ربما لا ينتهي الصراع بين تيار الاستقلال والتيار الذي يطلق عليه تيار الحكومة رغم فوز المستشار أحمد الزند علي منافسة المستشار هشام جنينة بفارق 384 صوتا في انتخابات غير مسبوقة في تاريخ النادي من حيث الاقبال وحرص الحكومة علي محاربة جبهة تيار الاستقلال. في السياق تنشر «صوت الأمة» مضمون رسالة بعث بها زكريا عبدالعزيز أثناء توليه رئاسة النادي إلي المستشار مقبل شاكر رئيس مجلس القضاء الأعلي حملت اسم «الرسالة الثالثة: الحرص علي كرامة المنصب». قال فيها إنه لم يرد علي اتهامات المستشار مقبل شاكر ضد نادي القضاة ومنها قوله - عبر الفضائيات وبعض الصحف - بأن ما يجري في النادي هو نوع من التهريج وأن النادي كان يمثل القضاة حقاً في عهده «أي مقبل شاكر» فضلا عن اتهامه للقضاة بأنهم أصحاب فكر تآمري ويشتغلون بالسياسة ويقلبون الأمور وينحازون لأعداء النظام. كما تطرقت الرسالة إلي تشكيك رئيس مجلس القضاء الأعلي في حقيقة الاعتداء علي القضاة وحصار اللجان أثناء الانتخابات وحدوث تغيير في بعض البيانات اضافة إلي زعم شاكر أن نادي القضاة يفتعل صداماً مع وزارة العدل وزعمه أنه من أصحاب الفضل في مصيف «مراقيا» ثم جاء رغم موافقته علي بيعه ما يعكس تناقضاته حسب الرسالة وزعمه أن له دوراً في اعداد مشروع تعديل قانون السلطة القضائية واستنكاره لاصرار القضاة علي اصداره. وأرجع سبب عدم رده علي مقبل شاكر إلي ما يكنه له من تقدير واحترام حيث قال زكريا عبدالعزيز نصاً «وقد منعني من التعليق علي شيء من ذلك حرصي علي كرامة منصبكم الذي نحمل له من التقدير ما يقارب القداسة، وأن الاختلاف بين البشر من سنن الله، فمن حقكم أن تروا أن مجلس الإدارة الحالي - برئاسة زكريا عبدالعزيز - لم يبذل جهداً ولم يأت بخير ومن حقنا ألا نري خيراً فيما رددتموه في مجلة نادي السيارات - الذي ترأسونه - إن كفاحكم أدي إلي الغاء قرار وزارة المالية بمصادرة الخمور كما ادي إلي اعفائها من الجمارك، وبالتالي بيعها لأعضاء نادي السيارات بسعر التكلفة، فأنا علي العكس أري أنه أولي بوزارة المالية أن توفر أموالاً لطبع الكتب لأعضاء نادي القضاة ولمعالجة مرضاهم، قبل أن توفر المشروبات الروحية لأعضاء نادي السيارات استجابة لسعي شيخ القضاة». وحملت الرسالة في طياتها ما يردده شاكر عن آلام وأوجاع نادي القضاة وقوله إن النادي ليس في حاجة لمال من الدولة ولا من أعضائه لأنه في غني عن زيادة الاشتراكات وبحسب الرسالة فإن رد زكريا عبدالعزيز علي رئيس مجلس القضاء الأعلي جاء بفرض من الزملاء علي هذه المزاعم حتي لا يفسر صمته بأن ذلك تسليم بصحة هذه الوقائع بعد أن راجت بين الزملاء من القضاة والمستشارين. جدير بالذكر أن نادي السيارات الذي يرأسه المستشار مقبل شاكر يضم الطبقات الارستقراطية منذ افتتاحه في 1905 وكان يرأسه الأمير عزيز حسن حفيد الخديو إسماعيل واعيد افتتاحه عام 1924 تحت اسم نادي السيارات الملكي وكان المكان المفضل للملك فاروق وقصره ومقره الحالي في شارع قصر النيل بوسط القاهرة. وفي عهد مقبل شاكر تم تنظيم المرحلة الأولي من بطولة الشرق الأوسط للكارتنج «سباق العربات الصغيرة» وتم ادراج أسماء لاعبين إسرائيليين يشاركون في البطولة تحت اسم فلسطين مما دفع النائب هشام حنفي إلي تقديم استجواب لمجلس الشعب حول مشاركة ستة إسرائيليين في رالي الفراعنة الذي تم تنظيمه.. وحرصاً علي سمعة القضاة خاطب زكريا عبدالعزيز المستشار مقبل شاكر بصفته رئيس اتحاد الرياضات الموتورية الأرضية لنفي ما ورد من الأخبار المنشورة في هذا الصدد آنذاك والرد علي الاستجواب أو إعلان استقالة شاكر من رئاسة الاتحاد حرصاً علي قيم القضاء وتقاليده وهو ما لم يتجاوب معه شاكر كلياً. وكان زكريا عبدالعزيز قد أشاد بالنائب العام لتوزيعه فائض الميزانية علي وكلاء النيابة وتمني أن يحذو رئيس القضاء الأعلي حذوه.