هب العالم بعد يوم واحد من استفتاء 29 نوفمبر الماضي في سويسرا الذي كانت نتيجته غير متوقعة و صدمة مفاجئة لنجاح التيار اليميني المتطرف ضد بناء المآذن في سويسرا غير أنه لا يوجد خطر منها و لا يحزنون لأن بالبلاد 4 مآذن فقط!! بدأ الدفاع عن المسلمين في سويسرا من قبل الأممالمتحدة، فقد أصدرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحرية الأديان والعقيدة اسما جاهانجير بيانا قالت فيه و بصرامة:إن حظر بناء المآذن ما هو إلا نهج لوضع قيود علي المسلم لإظهار عقيدته و هو يمثل تمييزا واضحا ضد المجتمع المسلم في سويسرا. وأوضحت أن هذا التصويت يذكرنا انه لا يوجد أي مجتمع يسلم من عدم التسامح الديني و لهذا فلابد من رفع حالة الوعي و تعليم الشعوب بشأن الأديان حتي تتمكن كل المجتمعات من طرح اتجاهات حضارية و تقدمية إزاء معتقدات الآخر. و أكدت أنه تم استغلال هذه المخاوف بشكل واسع في سويسرا من اجل أهداف سياسية. و حثت سويسرا علي أن تبقي علي كل التزاماتها الدولية و أن تتخذ الإجراءات الضرورية للحماية الكاملة لحرية الديانات و العقيدة الخاصة بالمجتمع المسلم في سويسرا. كما هبت أوروبا للدفاع عن مسلمي سويسرا و الذين يبلغ تعدادهم نحو 400 ألف سويسري. واللافت للنظر أن قضية التصويت في سويسرا و اعتراض المجلس الأوروبي تصدرت موقع المجلس علي الإنترنت بأكثر من تصريح من كبار المسئولين به و في مقدمتهم بيان سكرتير عام المجلس ثوربورن يجلاند. و اعتبر رئيس الجمعية البرلمانية في المجلس لويس ماريا دي بويغ أن نتيجة الاستفتاء قد تؤدي إلي تفاقم الوضع. وانتقدت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي في بروكسل الاستفتاء الذي أجري في سويسرا حول حظر بناء المآذن لمساجد البلاد. وقال وزير الهجرة السويدي توبياس بيلستروم الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية في مؤتمر صحفي عقد في بروكسل يوم 30 نوفمبر إن نتيجة التصويت تعد مؤشرا سلبيا، حيث إن حرية الدين من الحريات الأساسية بغض النظر عن العقيدة التي ينتمي إليها الشخص". وأضاف " إننا أيضا نقوم بمخاطرة كبري بالخروج برأي مبني علي وجهات نظر مختلفة وهو ما حدث الآن علي عكس ما نسعي إليه في أوروبا حاليا ". وأشار بيلستروم إلي رأيه الشخصي، حيث يري انه من الأفضل دائما أن يجري اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمارة وغيرها من الأمور من جانب الهيئات الرسمية والمؤسسات بدلا من إجراء تصويت عليها. و هنا لابد من طرح ملاحظتين: الأولي أن الأخطار المحيطة بالمسلمين في سويسرا سوف تمتد إلي دول أوروبية حيث امتدت الحمي إلي البعض ويطالب بعض السياسيين هنا و هناك يعمل استفتاء مماثل لحظر بناء المآذن في بلادهم. و الملاحظة الثانية و هي أن الاستفتاء أبطل مقولة الغرب أن التطرف سمة من سمات الإسلام بل أكد الاستفتاء أن التطرف ظاهرة إنسانية سلبية في كل المجتمعات التي يختار أصحابها مسلك التطرف مهما كانت دياناتهم.