وظائف وزارة الزراعة 2024.. تعرف على آخر موعد للتقديم    الدفاع الروسية تعلن القضاء على 9565 جنديا أوكرانيا خلال أسبوع    حكومة غزة: الرصيف الأمريكي لن يلبي حاجتنا وسيعطي فرصة لتمديد الحرب    كوريا الجنوبية تتهم بيونج يانج بزرع الألغام في المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين    إعلام أمريكي: موقف أوكرانيا أصبح أكثر خطورة    الأزمات تطارد لابورتا.. برشلونة مهدد بدفع 20 مليون يورو بسبب تشافي    الوصل يكتسح النصر برباعية ويتوج بكأس الامارات سنة 2024    حجز تذاكر قطارات عيد الأضحى 2024 ومواعيد التالجو    فيديو.. أحمد السقا: اللي ييجي على رملة من تراب مصر آكل مصارينه    البيت الأبيض: يجب فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح فورًا    واشنطن:"الرصيف العائم" ليس بديلا للممرات البرية..و لانرغب في احتلال غزة    تفاصيل أعلى عائد على شهادات الادخار 2024 في مصر    محافظ الإسكندرية يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي (صور)    «هندسة مايو» يكرم الكاتب الصحفى رفعت فياض    عاجل: موعد نتيجة الشهادة الاعدادية الترم الثاني محافظة القاهرة 2024    التصريح بدفن جثة تلميذ غرق بمياه النيل في سوهاج    تراجع الأسهم الأوروبية بفعل قطاع التكنولوجيا وغموض أسعار الفائدة    «التضامن»: ضم فئات جديدة لمعاش تكافل وكرامة قبل نهاية سبتمبر المقبل    تفاصل الدورة الأولى ل«مهرجان دراما رمضان» وموعد انطلاقه    يسرا تهنئ الزعيم بعيد ميلاده : "أجمل أفلامى معاك"    الاستعدادات الأخيرة ل ريم سامي قبل حفل زفافها الليلة (صور)    في ذكرى ميلاده.. لماذا رفض عادل إمام الحصول على أجره بمسلسل أنتجه العندليب؟    هشام ماجد يكشف عن كواليس جديدة لفيلمه «فاصل من اللحظات اللذيذة»    استمرار تراجع العملة النيجيرية رغم تدخل البنك المركزي    حريق هائل يلتهم محتويات شقة سكنية في إسنا ب الأقصر    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون بمجالات التحول الرقمي    بعد غلق دام عامين.. الحياة تعود من جديد لمتحف كفافيس في الإسكندرية (صور)    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    مدير إدارة المستشفيات بالشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى فاقوس    حسام موافي يوضح أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    مساندة الخطيب تمنح الثقة    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    "حزب الله" يشن هجوما جويا على خيم مبيت جنود الجيش الإسرائيلي في جعتون    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقابة السينمائيين تواجه قبضة الدولة
حكايات فنية يكتبها طارق الشناوي :
نشر في صوت الأمة يوم 27 - 02 - 2010


نقابة السينمائيين تواجه قبضة الدولة
· النقابات في مصر تمثل القوي غير الرسمية التي يعتمد عليها النظام في حمايته والترويج لبضاعته وأفكاره
· مع الأسف مسعد فودة هو الأقرب لكرسي النقيب في ظل كل هذه القوي التي تلعب لصالحه
رقم متواضع جداً حققه "خالد يوسف" في انتخابات نقابة السينمائيين لا يتوافق لا مع الدعاية التي صاحبته ولا الأسماء التي وقفت وراءه مؤيدة ومشجعة ثم إن من يتقدم قبل إغلاق باب الترشيح ب 15 دقيقة فقط فهذا يعني أنه سوف يلقي علي مائدة الانتخابات بالورقة التي "تقش" كل الأصوات إنه "الولد" الذي ينتصر علي الجميع ولكني فوجئت بأنه يحقق 360 صوتاً بفارق ضخم جداً مع المرشح الذي حاز المركز الثاني "علي بدرخان" 801 صوتاً.. الولد علي مائدة الانتخابات لعب دور الشايب الذي لا يهش ولا ينش ولا يقش!!
