المظهر الوحيد في الشارع المصري الذي يدل علي أننا دولة ولها حكومة علي كتافها يجفوا صجرين، هو عسكري المرور، علي اعتبار أن الدولة والحكومة مشغولون بحماية الوطن من الخطر الخارجي، اللي هو أنفلونزا الخنازير، والخطر الداخلي اللي هو الشعب، اللي عمال يبرطح في الوطن، كأن ملوش صاحب، وعسكري المرور الممثل الوحيد للحكومة في الشارع، يواجه خطرين، خطر الشعب الذي يريد أن ينتقم من الحكومة فيه، وخطر البهوات المسنودين الذين ينتقمون من الشعب فيه، علي اعتبار أنه ضمن الغفر والخدامين الذين يعملون عندهم باليومية أو بلقمتهم. ولذلك.. فأي مواطن في الشارع سواء ماشي علي رجله لحد الجزمة مادابت، أو راكب حمار مأجره بالساعة، أو عربية منفسة ولا عربية البطاطا يضع قوانينه الخاصة ولايهم إن كانت تختلف مع قوانين الآخرين أو حتي قوانين الحكومة المهم أن تضمن له هذه القوانين السيادة والسلطة والعنجهية وأن يمتلك الدنيا وما عليها وأن يصبح الشاويش عطية وحسن أبوالروس وعتريس وبقية الخلق فؤادة أو حتي محمد أبوسويلم. فرغم قوانين المرور الأخيرة، التي نصت كل موادها علي الحبس وتهديد أي مواطن لايحمل المثلث والحقيبة الطبية، بفتح كرشه وإلزام كل سواق أن تجلس بجانبه ممرضة مزة لزوم الحوادث والذي منه واللي مايقدرش علي المزز يأجر حلاق صحة من اللي بيقعدوا تحت الكوبري، وآهي حاجة تسد والسلام بدل ما كل مواطن يعمل حادثة يقوم جري يطلب الاسعاف تقولش شغالين عند أهله، مازالت جمهورية الميكروباص المستقلة تدوس علي كل القوانين بالكاوتش القديم، ويرفع أباطرتها العظام شعار «يا أتومابيل ياجميل محلاك.. من ورا صاحبك أنا ركباك». ولم نشاهد من أيام الحاجة حتشبسوت وحتي الآن كميناً أو حتي عسكري مرور بيوقف ميكروباص والذي تحول إلي غرزة وإصلاح وتهذيب وعربات نقل الموتي في نفس الوقت والمأساة الأخيرة فضحت بشكل بالغ غياب الدولة والحكومة وعجزها عن السيطرة علي الميكروباصات فالميكروباص الذي دهس وكيل وزارة الإعلام الأسبق، ماشي في الشارع من غير رخصة، وبيحمل ركاب عيني عينك من غير ما حد حتي بيسأله ياميكروباص قولي رايح علي فين ياميكروباص قولي وخبطت مين؟! ومن ثم.. فأنا أعتقد أن الحكومة مشاركة فيها أو بتقسم معاهم بالنص. محمد الرفاعي