إيه الفوضى اللى احنا عايشنها.. فوضى يعجز اللسان والقلم عن وصفها.. كل واحد يعمل عنتر زمانه يطلع علينا ويخبط تصريح! واحد طلع وعمل تصريح بأن الجيش المصرى هو اللى قتل 16 جنديا فى رفح! وبعدها بفترة طلع أمين حزب الحرية والعدالة فى سوهاج وكتب على صفحته أنه علم من مصادر برئاسة الجمهورية أنه سيتم القبض على سياسيين ونشطاء وسيتم إغلاق 8 قنوات فضائية! وأخيراً خرج علينا المهندس أبوالعلا ماضى بتصريح على شاكلة التصريحات السابقة ولكن هذه المرة يتعلق بجهاز لم يكن يخطر على بال أحد وهو جهاز المخابرات! الباشمهندس أبوالعلا قال إن جهاز المخابرات شكل تنظيماً للبلطجية قوامه 300.000 «ثلاثمائة ألف» منهم 80.000 فى القاهرة وحدها! منين عرفت يا باشمهندس ومين قال لك على هذا السر الخطير! يقول الباشمهندس بكل ثقة وثبات إن الرئيس هو الذى كشف له عن هذا التنظيم الخطير الذى أسسه المخابرات ثم دفعت به إلى المباحث الجنائية ومنها إلى مباحث أمن الدولة! وأن هذا التنظيم هو الذى قاد أحداث قصر الاتحادية! يا نهار أسود من قرن الخروب! كل واحد نفسه فى كلمتين يطلع أمام أجهزة الإعلام علشان يقولهم ويوصل لنا رسالة معينة! وعندما تتأزم الأمور وتحدث مشاكل بسبب تلك التصريحات نسمع الجملة التاريخية «الكلام خرج عن سياقه أو اجتزأ من سياقه! وبعد ذلك يأتى الدور على أهم وأخطر «شماعة» عرفتها مصر وهى «شماعة» الإعلام! تلك الشماعة التى يعلق عليها كل فاشل أسباب فشله! الإعلام كبر أو ضخم المشكلة التى لا تستحق.. من وجهة نظر من تكلم أو صرح، تسليط الأضواء عليها أو تفنيدها أو التعليق بشأنها! يعنى لما واحد يخرج علينا ويتهم الجيش بأنه من قتل أبناءه من الجنود والضباط فى رفح المفروض الإعلام يسكت! ولما واحد يكتب على صفحته بأنه علم من مصادر فى رئاسة الجمهورية بأنه ستحدث اعتقالات وإغلاق قنوات المفروض الإعلام يسكت! ولما يخرج الباشمهندس أبوالعلا ماضى ويقول إن الرئيس قال له إن المخابرات شكلت تنظيم البلطجة فى مصر المفروض الإعلام يسكت! رحماك ربى من هذه المشاهد العبثية التى نعيشها هذه الأيام والفوضى التى تضرب فى كل ركن من أركان الدولة إن كانت هناك دولة! هل تستحق مصر كل هذه البهدلة والمرمطة؟ وهل المطلوب من الشعب أن يسكت على كل الأخطاء والخطايا التى ترتكب فى حقه! وهل المطلوب من هذا الشعب المسكين أن يقف موقف المتفرج وهو يشاهد معاول الهدم تنزل على مؤسساته الواحدة تلو الأخرى! بينما حلقات المسلسل الممل قال لى وقلت له تتوالى لإلهاء الناس عما يجرى ويعد خلف الكواليس.. «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم. ■ على سبيل الدعابة اعتدنا أن نطلق على اليوم الأول من أبريل اسم كدبة أبريل.. وإذا كان أول هذا الشهر دعابة اسمها كدبة فإن اليوم الخامس والعشرين منه عيد حقيقى لمصر كلها.. فى هذا اليوم تحتفل مصر بعودة سيناء إليها.. ومن المؤكد أن احتفال هذا العام سيكون مختلفا لأن الاحتفال يأتى وسط متغيرات كثيرة تجرى على أرض المحروسة! وأتوقع أن يأتى الاحتفال بعودة سيناء هذا العام مواكبا أو ممتزجا بالكشف عمن قتل جنود وضباط مصر الستة عشر الذين تم الغدر بهم وهم يتناولون طعام إفطارهم وهم يحرسون حدود مصر فى رفح لن تذهب دماؤهم وأرواحهم هدراً فإذا كانت السيدة الفاضلة أم الشهيد محمد الجندى تنتظر أن يأتى إليها من قتلوا ابنها غدراً وهم يحملون أكفانهم لتنظر وقتها فى أمرهم! فإن مصر كلها تنتظر كشف النقاب عمن قتل أبناءها الستة عشر فى رفح! يوم أن يكشف النقاب عن هذا الحادث الأليم والذى جرى التعتيم عليه بفعل فاعل طوال الشهور الماضية وأنا وكل الشعب المصرى واثق أن الجيش هو من سيكشف كما وعد عن القتلة السفلة! وثقتى وثقة الشعب فى قيام الجيش بذلك يأتى انطلاقا من أن الجيش وقادته إذا قالوا فعلوا وإذا وعدوا صدقوا لأنهم باختصار لا يتبعون القاعدة أو الجملة المملة قال لى وقلت له! ويوم يكشف النقاب أو الغطاء عمن قتلوا سيعرف الشعب الكثير من الوقائع الأخرى التى لم يكشف النقاب عنها حتى الآن! سيكون الكشف عن مرتكبى هذا الحادث فى رأيى أول الخيط للكشف عن وقائع أخرى جرت على أرض وشوارع مصر منذ 28 يناير 2011 وحتى الآن! بالكشف عن مرتكبى هذا الحادث ستنتهى حلقات المسلسل الهزلى الذى نعيشه! وشر البلية ما يضحك نشر بتاريخ 25/3/2013 العدد 641