عندما تقدم "خالد يوسف" للانتخابات تساءلت لماذا هذا التضارب.. "علي بدرخان" هو مرشح السينمائيين بينما "مسعد فودة" و"شكري أبو عميرة" هما مرشحا التليفزيونيين.. "علي بدرخان" بالطبع حريص في كل تصريحاته وأيضاً في أدائه أثناء إدارة المعركة الانتخابية أن يؤكد دائماً أنه مرشح لكل أعضاء النقابة التليفزيونيين والسينمائيين ولا أتصورها بالمناسبة مجرد دعاية انتخابية ولكن الناس عادة لا تصدق كل ما يعلنه المرشحون قبل إجراء الانتخابات ولديهم دائماً مبدأ هو أن "اللي تعرفه أحسن م اللي ما تعرفوش" وعلي هذا أتصور أن التليفزيونيين اتجهوا صوب "مسعد فودة" بينما كان التكتل مع "علي بدرخان" والذي يشكل النسبة الأكبر ممن صوتوا لصالحه هم السينمائيون وهم من مختلف الأعمار والأجيال.. بعض التليفزيونيين أيضاً يرون في "بدرخان" اسم وواجهة تستحق أن يؤازروه ويتفقوا أيضاً علي توجهاته.. "خالد يوسف" دخل للمعركة الانتخابية ليغير الكثير من الثوابت وكانت المفاجأة هي أن يقف في أول صفوف مؤيديه "أسامة الشيخ" رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وكلنا نعلم أن الدولة سياسياً يعنيها بالدرجة الأولي السيطرة علي كل النقابات وتحديداً النقابات التي بطبعها لها بريق مثل السينمائيين ولهذا تؤازر مرشح الدولة بكل ما تملك من قوة وهكذا وقفت في المرات السابقة خلف "ممدوح الليثي" وكانت تتدخل في اللحظات الحرجة لتوجه موظفي الإذاعة والتليفزيون وهم أعضاء في النقابة لكي يندفعوا إلي كفة "ممدوح الليثي" ضد خصمه الدائم "علي بدرخان".. هذه المرة كان لدي الدولة اثنان "مسعد فودة" و"شكري أبو عميرة".. ورغم ذلك وقفوا خلف "خالد" مما أتاح للكثير من التكهنات والتساؤلات هل كان "خالد" أداة في يد الدولة لكي تضرب "علي بدرخان" الذي يقف في كل مواقفه المعلنة علي الجانب الآخر من النظام.. التساؤل الثاني لماذا يوافق "خالد يوسف" علي أن يلعب هذا الدور.. هل شارك بحسن نية.. هذا السؤال يتحمل أيضاً الإجابة وهي الأقرب للمنطق أن "خالد يوسف" اعتقد بالفعل أنه قادر علي تحقيق الانتصار في الانتخابات ربما اكتشفت الدولة أن النجاح الإعلامي الضخم وأيضاً الجماهيري الذي حققه "خالد" في السنوات الأخيرة يمنحه مشروعية لكي يتحول إلي واجهة للدولة وتصبح مواقفه في هذه الحالة المؤيدة للنظام لها ثمن أكبر.. توقعت بناء علي ما تقدم أن هناك إعادة وشيكة علي موقع النقيب بين "علي بدرخان" و "خالد يوسف" كان ظني أن الكتلة الانتخابية التي تسيطر عليها الدولة سوف تستطيع تحريكها في الاتجاه الذي تريده صوب "خالد يوسف" ولكن فشلت الدولة واتجهت الجمعية العمومية ناحية "مسعود فودة".. رصيد "شكري أبو عميرة" لدي الناخبين لم يؤهله لكي يجتمع علي اسمه التليفزيونين.. ربما كانت نجومية "خالد يوسف" قد لعبت دوراً عكسياً في الجمعية العمومية علي عكس ما كان يتوقع هو لأن عدداً من زملائه يرون أن ما حققه من نجاح في غضون سنوات قلائل أحاله إلي نجم بين زملائه وهم الأجدر بهذه المكانة.. مشاعر معاكسة لعبت ضد "خالد يوسف" كانت أوراقاً تبدو ظاهرياً لصالحه إلا أنها فعلياً أمام صندوق الانتخابات لعبت دوراً مؤثراً ضده كل هذه الأسباب خصمت الكثير من فرصه في النجاح!!
