أكد وزير الخارجية نبيل فهمى أن مصر لم تكن غائبة عن عملية السلام بالرغم من إنشغالها بأوضاعها الداخلية خلال العام الماضى. وقال فهمى في المؤتمر الصحفى المشترك مع وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى ناصر جودة اليوم الأحد ,إن عملية السلام لم تكن موجوده قبل عام , ولكن مصر دائما تتابع مراحل استئنافها ولم تكن غائبة عنها في يوم من الأيام. واشار إلى أن زيارته اليوم إلى الاردن , وغدا إلى الضفة الغربية ( رام الله ) تأتى للتأكيد على الدور المصرى المحورى تجاه عملية السلام , ونيل الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه المشروعه , وإقامة دولته المستقله وعاصمتها القدسالشرقية والتى تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وقدم وزير الخارجية نبيل فهمي في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأردني ناصر جوده الشكر للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على موقف بلاده الواضح والصريح مما يجرى في مصر ودعم صوت الشعب المصري وخريطة الطريق التي حددت سعيا لإقامة نظام مصري يستجيب لتطلعات وتمنيات كافة المصريين ممن يعملون في إطار الشرعية والقانون والدستور الذي سيتم استكماله في الأسابيع القادمة". وقال فهمي إن زيارته للأردن هي الأولى له في المنطقة ولم يكن ذلك صدفة بل قرارا مبنيا على موقف ثابت ينطلق من العلاقات القديمة بين البلدين الشقيقين وأيضا رسالة لما نثق بأن نشهده من تطور للعلاقات في المرحلة القادمة وعلى الصعيدين الاقليمي والدولي ولما نراه من مصالح مشتركة بين مصر والأردن". وأضاف " نحن مهتمون تماما ببلورة العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين ومعالجة أي مشاكل موجودة وبناء أرضية قوية لانطلاقة بين المجتمعين في المرحلة القادمة حتى نبني على الرصيد القائم بإنجازات حقيقية في مختلف المجالات سواء في الطرق أو الكهرباء أو الطاقة أو الزراعة وغيرها ", معربا عن أمله في رؤية المزيد من الاجتماعات بين المسئولين في البلدين على مستويات أعلى في المرحلة القادمة. وأكد فهمي أن منطقة الشرق الأوسط تمر بتحديات جسام والعالم العربي يشهد مشاكل وتحديات كثيرة بعضها ترجع لنا والآخر يرتبط بمواقف وأطرف غير عربية , مشيرا إلى أن مصر والأردن لايمكنهما ترك هذه القضايا دون التعامل معها ومن ضمنها الوضع فيما يتعلق بالمسار الفلسطيني الإسرائيلي لإنجاز حلول سلمية من خلال التفاوض. وقال إن الوضع في سوريا يزداد ألما وأسفا كل يوما ونشهد تطورات لا يمكن أن تكون في صالح أي من الأطراف ", مؤكدا أهمية هذه القضية وتداعياتها والتي لن تكون فقط على الساحة السورية وإنما على كثير من الدول المجاورة وغير المجاورة جغرافيا لسوريا. وأكد فهمي أهمية رؤية المواطن العربي لمستقبله وهو موضوع بالغ الأهمية يقتضي التعامل معه والتباحث حوله , معتبرا أن عروبة المواطن العربي تحتاج إلى التذكرة والإبراز مرة أخرى , وقال "إنه لايكفي أن نستند على الخلفية التاريخية والثقافية لذلك وإنما يجب أن نؤكد بأساليب مختلفة وفعالة أن الهوية العربية هي السند الأساسي للمواطن العربي ومصلحته الرئيسية في المستقبل", مؤكدا ثقته في أنه سيكون هناك حديث طويل بشأن هذا المجال بين البلدين. ووصف وزير الخارجية نبيل فهمي الأوضاع في لبنان بأنها مؤسفة ومقلقة, مؤكدا في الوقت نفسه تطابق وجهات النظر بين مصر والأردن بشأن عملية السلام . وقدم فهمي الشكر لوزير الخارجية الأردني والحكومة