مالا لا يعرفه هذا الجيل أنه منذ الاربعينيات والألوان في السينما هي ميزة من مميزات السينما الأمريكية التي كانت تتباهي بها بين الأمم, فقد كان يكفي أن يكتب علي الفيلم أنه سكوب بالألوان الطبيعية حتي نشاهد صفوفا أمام شباك التذاكر. وقد كانت شركة أو علامة تكنيكلورTechnicolor هي العلامة السائدة علي كل الأفلام الضخمة الإنتاج ولعل من أشهرها فيلم( ذهب مع الريح) من بطولة فيفيان لي وكلارك جيبل والذي كان يعد فيلم القرن من حيث ضخامة الانتاج كانت تكنولوجيا تكنيكلور تعتمد علي تصوير الفيلم بثلاثة أفلام سينمائية خام يغلب علي كل فيلم منها لون سائد من الأصفر والأزرق والأحمر وبعد ذلك يتم مزج الثلاثة أفلام في المعمل لتعطي لنا نسخة ملونة من الفيلم السينمائي. وكانت تلك العملية لتلوين الأفلام متتبعة في السينما حتي بداية الستينيات عندما قدمت كوداك فيلما واحدا يوضع في الكاميرا يقدم لنا النسخة الملونة من بعد تأثره بالضوء وهو ماكان يعد عملا ثوريا بالنسبة للسينما حيث كانت الكاميرا السينمائية التي تضم الافلام الثلاثة الخام من تكنيكلور كبيرة الحجم ثقيلة الوزن, ومن ذلك الوقت تراجعت تكنيكلور بل واختفت من السينما. تعود اليوم تكنيكلور للظهور بقوة مع السينما ثلاثية الأبعاد حيث قدمت تكنولوجيا جديدة ستحل أزمة السينما ثلاثية الأبعاد. فمع2010 أزداد الطلب علي إنتاج الأفلام ثلاثية الأبعاد في كل هوليود وبالتحديد للأفلام العالية الميزانية, لكن المشكلة أن صالات العرض في الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تتحول فيها سوي7000 صالة للعروض الرقمية فقط منها3000 صالة عرض يمكنها عرض أفلام ثلاثية الأبعاد. يرجع ذلك إلي ارتفاع أسعار تحويل آلات العرض السينمائي إلي ألات عرض رقيمة ثلاثية الأبعاد. لكن مع التقدم التكنولوجي الجديد الذي قدمته تكنيكلور فان الأمر سيصبح أكثر شعبية وأرخص سعرا. فقد ابتكرت نظاما عدسيا يمكن تثبيته علي آلات العرض السينمائي العادية المعروفة(35 ملم) تمكنها من العرض عرضا ثلاثي الأبعاد. هذا النظام الجديد من تكنيكلور والمتمثل في عدسات جديدة تثبت علي أجهزة العرض التقليدية يستلزم بعض التطويرات علي الفيلم المصور تصويرا عاديا في مرحلة ما بعد التصوير حتي يمكن عرضه عرضا ثلاثي الأبعاد أي أن الفيلم أصلا ليس في حاجة للتصوير باستخدام كاميرا ثلاثية الأبعاد. ومع التجارب التي أجريت مع العديد من أفراد جمهور صالات العرض الذين تم اختيارهم من قبل الشركة وتم عرض أفلام باستخدام تلك النوعية من تكنولوجيا العرض عليهم فان النتيجة كانت مرضية ولا تختلف في شيء عن الأفلام التي تصور بكاميرات ثلاثية الأبعاد وتعرض عبر آلات عرض رقمية ثلاثية الأبعاد. هذه التكنولوجيا ستكون فاتحة خير علي صناعة السينما الأمريكية حيث ستخفض من تكلفة الأفلام ثلاثية الأبعاد في حين أن أسعار تذاكر تلك النوعية من الأفلام هي في الأصل مرتفعة عن مثيلتها من تذاكر مشاهدة الأفلام ثنائية الأبعاد, كما أن تلك التكنولوجيا ستتيح فرصة لكل صالات العرض التقليدية بتقديم عروض أفلام ثلاثية الأبعاد دون الحاجة لتجهيزات غالية الثمن وهو مايبشر باتساع سوق المنتجات الهوليودية الجديدة في أماكن لم يكن من المتصور أصلا أنها من الممكن أن تستطيع عرض تلك النوعية من الأفلام. فبشري لكل مجاهل إفريقيا وقراها النائية فان عروض اللونبارك والقبة السماوية بجميع أشكال الخيال العلمي والعاب الفيديو ومراكب الفضاء من نوعية حرب النجوم آتية اليهم قريبا حتي عندهم بفضل تكنيكلور وتعيش هوليود وتسقط السينما الحقيقية. [email protected]