وتبقي المعركة المرتقبة يوم الأحد القادم.. من الذي يفوز؟! الفارق أكثر من 200 صوت لصالح "مسعد فودة".. "خالد يوسف" أعلن أنه سوف يتحرك صوب مؤازرة "بدرخان".. هل بالفعل هؤلاء الذين منحوا أصواتهم لخالد يوسف كان الاختيار الثاني لهم هو "علي بدرخان".. ثم إن الأهم هو موقف الدولة هل من الممكن أن تسمح بنقيب مثل "علي بدرخان".. النقابات في مصر تمثل القوي غير الرسمية التي يعتمد عليها النظام في حمايته والترويج لبضاعته وأفكاره.. الدولة تريد أن تؤكد علي أنها تسيطر علي الحكومة والشعب وأن قيادات النقابات الذين يمثلون الشعب يؤازرونها في كل قرار تتخذه وكثيراً ما تلعب النقابات دوراً سياسياً في عالمنا العربي وليس فقط في مصر ولهذا فلن تترك الدولة نقابة السينمائيين تفلت من قبضتها القاسية.. "مسعد فودة" سيظل هو الأقرب لكرسي النقيب في ظل كل هذه القوي التي تلعب لصالحه ولأن الدولة لديها أسلحتها المجربة من قبل فهي تتدخل في اللحظات الأخيرة لحسم المعركة.. رغم أن "علي بدرخان" حريص في كل تصريحاته أن يؤكد أن النقابة لن تلعب دوراً سياسياً وأن دورها في المقام الأول خدمي واجتماعي إلا أن المطلوب ألا تقف النقابة علي الحياد أن تدخل في خضم المعركة مؤيدة النظام في هذا العام والعام القادم اللذين يشهدان انتخابات برلمانية ورئاسية مطلوب من النقابة أن تبايع التمديد وأن توافق علي التوريث.. فكيف تفلت نقابة السينمائيين من قبضة الدولة؟!
*********
دعوة للسلام علي الأرض
الكتاب الذي يحمله «دينزل واشنطن» ينقذ العالم!
هاجس من المؤكد راودنا جميعاً ماذا بعد فناء العالم؟! عرف العالم حربين عالميتين وليست هناك ثالثة علي الأبواب ولكننا نري عبثاً نووياً هنا وهناك من الممكن في لحظة أن تجد هذا الكون وقد صار رماداً. فلام عديدة توقفت أمام نهاية العالم وتمنح دائماً أملا في حياة جديدة بعد أن تزول الحروب والموت والفناء ليخلق من الدمار عالم جديد وكأنه تنويعة أخري علي أسطورة طائر "الفينيق" - العنقاء - الذي يحترق ليولد مرة أخري .. فيلم "كتاب إيلي" الذي أخرجه الأخوان التوأم ألين وألبرت هيوز هو قراءة أخري لهذا الاتجاه مع إضافة غير تقليدية إنه الإيمان وكتاب الله الذي يحمل دعوة للسلام وهو ربما يبدو للوهلة الأولي ظاهرة غريبة علي المجتمع الأمريكي إلا أنها في واقع الأمر تشكل إيماناً عميقاً بوجود قوة إلهية تحمي هذا الكون.. ومن هنا جاءت فكرة الكتاب الذي يحمله "دينزل واشنطن" العبقري الأسمر صاحب جائزتي "أوسكار" وحوالي 5 ترشيحات للأوسكار لقد استمع إلي صوت غامض من داخله يطالبه بأن يتجه غرباً حتي يتم توصيل هذا الكتاب هو لا يدري شيئاً سوي أن هذا واجب وقدر لا يمكن الفكاك منه.. يؤدي "دينزل" دور الرجل حامل الرسالة إنه يحتفظ النسخة الوحيدة المتبقية من الكتاب المقدس إنه كفيف ولهذا فإن النسخة مكتوبة بطريقة "برايل" - الحروف المحفورة - ليتمكن من قراءتها.. هو في واقع الأمر لم يتوقف عن قراءتها بل وحفظها!!
