أسعار سبائك الذهب اليوم الثلاثاء 13-5-2025 بعد الانخفاض القياسي    استشهاد الصحفي حسن أصليح بقصف إسرائيلي لمجمع ناصر الطبي    أبو الغيط عن دور الجامعة العربية من غزة: المسئولية دولية أولا وأخيرا.. المجتمع العربي يساعد طبقا لقدراته    «الاقتصاد المنزلي» يعقد مؤتمره العلمي السنوي ب«نوعية المنوفية»    إسرائيل: قصفنا مركز قيادة لحماس داخل مستشفى في غزة    ترتيب هدافي الدوري المصري قبل مواجهات اليوم الثلاثاء    أتربة تغطي المحافظات وأمطار، الأرصاد تحذر من طقس اليوم وتكشف عن سيناريو الصعب    بيان هام من محامية بوسي شلبي بشأن اتهامات خوض الأعراض: إنذار قانوني    تشكيل الأهلي المتوقع أمام سيراميكا كليوباترا في الدوري المصري    حكام مباريات اليوم في الدوري| "الغندور" للزمالك وبيراميدز و"بسيوني" للأهلي وسيراميكا    قصر في السماء| هدية قطر إلى «ترامب».. هل تصبح بديلة «إير فورس ون»؟    حبس عصابة «حمادة وتوتو» بالسيدة زينب    3 شهداء وإصابات جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين في خان يونس    مستشفى سوهاج العام يوفر أحدث المناظير لعلاج حصوات المسالك البولية للأطفال    تراجع أسعار النفط عن أعلى مستوياتها في أسبوعين بعد اتفاق أمريكا والصين    «الاتصالات» تطلق برنامج التدريب الصيفي لطلاب الجامعات 2025    تفاصيل.. مؤتمر الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة في نسخته الرابعة    الأهلي يحصل على توقيع موهبة جديدة 5 سنوات.. إعلامي يكشف التفاصيل    رئيس شركة شمال القاهرة للكهرباء يفصل موظفين لاستغلال الوظيفة والتلاعب بالبيانات    الدولار ب50.45 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء 13-5-2025    أديب عن انقطاع الكهرباء مع ارتفاع الحرارة: "تخفيف أحمال" أم "حوادث متفرقة"؟    ارتفاع أسعار الأسهم الأمريكية بعد إعلان الهدنة في الحرب التجارية    «اعترف بتشجيع الزمالك».. نجم الأهلي السابق ينفجر غضبًا ضد حكم مباراة سيراميكا كليوباترا    رعب أمام المدارس في الفيوم.. شاب يهدد الطالبات بصاعق كهربائي.. والأهالي يطالبون بتدخل عاجل    مواعيد أهم مباريات اليوم الثلاثاء في جميع البطولات والقنوات الناقلة    دي ناس مريضة، مصطفى كامل يرد على اتهامه باقتباس لحن أغنية "هيجي لي موجوع"    ما هي أهداف زيارة ترامب إلى الرياض ودول الخليج؟    جولة تفقدية لمدير التأمين الصحي بالقليوبية على المنشآت الصحية ببهتيم    بعد مقتله.. من هو غنيوة الككلي؟    بعد اطمئنان السيسي.. من هو صنع الله إبراهيم؟    السيطرة على حريق نشب في حشائش كورنيش حدائق حلوان    انفجار أسطوانة غاز السبب.. تفاصيل إصابة أم وطفليها في حريق منزل بكرداسة    كيف ردت سوريا على تصريحات ترامب بشأن رفع العقوبات؟    