عندما كان الفريق المصري الأول لكرة القدم يغادر مطار القاهرة إلي زامبيا لملاقاة فريقها في مباراة مصيرية، كان فريق الشباب المصري يغادر بطولة كأس العالم للشباب المقامة في مصر! ودع فريق الشباب المصري لكرة القدم البطولة بهزيمة مريرة من نظيره الكوستاريكي! وجاءت الهزيمة في يوم السادس من أكتوبر الذي يواكب احتفالات الشعب المصري بالذكري السادسة والثلاثين لهذا النصر المجيد.. وشتان الفارق بين جيل ينجح في عبور أكبر مانع مائي في العالم وجيل يفشل في عبور مباراة كرم قدم!.. فعندما يلعب الفريق بعشوائية وبدون قائد داخل الملعب.. وقيادة غائبة خارج الملعب لابد أن ينهزم.. الفريق في أي مجال.. سياسي.. اقتصادي.. اجتماعي.. رياضي لابد أن يكون له هدف، استراتيجية.. خطة يرسمها ويحدد ملامحها القائد ويقوم بتنفيذها أفراد الفريق.. وقد تتغير الخطة طبقاً لظروف كل معركة.. وبعد دراسة أحوال الخصم أو الفريق المنافس! قبل حرب أكتوبر كانت هناك خطة وتدريب شاق وقادة علي أعلي مستوي، وقبل هذا وذاك التصميم علي الوصول إلي الهدف وتحقيقه.. وقد لاحظت كمواطن مصري ومن خلال متابعة الأحداث وقراءة التاريخ.. أنه كلما كان هناك هدف أو مشروع قومي مصري إلا وتحقق النصر للمصريين، قبل حرب أكتوبر بأقل من عشرين عاما.. كان مشروع وحلم بناء السد العالي هو المشروع القومي لمصر حكومة وشعباً.. ورغم كل الصعوبات والمعارك التي واجهتنا بسبب هذا المشروع.. إلا أننا انتصرنا في النهاية وبنينا السد! وبعد نكسة 67 كان ما أخذ بالقوة لايسترد بغير القوة واسترداد الأرض ومحو آثار الهزيمة هو المشروع القومي المصري وبالفعل انتصرت إرادة الشعب وتحقق نصر أكتوبر 73.. وقد يقول قائل وما علاقة الكلام عن نصر أكتوبر والمشروع القومي بهزيمة منتخب الشاب لكرة القدم وخروجه من كأس العالم المقامة بمصر! أعود وأكرر كلامي الذي قلته في بداية المقال إن الفريق الذي يلعب بلا قائد داخل الملعب وقيادته خارج الملعب غائبة لابد أن ينهزم وهذا ما حدث مع فريق الشباب! الأخ «اسكالوب بانيه» الذي عينوه مديراً فنيا لمنتخب الشباب يجلس في كل مباراة ولاهو هنا! يحدث ما يحدث في الملعب وهو يجلس صامتاً لايتحرك وكأن الأمور لاتعنيه! المهم أنه يقبض راتبه بالدولار! كل لاعب مصري داخل البساط الأخضر يلعب لحسابه! الأخ محمد طلعت يلعب للمنظرة، لاعب اسمه علي العربي «يقليش» في كل مباراة! وكل «قلشه» بهدف للفريق المنافس ورغم ذلك يلعب المباراة التالية! وكله كوم والأخ بوجي وطمطم كوم آخر ما أن أحرز هدفا في مباراة إيطاليا إلا وانطلق لسانه بالسباب والشتائم وكأنه «جاب الديب من ديله» ورغم ذلك لم يعاقبه أحد! باختصار كل لاعب مصري يلعب لحسابه ومصلحته الشخصية! وعندما تسود الأنانية وحب الذات لايتحقق الانتصار الخطة التي لعب بها الأخ «اسكالوب» المدير الفني للفريق المصري مباراة الافتتاح مع ترينداد وتوباجو هي نفس الخطة التي لعب بها باقي المباريات! لا تغيير ولا دراسة لأحوال الفرق المنافسة! وكأن كل الفرق الأخري تلعب بطريقة واحدة في نفس الوقت الذي درست فيه باقي الفرق الفريق المصري وأصبح بالنسبة لها كتابا مفتوحاً حفظوه عن ظهر قلب! وعرفوا مناطق ضعفه وما أكثرها وبالذات قلبي الدفاع «الشوربة»! أنا لست خبيراً أو ناقداً كروياً ولكنني اتحدث كمواطن مصري شغوف كملايين المصريين بكرة القدم! وكنت أتحسر كمواطن مصري وأنا أري فريق بلدي لقمة سائغة في أفواه الفرق الأخري! وكنت أحترق غيظاً وأنا أري المدعو «اسكالوب» وهو يجلس هادئا صامتا! وكنت أتحسر أكثر علي آلاف الدولارات التي يقتطعها أصحاب العزبة في اتحادنا المبجل من قوتي وقوت أولادي ليعطوها للخواجة التشيكي! وطبعاً بعد الهزيمة والخروج غير المشرف من البطولة سيخرج علينا أصحاب عزبة الجبلاية بمبررات والبحث عن شماعات وكبش فداء لتبرير الخروج المهين من البطولة المقامة علي أرضنا ووسط جماهيرنا! ولا عزاء للجماهير التي احترق دمها واقتطعت من قوتها لشراء تذكرة مباراة من السوق البيضاء والسوداء! ولا عزاء للبطولة التي ماتت اكلينيكيا بعد خروج المنتخب المصري! وكان ماله ربيع ياسين الذي أقالوه وسلموا مفاتيح المنتخب للأخ «اسكالوب»!، طبعاً زمار الحي لا يطرب! والذي يحصل علي راتبه بالجنيه المصري لاينفع ولا يشفع واقترح علي الخلوق المؤدب المتدين ربيع ياسين أن يغير اسمه إلي رابي أو رابو حتي يلقي القبول والرضا من صاحب عزبة الجبلاية! نجاح الصاوي