« "The Book of Eli » إنه كتاب إيلي ولكننا نكتشف مع اقتراب النهاية أنه كتاب يحوي التوراة والإنجيل الكتاب المقدس.. الاسم الذي عرض به الفيلم تجارياً في مصر هو "العملاق" وهي بالطبع تسمية لا تعني سوي أن الجمهور سوف يذهب لمشاهدة فيلم أكشن ينتصر فيه القوي الأسمر مفتول العضلات الضرير علي كل أعدائه وهي قراءة تظلم تماماً هذا الفيلم.. الأحداث تجري بأرض قاحلة مدمرة وسماء حزينة هكذا نري مع بداية الأحداث البطل ملقي علي الأرض ويمنحه المخرج إحساساً أسطورياً حيث ينطلق سهم يقتل أحد القطط الضخمة المتوحشة قبل أن يهم بالتهامه.. الزرقة تغلف الجو العام الخارجي والوحدة هي التي تسيطر علي هذا المكان الذي نكتشف أنه قد بدأ زمنياً بعد 30 عاماً من نهاية العالم.. حاسة الشم تؤهل البطل لكي يكتشف أن هناك جثة وهو ينقصه حذاء يأخذ منها الحذاء.. وتتيح له أيضاً حاسة الشم ورهافة السمع أن يصطاد قطاً يأكله وعندما شعر بأن أمامه فأراً جوعان يمنحه قطعة من لحم القط المشوي وهكذا وعلي عكس الطبيعة يأكل الفأر لحم القط.. ملامح الشخصية التي تمتلك سيفاً باتراً ولديه حقيبة يضع داخلها الكتاب المقدس هو لا يستخدم أبداً السيف سوي في الدفاع عن نفسه وكأنه الساموراي الياباني.. تقوده حاسة الشم للعراك مع عصابة.. لا يريد شيئاً من أحد ولكنه فقط يسعي للسلام مع الجميع لديه رسالة نكتشفها في نهاية الأحداث وهو أن يطبع الكتاب المقدس قبل أن يندثر.. إن الدين وهو ما يؤكده الفيلم ليس في الكتاب ولكن في تفسيره وهكذا فإننا نستطيع أن نتفهم دوافع تلك الشخصية التي لديها هذا الهم.. أراد له المخرجان التوأم أن يضعا الجمهور في حالة من التساؤل الغامض وهكذا نري ندبة في ظهره لتخبرنا أن الدمار الذي شهده العالم قبل 30 عاماً ناله أيضاً قدر من العنف.. الشخصية التي تقف علي الجانب الآخر درامياً لتشعل الصراع هو "جراي أولدمان" إنه يتحكم في عصابة تأتمر بأمره فهو يعرف مصدر الماء ولهذا يقود الجميع لأنه يتحكم في الحياة نفسها.. هو أيضاً يبحث عن هذا الكتاب المقدس لكي يحكم العالم علي طريقته فهو يعلم أن هذا الكتاب به مفاتيح سحرية لمخاطبة البشر ومن الممكن السيطرة عليهم بكتاب الله.. إنها وجهة نظر أخري في الدين كيف أن التفسيرات الخاطئة للأديان - كل الأديان - أدت إلي اندلاع الحرب حتي بين أصحاب الدين الواحد والطوائف المتعددة الكاثوليك والبروتستانت أو السنة والشيعة.. لمحة القسوة وخفة الظل تعلن عن نفسها في أداء "أولدمان" في علاقته مع أفراد العصابة أو مع "إيلي" دينزل واشنطن حامل الكتاب.. يرسل له ابنته بالتبني وتؤدي دورها "ميلا كوبنس" التي تعيش معه في قلعته لأنها أحد الهدايا التي يرسها للرجل وتقدم نفسها إليه لكنه يرفض أن يمسها ليعطي للشخصية ملمحاً يبتعد فيه بقدر عن البشرية طوال أحداث الفيلم ونحن نراه عزوفاً عن النساء يبدو في زاوية ما أنه غير قابل للموت وفي زاوية أخري أنه بشر عادي والدليل أنه لا يتحمل العطش ولا الجوع ثم يموت في نهاية الأمر.. القوة المفرطة التي يستند إليها تبدو في جانب منها طاقة روحية لأن لديه رسالة يريد توصيلها للمطبعة الوحيدة التي تم إنشاؤها وتقع في الاتجاه الغربي بالقرب من المحيط وهكذا جاءت له ا لرسالة بمصدرها الأسطوري بالاتجاه غرباً ونكتشف أن أول ما فكروا فيه هو أن يحتفظوا بالأدب وهكذا يخبره المسئول أنه طبع كل مسرحيات "وليم شكسبير" استعادوها مرة أخري إنه يذكرني بفيلم فرانسوا تريفو "451 فهرنهايت" حيث كان الحفاظ علي الكتب هو الأساس الذي قام عليه الفيلم الفرنسي و451 هي درجة احتراق الورق أصبح الأشخاص في الفيلم الفرنسي هم الورق دائماً الحياة حتي تستقيم لا تستغني عن الكتاب والمقصود به القيمة الروحية فما بالكم لو أننا بصدد الكتب المقدسة ولهذا نجد علي الرف أيضاً كتاب القرآن الكريم للتأكيد أن المقصود هو الحفاظ علي كل الكتب المقدسة.