قناة السويس تجهز مفاجأة لشركات الشحن العالمية (تفاصيل)    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية بمحافظة المنيا للفصل الدراسي الثاني 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    ثبات سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن الثلاثاء 13 مايو 2025 (بداية التعاملات)    محافظ سوهاج: تشكيل لجنة لفحص أعمال وتعاقدات نادي المحليات    الكشف على 490 مواطناً وتوزيع 308 نظارات طبية خلال قافلة طبية بدمنهور    بعت اللي وراي واللي قدامي، صبحي خليل يتحدث عن معاناة ابنته مع مرض السرطان (فيديو)    يلا كورة يكشف.. التفاصيل المالية في عقد ريفيرو مع الأهلي    تحت شعار «اكتشاف المشهد».. «أسبوع القاهرة للصورة» يواصل فعاليات دورته الرابعة بدعم غزة (صور)    5 أبراج «لو قالوا حاجة بتحصل».. عرّافون بالفطرة ويتنبؤون بالمخاطر    كشف لغز العثور على جثة بالأراضي الزراعية بالغربية    سقوط طفل من مرتفع " بيارة " بنادي المنتزه بالإسماعيلية    إيمان العاصي في "الجيم" ونانسي عجرم بفستان أنيق.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    قبل عرضه على "MBC".. صلاح عبدالله ينشر صورة من كواليس مسلسل "حرب الجبالي"    أميرة سليم تحيي حفلها الأول بدار الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة في العاصمة الإدارية    انتحار شقيقي الشاب ضحية بئر الآثار في بسيون بالغربية    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي أم يجوزُ لي تأجيلُه؟| الإفتاء تجيب    جامعة القاهرة تحتفل بيوم المرأة العالمي في الرياضيات وتطلق شبكة المرأة العربية- (صور)    منتخب مصر للباراسيكل يكتسح بطولة إفريقيا لمضمار الدراجات ويحصد 29 ميدالية.    جدول امتحانات المواد غير المضافة للمجموع للصف الثاني الثانوي ببورسعيد(متى تبدأ؟)    اعتماد 24 مدرسة من هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد بالوادي الجديد    طفل ينهي حياته داخل منزله بالإسماعيلية    عالم بالأزهر: هذا أجمل دعاء لمواجهة الهموم والأحزان    أهم 60 سؤالاً وإجابة شرعية عن الأضحية.. أصدرتها دار الإفتاء المصرية    موعد وقفة عرفة 2025.. فضل صيامها والأعمال والأدعية المستحبة بها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وبدأ العد التنازلى لسقوط النظام
نشر في صوت الأمة يوم 03 - 04 - 2013

يسعى أى نظام سياسى لإشاعة الاستقرار فى البلد الذى يحكمه.. انطبق هذا تاريخيا على دول العالم من اليمين إلى اليسار.. ومن الهند إلى ألمانيا النازية.. إلا نظام واحد يشبه إلى حد كبير ميليشيات الحكم والحرب فى لبنان، والتى صنعت حربا أهلية طويلة، امتدت خمسة عشر عاما.. إنه نظام الإخوان.
فلا يكاد هذا النظام يصدق حتى اليوم أنه تحول من جماعة سرية ميليشوية تحت الأرض إلى مجموعة حكم، وحزب حكومة، فما كاد يستولى على مقاليد الدولة المصرية، حتى حول نفسه تلقائيا وطواعية من ميليشيا تحت أرضية، إلى ميليشيا فوق الأرض، ميليشيا علنية متبجحة، فائقة الغباء والغلظة، والاستعداد لسفك الدماء، عما تظنه تثبيتا لاستقرارها هى، لا استقرار البلد الذى تحكمه.
ويقف حائلا، دون أن يعتبر الإخوان أنفسهم نظام حكم بالمعنى السياسى المنتظر والمتوقع لدى شعب ثار فأسقط نظاما قويا عتيدا، إنها من البداية لا تؤمن بأنها تحكم دولة، وإنما ولاية فى مشروع تنظيم دولى كبير، يخفى فيه أكثر مما يظهر، ومن هنا لا يصبح الشعب المصرى الذى يحكمونه، رقما فى المعادلة، حتى يهتموا بتوفير الاستقرار له، بل إنهم على أتم استعداد، لسفك دمه فى الشوارع، إذا ما تطلب إسكاته للأبد فى سبيل إنجاح هذا المشروع «المؤامرة» وهذا ما يحدث بالفعل على الأرض اليوم.
