غالي عبدالمسيح شحاتة يجسد رمزاً للوحدة الوطنية وتعاليم المسيح الداعية للسلام مع الآخر، يمتلك أرضاً زراعية شاسعة في نطاق قرية الزرابي المجاورة لقرية المسعودي التابعة لمركز أبوتيج بأسيوط وهناك أصر علي التبرع بأرض مسجد أقيم في عزبة أولاد موسي رافضا استبدالها أو تقاضي ثمنها رافعا شعار إن المسجد كما الكنيسة أحد بيوت الله. «عم غالي 85 سنة» جمعته بالحاج علي موسي رحمه الله قصة حب وصداقة وعشرة منذ أيام الشباب.. كبرا معا شركاء في الارض والمعيشة.. يجتمعان في الافراح والاحزان كلاهما يعتبر الآخر صديقاً وشقيقاً يبوح له باسراره التي يخفيها عن أولاده.. فارق «علي موسي» الحياة وظل أولاده وأحفاده يسيرون علي دربه فابناء وأحفاد «عم غالي» يصرون علي استمرار العلاقة الطيبة، وعندما أعلن أولاد موسي عن عزمهم بناء مسجد في عزبتهم قريب من الكتلة السكنية لم يجدوا إلا أرض «عم غالي» فطلبوا منه علي استحياء شراء الأرض بأي ثمن أو استبدالها بأخري حيث العائلتين شركاء في مساحة شاسعة جدا من الأرض تتجاوز حاجز ال80 فدانا فاجأ عم غالي الجميع مصرا علي التبرع بالأرض وفشلت محاولات ابناء صديقه المسلم في اقناعه بأن المسجد عمل خيري لله ويجب أن يكون من مالهم.. المهندس مجدي غالي نجل «عم غالي» أكد أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في قريتي «المسعودي» و«الزرابي» وطيدة وتابع: وفي وفاة عمي «علي موسي» مكث والدي في الجنازة 3 أيام ولم تفارق الدموع عيونه. وأوضح عبده زكي علي موسي نجل صاحب المسجد والصحفي بصوت الأمة أن القصة الرائعة بدأت عندما قرر أهله انشاء مسجد في عزبة أولاد موسي نسبة إلي جده علي موسي وارادوا استبدال قطعة أرض مع المواطن غالي عبدالمسيح لقربها من المنزل أو سداد ثمنها لكن الأخير أصر علي التبرع بأرض المسجد وقال انها لاحد بيوت الله مثل الكنيسة. ولم تكن هذه هي الواقعة الوحيدة في قرية الزرابي، حيث تبرع شقيقه محمود ببعض المعونات عند اعادة بناء كنيسة في قرية المسعودي. ويقول زكي علي موسي إن علاقته بالمسيحيين وخاصة عائلة «عم غالي» ممتدة منذ عصر والده الحاج علي موسي حيث ارتبطا معا بمشاركة في الأرض وماكينات الري وأوضح أن أي من أقاربه لا يجرؤ علي ايذاء هذا الرجل وعائلته فهو أقرب اليه من أهله ودائما ماكان محل ثقته ومستودع اسراره. وأكد زكي علي استمرا الود للجيل الثالث بين الطرفين في حين قال نجله أحمد انه يشعر تجاه روميل «الابن الاكبر لعم غالي» بأنه مثل والده ويتألم حين يسمع عنه أي مكروه.