بينما تصدع حكومة أحمد نظيف رؤوسنا، بالتصريحات العنترية عن انحيازها للبسطاء ومحدودي الدخل، وبينما يتعالي الصخب في وسائل الإعلام، بالأفكار البراقة، التي يقدمها الحزب الوطني في مؤتمره السنوي. نجد أن الحكومة ذاتها هي التي تمارس أبشع أساليب القهر والإذلال للمطحونين حتي النخاع في هذا البلد. ففي واقعة تتجاوز حدود أفرادها لأنها كاشفة عن الشسيزوفرينيا التي أصابت المسئولين الذين يقولون الشيء، ويمارسون نقيضه في آن واحد. أما الواقعة فتقول إن وزارة التربية والتعليم، التي يتربع علي عرشها يسري الجمل ترسل النشرات والتعليمات للمديريات المختلفة والإدارات التابعة لها بأن تسليم الكتب للتلاميذ ليس مشروطاً بدفع المصروفات، فقد رفضت إدارات العديد من المدارس في محافظة القاهرة تنفيذ تلك التعليمات لتحصيل أكبر قدر ممكن من المبالغ المالية وخاصة في المجموعات المدرسية وسنتوقف عند احدي الوقائع المثيرة التي اختلط فيها الجشع بالقسوة وعدم الرحمة توجد سيدة تدعي كرم شحاتة أحمد هكذا سجل والدها اسمها في شهادة الميلاد.. متزوجة من رجل مريض ومصاب بالدرن، ولها ابنة تدعي هدير في مدرسة المحمدية بالمطرية، وابن هو عمرو محمد عبدالعزيز في مدرسة العقاد الابتدائية. هذه السيدة أصيبت بمرض من الأمراض الخطيرة، وجري استئصال مناطق من صدرها، وتقطيع أجزاء من البطن لترقيع المناطق المستأصلة. وتذهب إلي معهد الأورام للعلاج. تلك الظروف دفعت لسيطرة اليأس علي تلك السيدة فبعد خروجها من المستشفي لم تجد ثمن المواصلات لمنزلها القريب من منطقة عين شمس فألقت بنفسها في النيل في محاولة من جانبها لإنهاء حياتها تماماً، أنقذها ضابط شرطة وبعد أن عرف بحالتها أعطاها مائة جنيه لكن اعياءها الشديد جعل أسرة «مسيحية» كانت تمر بالصدفة بجوار فندق «جراند حياة» تأخذتها واستدعت لها طبيباً لعلاجها وإزالة آثار محاولة الانتحار وبعد عدة أيام أوصلتها تلك الأسرة إلي منزلها بعد أن اشترت لها بعض الملابس فربما تكون هذه القصة بداية للواقعة التي نحن بصددها، وهي تخص يسري الجمل وعلي المصيلحي وزير التضامن بل وأحمد نظيف وكل الذين يعزفون علي ربابة الانجازات الوهمية للحزب الوطني. ذهبت السيدة لمدرستي ابنها وابنتها، لاستلام الكتب فرفض المسئولون في المدرستين طلب الأم إلا بعد دفع الرسوم المقررة في حين أن التعليمات تجبر الإدارة علي تسليم الكتب والتغاضي عن المصروفات إذا كانت الأسرة غير قادرة فما بالنا والأسرة مطحونة ومعدومة!. الغريب أن مديرة المدرسة الإعدادي - كما تقول السيدة - طلبت منها توقيع جميع المدرسين بالموافقة علي عدم دفع الرسوم المدرسية ورسوم المجموعات. التعنت دفع «حلاق» تواجد مصادفة في المدرسة بصفته ولي أمر فقام الرجل بدفع الرسوم حتي تتمكن السيدة من الحصول علي الكتب المدرسية. الغريب أن «كرم» ذهبت لمقر الحزب الوطني في المطرية لمساعدتها فقاموا بمخاطبة الشئون الاجتماعية لصرف إعانة عاجلة لتلك الأسرة فكان الرد من الموظفين الذين ينفذون تعليمات علي المصيلحي بأنه جار السير في الاجراءات كما أرسل الحزب للمدارس خطابات توصية برعاية أبناء تلك الأسرة لكن لا حياة لمن تنادي فيبدو أن قيادات الحزب في المطرية وقعت في نفس المطب، صدقت كلام الحكومة، وأغاني الانجازات فتصرفوا علي هذا الأساس دون إدراك أن الحكومة الذكية جداً، وحزبها فقط يجيدون التصريحات والبور باجندا. وفي اتصال هاتفي بمدير عام الإدارة محمد عبدالعزيز حجاج، أبدي انزعاجاً وأمر بالتحقيق في تلك الوقائع مشيرا إلي أن المجموعات اختيارية ولغير القادرين مجاناً، وصرف الكتب بدون الرسوم وأجري اتصالات لمعرفة التلاميذ الذين تعرضوا لتلك المهازل.