من هنا تصبح المهمة المطلوبة والمرجوة من نظام الإخوان، بل شعارها الذى ضحكت به على ذقون الناخبين، والحالمين بعدالة الصناديق، ألا وهى تحقيق الاستقرار، مهمة مستحيلة، بل ومتعارضة أصلا مع مهمة الجماعة الأصلية والأولى بالرعاية من وجهة نظرها، ألا وهى إسقاط دعائم الدولة المركزية، لتسهيل جعلها ولاية إخوانية، وهذا ما يفسر تحول الإخوان من حكومة تقاوم وتناهض الفوضى، إلى عصابة لصنع الفوضى فى مصر.
ونستعرض هنا وجوها من تكنيكات صناعة الفوضى، التى ينتهجها نظام «مرسى- إخوان» على دراية ووعى تام، وتخطيط شديد الخبث والدهاء.. نؤكد أنه لن يحيق إلا بأهله، ويبشر ببدء العد التنازلى لسقوط دولة الإخوان، ولا أدل على ذلك، من تحول رمزهم ومندوبهم فى قصر الرئاسة محمد مرسي، خلال ثمانية أشهر فقط من حكمه، إلى دمية تعلق على إشارة مرور، وفى رقبتها صور الشهداء الذين سفك دماؤهم، من الاتحادية إلى المقطم، كما فعل ثوار المنصورة، الذين طالبوا بالأمس بإعدام مرسي، وهتفوا «طول ما الدم المصرى رخيص يسقط مرسى وكل رئيس» و«يا إخوان يا كذابين مصر لكل المصريين».
موقعة قصر المرشد ب«المقطم»
فى تكرار حرفى لأحداث الاتحادية، توافدت ميليشيا الجماعة، لإظهار قوتها فى وجه الجموع الغاضبة من شباب الثورة الأبرار، الشباب التزموا السلمية منهجا، منذ بداية الثورة، فيما كان الإخوان يحرقون أقسام الشرطة، ويقتحمون السجون، ليخرجوا أسوأ من فيها، على الشعب الآمن، وفى ليلة الخميس، تجمع أعداد من شباب جماعة الإخوان أمام مقر مكتب الإرشاد فى المقطم، استعدادا لمواجهة المليونية التى دعت إليها القوى السياسية، أمام المكتب، ومنع أى «محاولة اعتداء» عليه، ووصفوا تجمعهم أيضا للاحتفال بمناسبة تقنين أوضاع الجماعة وتحويلها إلى «جمعية».
لكن مشهد التجمع كان كاشفا لنوايا العنف والفوضى، وإشاعة لون الدم، حيث قام الشباب بإجراء بعض التدريبات الرياضية فى مشهد شبيه بالتدريبات العسكرية مرددين هتافات «الله أكبر ولله الحمد» ومعبرين عن رفضهم لأى محاولة للاعتداء على المقر واستعدادهم لحمايته..
وفى الصباح، كان المشهد المعد سلفا، يتحول إلى صور متحركة على شاشات الفضائيات، قوات أمن مركزى، لا مبرر لوجودها، تؤمن مبنى غير خاضع لقانون الدولة أصلا، ليس هذا وحسب، بل وتحول منطقة المقطم كلها، إلى ثكنة عسكرية، حماية لهيبة المرشد. فيما لم يكتف الإخوان بذلك، وراحوا يطلقون شرارة «الجهاد» كما سماه خطيبهم من المسجد المجاور، داعيا المصلين للنفير ضد اعداء الإسلام، قاصدا المتظاهرين من زهرة شباب مصر، لتندلع الاشتباكات الدامية فيما يشبه حرب شوارع فى انحاء الحى الهادئ.
وتتوالى المشاهد من المعركة، فتمتد الاشتباكات بين المتظاهرين وميليشيا الإخوان وأنصارهم، إلى منطقة نادى الشرق للتأمين بوسط المقطم، والذى يبعد نحو 800 متر عن المقر الرئيسى للجماعة بشارع 10.