الجانب الشرير ينتهي بأن يتمرد عليه الجميع حتي من يتصور أنهم صاروا عبيداً له وهكذا جاءت نهاية "أولدمان" بينما تنتهي رسالة "دينزل واشنطون" ويرحل بعد أن حفظ الكتاب المقدس مرة أخري وأعاد طبعه.. التفاصيل السينمائية تستطيع أن تلمحها في هذا الجو الأسطوري الذي أعلن عن نفسه بوضوح في شخصيات الفيلم.. البطلان وأيضاً شخصيتا البطلتين المساعدتين الضريرة التي تعمل لدي "أولدمان" وابنتها وأديتا دوريهما "جينفر بيتس" و"ميلاكونيس".. شخصية الزوجين العجوزين آكلي لحوم البشر اللذين تصادف أن التقيا مع "دينزل واشنطن".. البداية الوحشية التي نري عليها الحياة بعد الدمار الشامل الذي مني به العالم كل الشخصيات تحمل قدراً من هذا التوحش الذي أنبته فناء العالم حيث البقاء للأقوي.. الفيلم قليل الحوار يعتمد في أغلب مشاهده علي أداء الممثلين بالإيماءة أو بالنظرة.. حافظ المخرج علي أن يمنح الأحداث قدراً من التشويق حتي اللحظة الأخيرة لأننا لا ندري أين هي الوجهة التي يذهب إليها البطل ولماذا غرباً إلا مع الختام.. يناصر الفيلم الإيمان الحقيقي الذي يري الوجه الصحيح للدين ثم دعوة للسلام حتي مع الأعداء ولهذا فإن "دينزل واشنطن" يتنازل عن الكتاب الذي يحمله حقناً للدماء وليس خوفاً علي حياته مستنداً إلي آية في الإنجيل "أعطي من يسألك".. إنه فيلم يهمس قائلاً إذا الإيمان ضاع فلا أمان!!
********
قبل الفاصل
ما هو المطلوب من المذيع هل يعلن مباشرة انحيازه في الأسئلة وأسلوب تقديمها أم أن عليه أن يحافظ علي حياده.. رأيي الشخصي أن الأمر يتعلق بالقضية التي يتناولها مقدم البرنامج وليس بشخص المحاور.. أقول ذلك بعد أن شاهدت "مني الشاذلي" في حوارها الرائع مع "د. محمد البرادعي" وهو يعد علي الأقل بالنسبة لي أول مرشح حقيقي لرئاسة الجمهورية.. نعم أول مرشح فلقد سبقه أكثر من ممثل لأداء دور المرشح الرئاسي لاستكمال الشكل الدستوري.. كانت "مني" تبدو وهي توجه أسئلتها بأنها تقف علي الحياد وأحياناً نراها وكأنها تتبني وجهة نظر النظام في الرفض المسبق لمبدأ أن يجرؤ أحد ويرشح نفسه منافساً للرئيس.. والحقيقة أن "مني الشاذلي" أدت الحوار باحتراف ومهنية فهي لم تقف في خندق مؤيدي "د. البرادعي" وأيضاً لم تكن في تساؤلاتها تلقي ضربات عشوائية علي رأس "البرادعي" ولكنها واجهته بالضبط بما يقوله الرافضون قبل المؤيدون.. لولا هذه الاحترافية في التناول ما حقق اللقاء كل هذه الشعبية في البيت المصري وهو في النهاية يحسب لصالح "د. البرادعي" والدليل أن كل الصحف المعارضة والمستقلة حرصت علي تغطيته صحفياً بينما آثرت الصحف الحكومية التجاهل التام علي اعتبار كأن شيئاً لم يكن.. أهم ما في هذه الحلقة أنها طرحت وبقوة في الشارع المصري "د. محمد البرادعي" رئيساً واقعياً وليس افتراضياً كما يزعم خصومه.. انتقل د. البرادعي من شاشة «دريم» ليصبح حديث الشارع المصري.
