ما حدث في نقابة السينمائيين هو تصويت علني وصحيح بل نزيه، انتهي إلي تفوق «مسعد فوده» ب 57 صوتاً علي منافسه «علي بدرخان». الجمعية العمومية هي التي اختارت بمحض إرادتها مرشح النظام.. وما يجري في مصر حتي لو أقيمت انتخابات نزيهة سوف يؤدي إلي أن يتكرر ما حدث في نقابة السينمائيين وينجح مرشح النظام وكأننا نستعيد قول «يوسف بك وهبي» الذي أخذه دون استئذان من وليم شكسبير «وما الدنيا إلا مسرح كبير».. حيث إن مصر باتت نقابة سينمائية كبيرة.. الدولة مسيطرة علي النقابة من خلال زرع أصوات لها لتصبح قوي مؤثرة تلعب دوراً حتي تظل نقابة السينمائيين تحت السيطرة، وهو ما تفعله أيضاً في مصر حيث يتم زرع أصوات بين صفوف المعارضة والمستقلين تلعب لصالح النظام.. الدولة توقن بأنها تعيش أصعب مرحلة، حيث إن السؤال الذي ينتظر الجميع إجابته هوه هل يتقدم الرئيس لولاية سادسة أم يتركها لابنه؟!.. وفي ظل وجود «د.البرادعي» سوف يتقدم الرئيس لولاية سادسة بينما «د. البرادعي» لن يدخل إلا إذا تم تعديل مواد الدستور 76 ، 77 ، 88 فهي انتخابات محسومة النتيجة مسبقاً لو لم يتم تعديل بنود في الدستور.. ما حدث في نقابة السينمائيين هو أن «علي بدرخان» لم يدرك أن قاعدة الجمعية العمومية خاطئة بعد أن صار يحمل الكارنيه العديد وهم غير مؤهلين لذلك، وليس صحيحاً أنهم فقط من التليفزيون فبعضهم أيضاً من العاملين في السينما لأن الفساد في تطبيق اللوائح المنظمة لا يفرق ما بين تليفزيوني وسينمائي، إلا أن الدولة تعلم أن الموظف من الممكن السيطرة عليه ولهذا فتحت الباب أمام عدد من الموظفين في التليفزيون للانضمام لنقابة السينمائيين.. «علي بدرخان» بدأ الآن يدرك خطأ مشاركته في الانتخابات مثلما قال «البرادعي» كيف أسير والعربة تحتاج إلي إصلاح والطريق غير معبد، ولهذا يطالب أولاً بالإصلاح قبل أن يبدأ المشوار؟! لا يمكن أن تسمح الدولة لعلي بدرخان بأن يصبح نقيباً للسينمائيين بحجة أنها لا تريدها نقابة سياسية رغم أن «أشرف زكي» نقيب الممثلين و «منير الوسيمي» نقيب الموسيقيين يلعب كل منهما دوراً سياسياً لتأييد كل مواقف الدولة وهذا هو المنتظر من النقابة، أن تؤيد الرئيس في ولايته السادسة أو تعلن مبايعتها لجمال في حالة ترشحه.. لو اعتلي «علي بدرخان» هذا المقعد كان من المستحيل أن يلعب هذا الدور كنقيب.. لن يتخذ موقفاً مناوئاً للدولة، كان سيعتبر النقابة مقاطعة محايدة بينما الدولة ترفع شعار من ليس معنا فهو علينا.. «علي بدرخان» أطاحوا به ديمقراطياً وبتصويت نزيه في ظل قواعد ظالمة، ولهذا فإن «البرادعي» يصر علي تغيير قواعد اللعبة الديمقراطية قبل أن ينزل الملعب!!