لا يمكن أن يعمل المحرك بكفاءة إذا لم يكن الردياتير أو المشع كما يسميه البعض علي نفس مستوي الكفاءة. ليس هذا فحسب، بل إن كفاءة الردياتير باعتباره أحد أهم مكونات دورة التبريد يمكن أن تحدد طول عمر المحرك في حالات كثيرة. فعمر المحرك يعتمد علي كفاءة دورة التبريد في التخلص من حرارة المحرك للوقود بسرعة ومعدل مناسب لتشغيل المحرك في درجة حرارة مناسبة تتراوح بين 70: 90 درجة مئوية، حيث إن تشغيل المحرك في درجة حرارة مرتفعة تسبب غليان الماء وفقده وتوقف سريانه.. وتشغيله في درجة منخفضة يسبب عدم كفاءته وفقد قوته، حيث إنه لا يتم حرق الوقود كلية وتسرب بعضه علي جدار الأسطوانة خلال حلقات الكباس كاسحاً الزيت أمامه إلي حوض الزيت فيعمل علي تغيير لزوجته وتلفه. لذلك فإن ضمان الحالة الجيدة للردياتير علي وجه التحديد ودورة الوقود بشكل عام أمر ضروري للغاية سواء من أجل إطالة عمر المحرك أو ضمن القيادة دون مشكلات. الردياتير: عبارة عن خزنة نحاسية علوية وأخري سفلية تتصل كل منها بالأخري عن طريق مواسير رأسية. ويوجد بالخزنة العلوية فتحة لتزويد المشع بالماء، مغطاة بغطاء معدني ذي صمامين محملين بسوستتين ويعمل علي زيادة الضغط داخل المشع زيادة طفيفة عن الضغط الجوي ليرفع درجة حرارة غليان الماء.. يعمل أحد هذين الصمامين علي المحافظة بصفة دائمة علي ضغط معين داخل المشع وتصريف الضغط الزائد، أما الصمام الآخر يدفع بشدة عند ارتفاع الضغط ليسمح لهروبه. ومن أجل الحفاظ علي حالة الردياتير الجيدة يجب تنظيفه كل عشرين ألف كيلو متر أو ستة أشهر، ويمكن إجراء ذلك بوضع فوهة خرطوم متصل بمصدر ماء في فتحة تزويد الماء في الردياتير، مع ترك صنبور الماء بخزنة الردياتير السفلية مفتوحاً، ومعايرة مرور تيار الماء في الدورة بحيث لا ينسكب من الفتحة، وتشغيل المحرك لكي يمكن للطلمبة دفع الماء في دورة التبريد.. يستمر في ذلك لمدة خمس دقائق حتي ملاحظة خروج ماء نظيف من الصنبور. يمكن تنظيف مواسير الردياتير باستعمال تيار ماء وهواء تحت ضغط في اتجاه معاكس لاتجاه دورة التبريد. كما يجب تنظيف الفراغات التي بين مواسير النحاس من أوراق الأشجار والحشرات، ويمكن إجراء ذلك باستخدام خرطوم ودفع تيار هواء خلال المواسير من الداخل (جهة المحرك) للخارج فيكسح أمامه أي معوقات تسد هذه الفراغات.. وراعي عدم استخدام أي أدوات معدنية لهذا الغرض، حيث إن ذلك قد يؤثر علي المواسير النحاس الرقيقة فيتلفها. كما يجب استعمال سائل التبريد الخاص الذي يتم الحصول عليه من محطات الخدمة وليس الماء العادي لأنه يتميز بعدة خصائص منها قابليته الأعلي للتبادل الحراري مع المعادن مما يسهل نقل الحرارة، كما أن نقطة غليانه مرتفعة عن الماء العادي، لون أخضر أو أزرق يوضح نقط التسرب بدون مجهود، لا يسبب الصدأ لأجزاء المحرك المعرضة له، له درجة لزوجة أعلي قليلاً من المياه وهذا يساعد في تشحيم طلمبة الماء، يتم تغيير سائل التبريد كل 20 ألف كلم مع عمل دورة مزيل صدأ باستخدام سائل خاص يتم أيضاً الحصول عليه من محطات الخدمة قبل تغيير سائل التبريد مع ملاحظة أن دليل المستخدم في السيارة يمكن أن يوصي يتغيير سائل التبريد علي مسافة أقل من 20 ألف كلم أو أكثر منها وفي هذه الحالة يجب الالتزام بما يقوله الدليل بالطبع. لا يجب إهمال أي تسرب للمياه بدورة التبريد مهما كان ضئيلاً وابحث عن سببه، والتسرب له ثلاثة احتمالات: الأول أن الخراطيم فيها قطع ويعالج بتغيير الخرطوم، والثاني: أن طلمبة المياه العزل الخاص بها أو ما يسمي الحشوة تلفت وفي هذه الحالة تنقط أثناء التشغيل ويجب إصلاح الطلمبة أو تغييرها، والعيب الثالث: هو ضعف غطاء الردياتير بالنسبة للسيارات المزودة بغطاء ردياتير وهو أن يقوم في كثير من موديلات السيارات بدور صمام أمان يسمح بتسرب الضغط الزائد ومع الزمن تضعف سوستة غطاء الردياتير ويسرب بخار المياه علي ضغوط منخفضة والحل تغييرها ورغم أن الردياتير من الأجزاء المعمرة في السيارة بحيث يمكن أن يستمر في العمل بكفاءة لسنوات طويلة دون الحاجة إلي تغييره فإنه في بعض الحالات يمكن أن يكون التغيير هو الحل خاصة إذا تعددت أعطاله.. وفي هذه الحالة يمكن تغيير الجزء المعدني من الردياتير أو ما يسمي السربنتينة فقط دون المروحة خفضاً للتكلفة