ليس صحيحاً أن "نجلاء فتحي" سوف تعود للوقوف أمام الكاميرا مرة أخري سواء في التليفزيون أو السينما.. لا يزال اسم "نجلاء" يتردد في العديد من المشروعات الفنية وآخرها مسلسل "ملكة في المنفي" والذي يتناول حياة الملكة "نازلي" واعتذرت عنه وأسند دورها إلي "نادية الجندي".. هذه الأيام تردد اسمها مرة أخري في فيلم بطولة جماعية "حمام الستات" إخراج "كاملة أبو ذكري" وسوف تعتذر بالتأكيد.. "نجلاء" اختارت الاعتزال الهادئ فهي لن تصرح بأنها قد هجرت الفن ولكنها منذ قرابة عشر سنوات وهي حريصة علي أن تلعب فقط هذا الدور "فاطمة الزهراء" زوجة الإعلامي الكبير "حمدي قنديل"!!
للمرة الثالثة يعلن "محمد منير" عن حفل قادم له.. هذه المرة اختار طريق مصر الاسماعليلية ليصبح الموقع الجديد للحفل حتي لا يتحجج الأمن بضيق المكان مثلما حدث في المرتين السابقتين.. الحفل بعنوان "لو بطلنا نحلم نموت".. ولو بطل "محمد منير" الغناء يموت أيضاً ولهذا ندعو بطول البقاء والغناء!!
أعجبتني فكرة تحقيق "الصوت ولا الغنا" ومقصود به بالطبع الغناء وليس الثراء.. التحقيق نشرته الزميلة "أماني الكردي" علي صفحات مجلة "الإذاعة والتليفزيون" واختارت بعض أسماء لم تحقق نجاح جماهيري رغم اكتمال الصوت مثل "طارق فؤاد" ، "علاء عبد الخالق" ، "حنان ماضي" ، "سامح يسري" ، "هدي عمار" ، "مي فاروق" بينما لم يتضمن التحقيق أسماء أخري مثل "محمد ثروت" ، "ريهام عبد الحكيم" ، "غادة رجب".. لا أدري بالضبط هل رفضوا فكرة التحقيق التي تضعهم في قائمة المرفوضين جماهيرياً أم أنها من البداية لم تضعهم في القائمة.. في كل الأحوال يظل السؤال الذي طرحه التحقيق فكرة جديرة بالتأمل وهي أن العلاقة بين الفنانين والجمهور ليست في اكتمال موهبته ولكن بومضة سحرية تحدث بين الفنان وجمهوره أو لا تحدث ومع هؤلاء الفنانين وعدد آخر أيضاً في مختلف المجالات لم تحدث تلك الومضة برغم اكتمال موهبة أغلبهم فصاروا يلعنون كما هي العادة الزمن والظروف والإعلام الذي لم يتح لهم الفرصة التي يستحقونها.. إنه الحضور الذي لا يعرف انصرافاً والذي من الممكن أن يتحول عند هؤلاء إلي انصراف دائم ليس له أبداً حضور!!
في آخر تقرير لاتحاد الإذاعات العربية اتضح أن عدد المحطات التليفزيونية 696، ورغم ذلك لا يزال العالم العربي يعيش في أزمة إعلامية طاحنة!!
"ريم مجدي" علي قناة O.T.V تقدم برنامجها "بالعربي الفصيح" بألق وفصاحة.. أخذت "ريم" لنفسها أسلوباً مغايراً في مخاطبة المشاهدين منحها هذا التفرد في الأداء فهي لا تقلد أحداً ويصعب أن يقلدها أحد!!
إعلان "حسام حسن" الصريح بأنه سوف يشجع فريق الجزائر في المونديال هو الموقف الذي ينبغي أن يتحلي به كل رياضي.. بينما "حسن شحاتة" لا يزال يعتقد أن معركة "أم درمان" لا تزال مستمرة ولهذا فإن فريق الجزائر هو عدونا اللدود.. يا كابتن "شحاته" اهدأ قليلاً.. المباراة انتهت والمعركة أيضاً وعلينا ألا ننسي أننا عرب كنا وسنبقي عرب!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.