· شهدت صالات العرض 39 فيلماً خلال العام.. وهو رقم يوحي بحالة من الاستقرار في الإنتاج ستمر احتكار عرض الأفلام علي الشركتين الكبيرتين «الثلاثي العربية» وتحكمهما في عدد صالات العرض وعدد النسخ المعروضة.. وقد أشاع أصحاب صالات العرض والمنتجين أن سبب انخفاض الإيرادات يرجع لتراجع عدد ليالي العرض في الموسم الصيفي. لا جديد في سينما 2009، عقم إبداعي واضح، انصراف جماهيري ظهر في انخفاض الإيرادات، مستوي الأفلام لم يتقدم خطوة واحدة للأمام، بل علي العكس تراجع فنياً وفكرياً وتجارياً أيضا.. دعونا نقلب أوراق سينما العام المنصرف. شهدت صالات العرض 39 فيلماً خلال العام، وهو رقم يوحي بحالة من الاستقرار في الإنتاج، صحيح أن العام الماضي شهد قفزة كاذبة جعلت الإنتاج يصل إلي 47 فيلماً، لكن الصحيح أيضا أن الأعوام الثلاثة السابقة، حققت نفس المعدل الذي يدور حول 40 فيلماً.. والشيء الإيجابي الوحيد الذي ظهر علي مستوي صناعة السينما في مصر كان في زيادة عدد صالات العرض «10 صالات جديدة» وليس معني ذلك أن عدد ليالي عرض الأفلام المصرية قد زادت، ولكن ما حدث أن الزيادة كانت في عدد الأفلام الأمريكية التي وصل عددها إلي ما يقرب من 145 فيلماً.. ولأول مرة يتم ضرب عرض الحائط بقرار وزير الثقافة بعدم عرض أي أفلام أجنبية في مواسم عيد الفطر وعيد الأضحي والموسم الصيفي، بحجة أن صالات العرض لاتجد أفلاماً مصرية! من ناحية أخري استمر احتكار عرض الأفلام علي الشركتين الكبيرتين «الثلاثي العربية» وتحكمهما في عدد صالات العرض وعدد النسخ المعروضة.. وقد أشاع أصحاب صالات العرض والمنتجين أن سبب انخفاض الإيرادات يرجع لتراجع عدد ليالي العرض في الموسم الصيفي، نتيجة قدوم شهر رمضان في نهاية الموسم، وامتحانات الطلبة في بدايته، ثم خوف المشاهدين من أنفلونزا الخنازير وإقامة مباريات لكرة القدم مهمة جذبت الجمهور.. ولكن أظن أن هذه حجج واهية وتأثيرها محدود للغاية، وأبسط دليل أن هناك أفلاماً حققت أكثر من مليون جنيه في يوم عرض واحد، أما الحقيقة فهي أن الأفلام كانت ضعيفة المستوي فنياً وجماهيرياً، أو حسب تعبير الجمهور «أفلام وحشة» أو غير ممتعة، أي استهلاكية ومسلوقة. وهناك من يري أن هذا العام شهد عدداً لا بأس به من الأفلام المتميزة والدليل أن السينما المصرية كان لها تواجد في بعض المهرجانات العالمية وكل المهرجانات العربية، والرد علي ذلك هو: ما هي محصلة الأفلام المصرية من جوائز المهرجانات!.. ولابد أن نعترف أن حال السينما المصرية لايسر في السنوات الأخيرة، وأن أفضل ما تقدمه يأتي متوسط القيمة فنيا وفكرياً، وأن تواجدها بالمهرجانات يأتي بحكم السمعة القديمة والريادة السابقة.. وقبل ذلك يجب أن نعرف ونعترف أن الشركات القائمة بالانتاج الآن لايعنيها تقديم مشروعات إبداعية، وإنما تبحث عن الأفلام التجارية وشعبية النجم، وأن المحطات الفضائية لعبت دوراً أساسياً في فرض نوعية من الأفلام الاستهلاكية، بالإضافة إلي دور الرقابة «التاريخي» في التربص بأي سيناريوهات تحمل فكراً أو انتقاداً، وعدم اجازتها إلا بعد تحقيق ما يشترطه الرقيب. لايمكن أن نغفل كل هذا، ونحن نقرأ سينما العام المنصرف، فالسينما في مصر تسير بقوة الدفع الذاتي نتيجة وجود صناعة وسوق توزيع داخلي وخارجي، ولأن المشاهد المصري والعربي اعتاد عليها، ولأن الميديا تروج لها والدعاية الإعلانية تساندها بسبب شهرة النجوم.. ولكن مكانتها ورصيدها الذي يتناقص من عام إلي آخر يدعونا لوقفة ومراجعة ما نحن فيه. ولأننا اعتدنا في نهاية كل عام أن نرصد ما هو أفضل من بين ما عرض علي الشاشة، ونسجل حالات الاجتهاد رغم الضعف العام للحالة الفنية والإبداعية والفكرية للأفلام، فإن محصلة عام 2009 من الأفلام والعناصر الفنية يمكن من وجهة نظرنا اعتبار أفضلها ما يلي: أفضل فيلم: «واحد صفر» إخراج كاملة أبوذكري. أفضل إخراج: يسري نصرالله «احكي ياشهرزاد». أفضل سيناريو: مريم نعوم «واحد صفر». أحسن ممثل: «خالد الصاوي «الفرح». أحسن ممثلة: مني زكي «احكي ياشهرزاد». أحسن ممثل دور ثان: عمرو واكد «إبراهيم الأبيض». أحسن ممثلة دور ثان: انتصار «واحد صفر». أحسن ديكور: أنسي أبوسيف «إبراهيم الأبيض». أحسن تصوير: سامح سليم «إبراهيم الأبيض» نانسي عبدالفتاح «واحد صفر». أحسن مونتاج: مني ربيع «واحد صفر». التميز في الأداء: محمود عبدالعزيز «إبراهيم الأبيض». التميز في الأداء: إلهام شاهين «واحد صفر». أسوأ فيلم: «مجنون أميرة» إخراج إيناس الدغيدي. وبعد.. من المهم الاشارة إلي ظاهرة العنف التي ظهرت في أفلام عديدة مثل: إبراهيم الأبيض أيام صعبة السفاح دكان شحاتة، وأن الأفلام الكوميدية تراجعت بشدة ولم تعد لها «السيادة» القديمة.. وأن أفلام مثل: «واحد صفر» و«أحكي ياشهزاد» و«بالألوان الطبيعية» إخراج أسامة فوزي و«الفرح» لسامح عبدالعزيز ثم «ولاد العم» الذي مال للشكل البوليسي وأخرجه شريف عرفة، هذه الأفلام قدمت أفكاراً وعالجت قضايا هي الأقرب لمجتمعنا لذلك كانت أكثر صدقاً، وحققت أشياء من المتعة الفنية.. وكل عام وأنتم بخير.