وقال شهود العيان من سكان المنطقة الذين ضجوا بوجود ثكنة المرشد بينهم، إن متظاهرين من الطرفين اشتبكوا أمام نادى الشرق للتأمين باستخدام الأسلحة البيضاء والحجارة والمولوتوف ما أوقع عددا من الإصابات، فيما كان «المتظاهرون» الأكثر عددا هم أتباع الإخوان المسلمين. ليظهر دور الاجهزة التنفيذية التى يديرها حكومة مرسي، وتابعه قنديل، فى صناعة تلك الفوضى، حيث انقطع التيار الكهربائى عن أعمدة الإنارة بشارع 9 بالمقطم، بداية من ميدان النافورة، وحتى شارع 10 الذى يشهد اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، فيما شهدت الشوارع الجانبية والعقارات الرئيسية بشارع 9 إنارة فى الأعمدة، الأمر الذى أدى إلى تجمع آلاف المتظاهرين بجوار بعضهم، بسبب عدم وجود إنارة بالشوارع.
وقال بعض المتظاهرين إن قطع الكهرباء عن أعمدة الإنارة مقصود، لمنع وسائل الإعلام من نقل الصورة الحية وتغطية الأحداث، واعتبر آخرون أنه فى حالة استمرار المظاهرات ستتحول الشوارع إلى حرب أهلية، لا نستطيع خلالها معرفة الجانى من المجنى عليه.
فى سياق متصل، واصلت قوات الأمن إطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم، وإبعادهم عن محيط مقر مكتب الإرشاد. كما أطلقت قوات الأمن بعض طلقات الخرطوش، وسقط العشرات من المتظاهرين بإصابات سطحية، واختناقات بسب الغاز، فيما ظلت الهتافات تصدح» يسقط يسقط حكم المرشد»، و«الداخلية بلطجية».
كانت «الكماشة» هى خطة الامن والاخوان معا لإسقاط أكبر عدد من المتظاهرين بين جريح أو مخطوف.. وظهر هذا حين صنعت ميليشيا الإخوان كماشة على المتظاهرين بشارع 9 من خلال الهجوم عليهم من ناحيتين فى آن واحد، لولا أن تصدى المتظاهرون للهجوم بالطوب والمولوتوف والألعاب النارية، فيما تناثرت الأكمنة على طول الشوارع الجانبية لاختطاف الثوار وتعذيبهم، فى صورة أكثر بشاعة مما كان يفعله أمن مبارك وحبيب العادلى فى النظام المخلوع.
ورغم ذلك، أظهر شباب الثورة فدائية عالية، مكنتهم من صد الهجمات الغادرة للميليشيا، ومنع اسقاط قتلى بينهم، وكان من ثمرة هذا الصمود اشتعال النيران فى أحد شباب الإخوان، بسبب قنبلة مولوتوف ألقاها متظاهرون خلال الاشتباكات بين أنصار الجماعة ومتظاهرى «جمعة رد الكرامة».. بينما تمكن المحيطون من السيطرة على النيران التى نشبت بجسد الشاب، والذى ألقى بجسده فى مياه راكدة على الأرض، ليرد الإخوان بخطف متظاهر، وضربه وسحله، وحملوه على «موتوسيكل» وساروا به بعيدا، فى واحدة من حروب الشوارع، التى تزيد الوضع فى مصر كآبة وسوءا.