الأردنية , مشيرا إلى أنه سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حاملا رسالة من الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور لجلالته, منوها بأن الرئيس منصور سعد بزيارة العاهل الأردني كأول زعيم يزور مصر بعد 30 يونيو. وردا على أسئلة الصحفيين بشأن احتمالات توجيه ضربة عسكرية لسوريا وكيف لمصر والأردن أن تمنعا حدوث ذلك , قال وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جوده /ان هناك هناك قناعة لدى مصر والأردن بضرورة الحل السياسي للأزمة السورية .. ونحن متفقون جميعا عاى أن الجهود المبذولة لعقد الاجتماع الدولي "مؤتمر جنيف 2 " هو بشكل أساسي لتطبيق المباديء التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر"جنيف 1". وأضاف جوده" إن البيان الصادر عن مؤتمر "جنيف 1" كان واضحا .. وكانت هناك خلافات على تفسير هذه البنود ولكن شاهدنا بعد عام من عقد الاجتماع وخاصة بعد قيام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بزيارة إلى موسكو ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين , ووزير الخارجية سيرجي لافروف أن هناك تفاهما روسيا ? أمريكيا بأن يتم التفاوض بين وفد يمثل النظام السوري ووفد يمثل المعارضة السورية على تشكيل حكومة انتقالية متفق عليها وتسليم كامل للسلطة ". وأكد أن موقف الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني كان واضحا بضرورة الحل السياسي في سوريا منذ اندلاع الأزمة بما يضمن الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها على أراضيها ويمنع أي محاولة لأي تدخل عسكري والحافظ على كرامة الشعب السوري, مشيرا إلى أن الأردن يتحمل العبء الأكبر للتداعيات الإنسانية للأزمة السورية بوجود أكثر من 550 ألف لاجئ سوري على الأراضي الأردنية. وتابع : لكن لا أحد يستطيع تجاهل التطورات الأخيرة في الأيام القليلة الماضية وسقوط أكثر من ألف ضحية نتيجة استخدام الغازات الكيماوية والسلاح الكيمياوي ",مشيرا إلى أن هناك فريقا للتحقيق تابع للأمم المتحدة موجود في سوريا وكان هناك قرار بتوسيع مهام هذا الفريق" ونأمل الوصول إلى نتيجة في القريب العاجل ولكن إيماننا المطلق بالحل السياسي لايزال قائما". وأكد جوده أن الدور المصري بشأن عملية السلام لم يغب أبدا رغم انشغالات مصر بأوضاعها الداخلية , مشددا على أن التشاور بين مصر والأردن مستمر ودور مصر قيادي ورئيسي في هذا الصدد. و فى هذا الصدد أكد وزير الخارجية نبيل فهمي أن مصر كانت مشغولة ولكنها لم تكن غائبة قلبا وقالبا عمايحدث في الساحة الفلسطينية والجهد لحل سلمي فلسطيني ؟ إسرائيلي", مشيرا إلى أنه لم تكن في العام الماضي أصلا عملية سلام فلسطينية ؟إسرائيلية جارية ذات جدوى أو فعالية . وأضاف فهمي " إن زيارتي اليوم للأردن أولا وهو قرار سياسي ذا معنى بالنسبة لنا , ثم غدا إلى رام الله للتأكيد بأن مصر لا يمكن أن تغفل القضية الفلسطينية وهي جزء من الوجدان المصري وسيكون لنا دور في تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته بجوار إسرائيل على حدود 1967 بما في ذلك القدسالشرقية ", مؤكدا أن هذا الموضوع لم يكن غائبا عنا وستجدون الجانب المصري مشاركا فيه بكثافة في المرحلة القادمة وبايجابية. وأكد فهمي أن خريطة الطريق في مصر تضمن المشاركة السياسية لمختلف أطياف المجتمع المصري دون استثناء طالما تم نبذ العنف ودون أن يكون هناك جرائم محددة ضد طرف أو طرف آخر , مشددا على أنها مسألة مفتوحة