«حماس هى الحركة الجهادية للإخوان»، تصريح شهير لإسماعيل هنية، رئيس حكومة «حماس» فى قطاع غزة، أطلقه عند زيارته الأولى لمقر تنظيم الإخوان بالمقطم بعد ثورة يناير، وهو يجلس بجانب «مرشده»، محمد بديع، ويقبّل «رأسه»، ليحدد فيه طبيعة العلاقة بين «الإخوان» و«حماس». فالحركة التى تأسست على يد الشيخ أحمد ياسين، عام 1987، حاملة ل«الفكرة الإخوانية»، مثّل فيها العمل العسكرى التوجه الاستراتيجى لديها، وهو ما جعل مع الوقت الإخوان ترسل من حين لآخر شبابها ليتدربوا فى معسكرات كتائب عز الدين القسام، وآخرهم خليل العقيد، حارس المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد، رغم نفى الإخوان ذلك. وسعدت «حماس» بفوز «مرسى» بالرئاسة وأقامت فى غزة «الأفراح»، وأصبحت مصر مكاناً دائماً لقياداتها، وعلى رأسهم خالد مشعل، فدخل قصر الرئاسة، الذى كان محرماً عليه الاقتراب منه فى عهد «مبارك». ومع أذان المغرب، وقت الإفطار فى شهر رمضان، خرج «ملثمون» ليقتلوا 16 جندياً مصرياً فى حادث رفح، ليخرج اللواء مراد موافى، رئيس المخابرات السابق، ويعلن أن المخابرات أبلغت صناع القرار فى مصر معلومات قبل وقوع الحادث، ليتم الإطاحة ب«موافى». وبعد شهور من الفشل أو الصمت على الإجابة عن سؤال من قتل 16 جندياً مصرياً فى رفح، يخرج القيادى الإخوانى على عبدالفتاح، ليقول إن حادث رفح وراء الإطاحة ب«طنطاوى» و«عنان»، وإنهما من دبراه للإطاحة بالرئيس مرسى، وهو ما أغضب الجيش فيحاول حزب الحرية والعدالة إنهاء الأزمة بإحالة «عبدالفتاح» للتحقيق، لكن عودة الحديث عن حادث رفح جعلت أجهزة سيادية تحقق فى الحادث لينكشف عن تورط عناصر من «حماس» فى قتل الجنود المصريين، مع أحاديث تناثرت حول أن الإخوان هى التى اتفقت مع «حماس» على قتل الجنود المصريين للإطاحة ب«طنطاوى» و«عنان»، لكن «حماس» خرجت لتنفى قتلها للجنود المصريين، وتهاجم وسائل الإعلام، وتصمت تجاه الجيش، مع ضبط الأجهزة الأمنية لخلية فلسطينية جديدة بحوزتهم صور وخرائط لأماكن عسكرية فى مصر، فتضغط الرئاسة للإفراج عنها، ويسارع «مشعل»، وفق مصادر سيادية، ويطلب من الرئيس مرسى الوساطة للقاء الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، لكن الجيش يرفض، ويهدد بالكشف عن أصحاب بيزنس الأنفاق من حماس، ويحذر «مرسى» من خطورة دعمه للحركة، ويبلغ الرئاسة أن رده على «حماس» سيكون عنيفاً وأنهم قادرون على اعتقال قيادات «حماس» أنفسهم لو ثبت تورطهم فى أى قضية تمس الأمن القومى لمصر، ويخرج «السيسى» أمام ضباط الصف ورجال القوات ليؤكد أنهم «لن ينسوا من قتل جنودنا وهم صائمون، وأنه لا بد من الثأر ممن قتلهم، وأنه لا أحد فى الجيش يقول كلمة ثم يتراجع عن تنفيذها فإذا وعدنا ننفذ».