ولأن «رد الكرامة» من حكم الاخوان الغاشم، مطلب جماعى للمصريين فى انحاء مصر، توزعت المواجهات على عدد من المحافظات والمدن، من المحلة إلى المنصورة والإسكندرية، والتى نشبت فيها اشتباكات بين معارضى محمد مرسي، وعدد من أنصاره، عصر الجمعة، فى محيط المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية. وقام المتظاهرون بتبادل تراشق بالحجارة، وأشعلوا النيران فى عدد من صناديق القمامة، واتهم المتظاهرون جماعة الإخوان بأنها دفعت بميليشيات لمواجهة المتظاهرين، بينما انطلقت مسيرة ضمت المئات من أمام مسجد القائد إبراهيم، معلنة اتجاهها إلى المنطقة الشمالية العسكرية، للمطالبة بإسقاط ما سموه ب«دولة الإخوان». وهتف المتظاهرون فى مشهد مهيب «ثورة تانى من جديد»، و«يسقط حكم المرشد»، رافعين لافتات كتبوا عليها: «لن يحكمنا مكتب إرشاد»، و«تسقط دولة الإخوان»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، ورفع عدد من المتظاهرين صورًا لعدد من الشهداء، أبرزهم الشهيد محمد الجندي، قبل إحراق عدد من مقار الإخوان، وسط حرب شوارع، شارك فيها الأمن بمطاردة الثوار، فى الوقت الذى شهدت فيه مدينة المحلة هجمات على مقر الاخوان، الذين هربوا لاتخاذ المساجد متاريس، ونقطة انطلاق هجوم على المتظاهرين.
عودة الظواهرى
بعد ساعات من اختطاف سائحين فى جنوب سيناء، كشف التليفزيون الإسرائيلى، أنه جرى على يد جماعة جهادية تتحرك بسهولة بين غزة ومصر، بمساعدة حماٍس، خرج مصدر سيادى مصرى ليؤكد أن القوات العاملة فى تطهير سيناء من البؤر الإجرامية والتى تقودها القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة، بدأت فى شن حملات مكثفة ضد البؤر الإجرامية، وأنها سوف تستعين بجهود القوات الجوية من خلال طلعات للطائرات بهدف تمشيط مناطق سيناء ورصد تجمعات العناصر الإجرامية والإرهابية لتقوم القوات والصاعقة بعد ذلك بالتعامل معها. وقال المصدر إن «هذه الإجراءات تأتى بعد ورورد معلومات حول دخول عدد من الجهاديين وعناصر من تنظيم القاعدة إلى سيناء وورود معلومات أيضًا حول نية أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، دخول سيناء لعقد لقاء مع العناصر الجهادية بها».
أهلا بكم اذن فى دولة «مصرستان» الجديدة، برعاية مرسي- إخوان، ففيما تفرغ المرشد والشاطر ومرسي، لمناكفة القوات المسلحة، ومحاولات تفكيك قياداتها، وشن حرب مكتومة ضد السيسي، وملاعبته مرة بتمليك الارض فى سيناء للفلسطينيين، ومرة بمنح الضبطية القضائية للمدنيين، لتقنين دولة الميليشيات صراحة، ومناهضة القوة المسلحة الشرعية الوحيدة للدولة المصرية، فتح الثلاثة أبواب مصر على مصراعيها لفرعهم الجهادى فى القاعدة والسلفية الجهادية وغيرهما لتخترق حدود الامن القومى المصرى فى اكثر خطوطه الحمراء حساسية «الجبهة الشرقية».. فى جريمة ترتقى صراحة للخيانة العظمى.
مهزلة ومذبحة شبرا
يعيش أهالى منطقة العسال فى شبرا، حالة من الحزن واليأس الشديد، والترقب الحذر بعد قتل خمسة شباب جراء أحداث منطقة شبرا أثناء لعبهم كرة القدم داخل فناء مدرسة شبرا الاعدادية.. نشبت مشاجرة وأسفرت عن مقتل سعد بسلاح أبيض على يد نجل جمال صابر المنسق العام لجماعة «لازم حازم»، فى أول تجسيد لتهديدات ذراع الشاطر العسكرية «حازم ابواسماعيل» ضد الجيش والمصريين الذين يطالبون بتدخله لإنقاذ مصر من الاخوان. والد القتيل سعد السيد حسن محمد، سائق بالمدرسة، يجلس على مقهى متواضع وبيده السيجارة وأمامه كوب قهوة وحوله مجموعة من أهالى المنطقة يواسونه على فقدان نجله، فيما ينهال بالبكاء صارخا حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللي قتلوا ابنى وتركونا بالحسرة». بينما يقول لمواسيه إن الجماعة السلفية والحرية والعدالة وصلوا إلى السلطة عن طريق الخطأ وانتقد الأب المكلوم الذين يتحدثون عبر وسائل الإعلام عن طريق إلقاء القبض على جمال صابر بأنها مهينة وتناسوا قتل ولدى غدراً، فهم لا يهمهم سوى أنفسهم وأفراد جماعتهم.