للجميع لكن في إطار الدولة المصرية ومنظومتها ووفقا للدستور الذي تم الانتهاء من اللجنة القانونية بشأنه وجاري تشكيل لجنة "الخمسين". وأشار إلى أن هناك أيضا لجنة المصالحة التي تم تشكيلها وعضويتها مفتوحة فضلا عن ثلاثة أمور مهمة جدا تؤكد على تصميمنا على توفير الأمن والأمان للمواطن المصري وفرض القانون والتصميم على مواصلة الحوار السياسي مع مختلف الأطراف. ولفت إلى إعلان الحكومة المصرية عن تشكيل لجنة توثيق لأحداث ما بعد 30 يونيو ثم إعلان الرئيس عدلي منصور منذ يومين تأكيد السلطة المصرية بالفعل على خريطة الطريق وأيضا إعلان الحكومة عن برنامج مايسمى" بحماية الديمقراطية" وهو برنامج يشمل كل ما يطلبه أي مواطن فيما يتعلق بحقوق الفرد والمشاركة السياسية وخلاف ذلك ..وهو تفسير أمين لخريطة الطريق . وأوضح أن البرنامج يعلن عن عزم الحكومة المصرية إنهاء حالة الطواريء عندما يتوفر الأمن في الساحة المصرية , مشيرا إلى أن العمل السياسي معقد ولكنه قائم والنية صادقة. وردا على سؤال حول متى يتم عودة ضخ الغاز المصري للأردن مرة أخرى , قال فهمي " إن مشكلة عدم الضخ للغاز تعود لعدم توافر الأمن الكافي في سيناء حتى يتم تسليم أنبوب الغاز إلى شركات الطاقة المعنية", مؤكدا أن الاتفاق بين مصر والأردن قائم ولم يتغير وهذا هو التزامنا تجاه المملكة. وبدوره , قال جوده إن ملف الغاز كان على طاولة المفاوضات مع الوزير نبيل فهمي .. ونسعى لعقد اجتماع للجنة العليا المشتركة بين البلدين قبل نهاية العام الجاري". وحول ما اذا كانت هناك نية لتدخل عسكري في سوريا في ضوء الاجتماع العسكري الذي سيستضيفه الأردن خلال الأيام القليلة المقبلة, قال جوده "لطالمنا حذرنا من موضوع استخدام الأسلحة غير التقليدية وخاصة غير الكيماوية .. ونحن دولة مجاورة لسوريا وموقفنا فيما يتعلق باستخدام الاسلحة الكيماوية واضح وتم التعبير عنه أكثر من مرة خلال العامين الماضيين". وحذرجوده من أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا أمر خطير خاصة أنه يؤثر على أمن الأردن , مشيرا إلى أنه تم وضع سيناريوهات لكيفية التعامل مع هذا الموضوع الهام واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة . وأشار إلى أن الاجتماع العسكري الذي سيعقد في الأردن هو "اجتماع مبرمج" منذ أشهر وهو جزء من سلسلة الاجتماعات التي تمت بين رؤساء هيئة الأركان في الدول المعنية بهذا الاجتماع وقد تم في أكثرمن دولة ويأتي في الأردن كجزء من هذ ه السلسلة من الاجتماعات ". غير أنه أكد أن اجتماع قادة عسكريين حتى ولو كان مبرمجا منذ أكثر من شهر لابد أن يتعامل مع تطورات الموقف على الأرض ويتعامل مع سيناريوهات ما شهدناه من تطور خطير في الآونة الأخيرة, مشيرا إلى أنه لا يوجد اجتماع أو برنامج لما جرى مؤخرا ولكنه اجتماع مبرمج من أسابيع وأشهر وجزء من سلسلة اجتماعات في السابق, لافتا إلى ضرورة أن يكون هناك حل شامل بين العسكريين الموجودين في الاجتماع عن كل السيناريوهات المطروحة في المنطقة وتأثيرها على أمن واستقرار الدول المعنية. وردا على سؤال عما اذا كانت أمريكا تسعى من خلال الاجتماع لقادة عسكريين في الأردن الحصول على دعم دولي لتوجيه عمل عسكري في سوريا , قال جوده " إن الخيارات الأمريكية وغيرها من الدول لاتتم في اجتماع مبرمج منذ أشهر لبحث سيناريوهات أمن واستقرار المنطقة والدول المعنية بذلك", مشيرا إلى أن الاجتماع مبرمج منذ أشهر ولايمكن أن يتجاهل التطورات الأخيرة لكن أجندته معروفة.