(النحل 30).
الفريق الثانى : يزيد على السابق بكونه مناضلا فى سبيل الحق يقاسى من الاضطهاد ، وقد يلجأ الى الهجرة ويضطر للقتال دفاعا عن نفسه . هذا الصنف تشمله رعاية الله فى الدنيا ، ثم يكون شهيدا على قومه يوم القيامة . يقول جل وعلا عن من يهاجر فى سبيل الله متوكلا على الله بعد معاناته من الظلم : وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)(النحل 41 : 42 ). ويقول جل وعلا عن الفريقين معا:(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) ويقول جل وعلا عن الفريق الثانى الأعظم مكانة: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ).ثم يقول عن الكافرين المتلاعبين بدين الله جل وعلا ومواكبهم وثرائهم الذى يغرّ بمظهره الناس (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ).وفى النهاية فالعاقبة للمتقين : ( لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) ( آل عمران 190 : 198).
3 من يريد الدنيا ولا يعمل إلا للدنيا ولا يهتم بالآخرة هم أيضا فريقان : منهم من يقوم بعمل الخير ليس إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ولكن لغرض دنيوى، وهذا يكافئه رب العزّة فى الدنيا ولكن ليس له فى الآخرة ألا العذاب الخالد:(مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(هود 15 : 16)(إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (يونس 7 : 8 ).
ومنهم الأسوأ كالإخوان المسلمين والسلفيين الوهابيين ممّن يقوم بالصّد عن سبيل الله ودينه الحق مستخدما دين الباطل وسيلة للوصول الحطام الدنيوى كفرا بالآخرة . منهم صنف منّاع للخير مدمن للكذب والحلف باسم الله كذبا ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ)(القلم 10 ) . ومنهم دعاة منافقون يدينون بالباطل ويخدعون العوام بالحلف بالله جل وعلا باطلا وبزخرف القول ، مع إنه من عتاة الفساد ، وإذا وعظه أحدهم بتقوى الله أخذته العزّة بالاثم ، كان هذا الصنف موجودا فى عهد النبوة وهو مستمر وجوده فى عصرنا وفى كل عصر فيه ناس :( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ) ( البقرة 204 : 207 ). ومن هؤلاء المنافقين مريدى الدنيا من يحوزون على إعجاب الناس بثرائهم وجاههم ، ولكن الله جل وعلا سيعذبهم بأموالهم وأولادهم فى الدنيا ثم ينتظرهم الخلود فى النار:(فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )(وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )( التوبة 55 ، 85 ). ولكن كل عذابات الدنيا لهم تهون بالمقارنة بعذاب الآخرة ، وهم فيها فى الدرك الأسفل من النار ، يقول جل وعلا عمّن يستخدم دين الله ويتلاعب بكتابه فى تحقيق مطامع دنيوية:( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ) ( البقرة 86 )، ويقول عمّن يشترى بآيات الله ثمنا قليلا:(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ)(البقرة 174 : 175 ).
4 ما هو موقف المؤمن من هذا الفريق الذى لا يؤمن بالآخرة والذى إنشغل بالدنيا لم يرد سواها ؟ يقول جل وعلا : (فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )( النجم 29 ). أى يجب الاعراض عنه وليس مناصرته وتأييده وانتخابه ..
أخر السطر : هل أنت خامل أومجهول ؟ هل أنت فاسد أو مخبول ؟ هل أنت جاهل أووضيع ؟ هل لو ترشحت لمجلس الشعب سيهزأ بك الجميع ؟ .. بسيطة .. عدة سنوات ترتدى فيها العمامة واللحية والجلباب مع التفرغ لصحبة (الأخوة ) الأحباب ..بعدها ستكون عضوا فى مجلس النواب ..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.