وتابع الشاهد: تم نقل نادية ضمن المصابين إلي مستشفي الحسين الجامعي وهناك لفظت أنفاسها الأخيرة. وأضاف: كانت تسرح نادية عبدالسلام بالطواقي الخرز لبيعها حول مسجد الحسين للسائحين وعند سمعت دوي الانفجار هرولت مثل آخرين نحو الصوت.. كان ذلك في حوالي الساعة السادسة والنصف مساءً ولم أكن أتوقع أن تكون نادية بين الاصابات، وفي اليوم سألت عنها وسمعت اسمها ضمن الموتي، فصعقت وتذكرت علامها بالأمس حين كانت تطلب مني مساعدتها في الحصول علي فرصة عمل آمنة، فقد كانت أخلاقها طيبة ومش وش بهدلة ولكنها لم تجد سوي التسول بجوار مهنة بيع الطواقي الخرز. كانت ملامح نادية تميل إلي اللون القمحي وشكلها مقبولاً ولكن علي وجهها مرسومة علامات الفقر والقهر.. لم يكن لها مسكن فمكانها ومثيلاتها مسجد الحسين، كانت تنام الساعة 3 صباحاً قبل غلق المسجد بنصف ساعة وتصحو قبل صلاة الفجر ثم تنام مرة أخري لتبدأ دورة عملها الساعة 7 أو 8 صباحاً بعد التقائها بصديقاتها أول شارع الباب الأخضر.. كانت تكسب أقل من زميلاتها لأنها خجولة له ولا تلح علي الزبائن لاجبارهم علي الشراء منها فبينما يكسب الآخرون في نفس منتها من 80 إلي 100 جنيه يوميا تكسب 20 جنيهاً تنفقها في الحال، لم تغب نادية عن المكان منذ عامين ونصف العام لأنها كانت طفشانة من أهلها. ويضيف: كانت نادية غلبانة وراحت في الحادثة وهو الكلام الذي أكده أحمد إسماعيل صاحب مقهي بشارع الباب الأخضر.. ولكن يبقي السؤال إذا كانت نادية ماتت فعلاً.. فلماذا لم تعلن ذلك وزارة الداخلية أو وزارة الصحة؟! ضحية أخري أعلنت عنها وزارة الداخلية محمد صلاح صوفي طفل يعمل ميكانيكياً أصيب في الانفجار وأصيب في ظهره وقدمه أوشكت علي البتر، يرقد في الدور الأول من معهد ناصر طريح الفراش.. ممنوع الكلام والزيارة. في منطقة مجمع المدارس بالمقاولين العرب بالدويقة حيث مسكن أسرته توجهنا.. كان الطريق محفوفاً بالمخاطر.. شاهدنا بيوتا مرتفعة فوق الجبال.. الحياة هناك صعبة، التقينا عمه محمد مصطفي يعمل في تصنيع قوالب الشيشة قال لنا محمد ورث الشقا من عائلتنا، وترك المدرسة في ثالثة ابتدائي وعمل معنا في تصنيع قوالب الشيشة.. لم يعجبه الحال طويلاً فطلب العمل كميكانيكي، في ال14 من عمره كان يتقاضي من 60 إلي 70 جنيهاً اسبوعياً يساعد بهم والده الموظف وأمه ربة البيت. يوم الأحد كانت أجازة محمد من الورشة خرج للفسحة وفي الساعة 8 مساءً اتصل بنا شخص وقال لنا إنه أصيب في حادث.. لم نكن نعرف شيئاً عن الانفجار.. وتوجهنا لمستشفي الحسين الجامعي هو ابن شقيقي.. صعد والده لرؤيته قبل أن ينقل محمد إلي معهد ناصر لاستكمال العلاج. محمد هو الابن الأوسط بين أخوته له 3 أشقاء ولد وبنتان.