هناك حكاية طويلة عمرها خمسة عشر عاما، هي عمر زواجهما.. نادي رئيس النيابة «أحمد مجدي» علي الزوج تقدم رجل أنيق في حدود الخمسين من عمره يبدو عليه الوقار وقف وبسط أقواله وقال إنه متمسك بزوجته ويرفض اتهامها له بقص شعرها وضربها فقد أنجب منها طفلين، فهي طبيبة نسائية وتتعامل معه وكأنه أحد مرضاها.. إذ أنها دائما علي رنين التليفون تلبي أي استغاثة لمريض، فقد حنان البيت الدافئ لأن زوجته دائما خارجة والطفلين لدي جاره إنه يعيش في عالم لايمكن أن يكون بيتاً فقد حياته كزوج لأنه لايجد زوجة.. في النهاية تزوج إنه يريد أن ينعم بحياته ولايترك عمره يضيع وقد تزوج لأن هذا حقه، فهو طيار وله القدرة علي الانفاق علي بيتين وأنه متمسك بزوجته أم الطفلين ولأنه مازال يحبها حتي وهو متزوج، قال عدتت من رحلتي مرهقاً وأردت أن أنعم بيوم مع زوجتي وأطفالي الاثنين.. صرخت في وجهي وحاولت طردي من البيت.. أمسكت بشعرها وقصصته لها لأني كثيرا ما طالبتها بلبس الحجاب وهي ترفض طاعتي.. وضربتها وهذا حقي.. لماذا أنا هنا في النيابة؟! قالت الزوجة الحسناء ذات الشعر المقصوص بشكل غير مهذب إنني تجاوزت الأربعين ولكني جميلة وأنيقة وواثقة من نفسي.. كزوجة منذ خمسة عشر عاما كنت حريصة علي بيتي وزوجي وعملي.. إنه يغار من عملي ويطالبني بالحجاب وأنا لم أقرر بعد لبسه لماذا يفرض علي مالا أفكر فيه.. فجأة بدأ يتغير وأسلوبه المهذب تراجع وألفاظ يقولها أتحرج من قولها. بدأ بمد يده علي وفي نفس الوقت بدأ يتغيب عن البيت ويتعلل كثرة السفر. لقد أحسست أن هناك امرأة دخلت حياته اكتشفت أنه فعلا علي علاقة عاطفية «بمضيفة» صغيرة في السن تعمل معه في عمله وترافقه في اسفاره الفارق السني بينهما يزيد علي عشرين عاما، واجهته بالحقيقة اعترف في هدوء أنه تزوجها وأنه مازال يحبني وأم أطفاله طالبته بالطلاق لكنه رفض ولم يكن أمامي غير المحكمة ومحاولة «خلعه» فقد ازدادت إهاناته لي وأصبحت حياتي معه مستحيلة فقد جرح مشاعري انني طبيبة.. فقد ضربني وقص شعري أمام أطفالي إنني أطالب بحبسه للاهانة لي وثورته عندما علم بلجوئي إلي المحكمة.. انني أمام النيابة أبريه من كل شئ وأتنازل عن حقي فيما سببه لي من إهانة أمام الجيران وأطفالي واتنازل عن اتهامه بضربي إذا طلقني الآن في سراي النيابة.. أمام اصرار الزوجة بطلب الطلاق.. لم يكن أمام الزوج غير إلقاء يمين الطلاق طلقة واحدة بائنة لتغلق القضية وتحفظ وتخرج الزوجة الحسناء من سراي النيابة تغطي عيناها نظارة سوداء وتغطي وجهها ابتسامة عريضة، أما الزوج فقد خرج عابسا بعد أن فقد زوجته الأولي بعد أن أخلي سبيله!