الأكثر تأكيدا على أننا فى دولة فوضى من صنع الاخوان وميليشياتهم، ما ستقرأه حالا، فقد قال الرجل إن مجموعة من الأشخاص الملتحين يرتدون ملابس نصف ركبة ينتمون لجماعة «حازمون» عرضوا عليَّ مليون جنيه مقابل التنازل عن قتل ابنى الذى راح ضحية فرفضت وقلت لهم لن أبيع دم ابنى ولو بكنوز الدنيا.
وأشار والد القتيل إلى أنه سوف يترك القضاء يأخذ مجراه، مؤكداً أن جماعة «حازمون» يقولون قال الله والرسول ولا يطبقون ما يقولون.
وأضاف قيام جمال صابر بالاستعانة بمجموعة من البلطجية والمسجلين خطر من منطقة شبرا وإمبابة وقاموا باقتحام أكثر من 70 محلاً تجارياً وأتلفوا أكثر من 60 سيارة، وأوضح السيد والد القتيل أن القصة الحقيقية لمقتل ابنه سعد أنه ذهب مع مجموعة من أصدقائه وقاموا بإيجار ملعب كرة قدم بمدرسة التوفيقية وبعد مرور ربع الساعة من لعبهم فوجئوا بمجموعة من الشباب بأيديهم سنج ومطاوى يقتحمون الملعب ويطردونهم خارج الملعب فحدثت مشادات كلامية وتطورت بقيام نجل جمال صابر بإخراج سلاح أبيض من ملابسه وطعن سعد ثلاث طعنات وفر هارباً، فى أحدث تجليات دولة الاخوان الفوضويين.
الضرب فى سويداء قلب مصر
لم تكد تتكشف فضيحة تورط حماس فى قتل جنودنا فى رفح، شيئا فشيئا، حتى اشتعلت الرئاسة والحكومة صرعا، للتغطية على هذه المعلومات الخطيرة، مرة باستضافة خالد مشعل، وقيادات الحركة المجرمة، ومرة بتبرئتها صراحة، بالقفز على كل معلومات المخابرات العامة والجيش والأجهزة الامنية. الفضيحة فجرتها مجلة «الأهرام العربي» التى أجرت عددا من الحوارات مع قادة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فى غزة وكان أبرزهم أيمن نوفل «القيادى بكتائب القسام»، والمتهم، بحسب المجلة، بالاشتراك فى تنفيذ مذبحة رفح والتى راح ضحيتها الجنود المصريون وقال نوفل، الذى يعد أحد الأضلاع الرئيسية فى خطف الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، والهارب من سجن المرج، أنه يرحب بالمثول أمام النائب العام المصرى لتبرئة ساحته أمام القضاء. وأضاف أنه كان يعرف أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلى ينتظر منفذى الهجوم عند معبر كرم أبو سالم.
وأضاف نوفل أنه زار مصر فى يناير الماضى ومكث بها حتى 6 مارس الماضي، وأضاف أن الأقمشة التى تم العثور عليها داخل الأنفاق مؤخرا وتشبه الزى العسكرى الذى يستخدمه الجيش والشرطة، بأنه «ليست نووية»، وأن ملابس الجيش متقاربة فى معظم أنحاء العالم.
فى الوقت ذاته، أكد موسى أبو مرزوق أن فتح سربت أسماء منفذى هجوم رفح لوسائل الإعلام، وأنه لم يطلب مقابلة عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع أثناء زيارته للقاهرة، وأكد أن حماس لن تلجأ للقضاء ضد الإعلام المصري. لأنه لم يجد ما يقوله.
فيما أكدت المجلة أن سيناريو العملية تضمن عمليتين فى آن واحد أولهما قتل الجنود المصريين وسرقة مدرعات الجيش وثانيهما استخدام تلك المدرعات من خلال إرغام الجنود المصريين إلى قيادة تلك المدرعات إلى معبر كرم أبو سالم لخطف جنود إسرائيليين بهدف الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وإظهار أن الجيش المصرى يقوم بعملية ضد الإسرائيليين، كما تضمنت العملية اختطاف عدد من الجنود الإسرائيليين وتهريبهم إلى غزة عبر الأنفاق، وأضافت المجلة أن الهدف من العملية تمثل فى ضرب الجيش المصرى واستخدام الحادث لإظهار المشير حسين طنطاوى فى مظهر المقصر لإحالة قادة الجيش إلى التقاعد وسط تأييد شعبى بسبب الغضب من الجريمة.
وأشارت المعلومات إلى أن الهدف الآخر هو الإفراج عن بعض السجناء المتهمين بتنفيذ عمليات إرهابية سابقة مثل - عمرو عبد الحميد السبيعى المحبوس على ذمة تنفيذ هجمات إرهابية وتجارة السلاح، وهو ما كان يرفضه المشير طنطاوى والمجلس العسكري.
فيما نشرت القائمة الكاملة لمنفذى المذبحة، الذين تسللوا عبر الأنفاق، والبالغ عددهم 11 اسما وهم كالتالي:
1 - حسام درويش «لقى مصرعه خلال العملية».
2- مصطفى عبد الفتاح .
3- عماد حسن المساعيد.
4- محمود حسن الأمير.
5- أيمن نوفل «القيادى بكتائب القسام».
6- إبراهيم محمد الزياني.
7- ناجى سيد عبدالواحد.
8- محمد إبراهيم صلاح «قائد بكتائب القسام».
9- محمد سيد عزيز.
10- صلاح عبد الظاهر البرغوثي.
11-رائد العطار «قائد بكتائب القسام وأحد مديرى خطف الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط».
الطريف فى القصة ان مرسى تجاهل حتى اليوم طلب الاجهزة الامنية القبض على هذه العناصر المذكورة بالاسم، حفاظا على علاقات الاخوان بحماس، وليذهب الدم المصرى الطاهر للجحيم برايه.
فوضى الجوع
لم تتوقف صناعة الفوضى الاخوانية فى البلاد على القتل، فقد امتدت يد التخريب الى التجويع المتعمد، ولا أدل على ذلك مما كشفته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، من أن أمل مصر، التى لا يكفى مخزونها الحالى من القمح إلا لثلاثة أشهر فقط، بات معقوداً على محصول القمح المحلى، حيث إن توقعات الحكومة، حال عدم دقتها، لن تهز مصداقيتها فقط، لكنها ستقوض دعائم السلام الاجتماعى فى بلد ينتج يوميا 250 مليون رغيف خبز، وأى نقص فيه يهدد باضطرابات واسعة. وفى مقال آخر بنفس الصحيفة، قال المحلل الاقتصادى المعروف «أنجوس بلير»، إن «الإخوان» والرئيس محمد مرسى فشلوا فى زيادة الثقة فى مناخ الاستثمار المحلى، واقترحوا خطة اقتصادية «فاشلة» لم تقنع صندوق النقد الدولى بالموافقة عليها ومنح مصر قرضاً مقداره 4.8 مليار. وأضاف أن بعض المسئولين فى مصر مقتنعون بأن المجتمع الدولى بسقوطها، ولهذا السبب فهم مطمئنون إلى أن كثيراً من الدول المانحة وصندوق النقد سيقبلون بأى خطة تقدمها الحكومة
نشر بتاريخ 25/3/2013 العدد 641


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.