في هذا الظلام الداكن، هناك نقاط بيضاء تشع نورا وتبشر بالأمل وتستحق أن نقف أمامها لأنها حقا تنعش القلب.. وأول هذه النقاط مشروع مستشفي سرطان الأطفال «57357» وهو صرح مشرق وحضاري وراقي وكل مافيه يخضع لصحوة الضمير. فوالله حين قمت بزيارة هذا المكان أحسست بأنني في بلد آخر من البلاد الأوروبية المتحضرة.. وبكيت فرحا حين تأكدت أنني علي أرض مصر.. ووددت أن أقبل أيادي كل من يخدم أو يعمل في هذا المكان بصدق وإخلاص لم أعهده من قبل في أي مستشفي آخر في مصر وحتي الخاص منها.. نظافة شديدة وابتسامة علي وجه كل العاملين وأجهزة حضارية وتمريض متقن ومن القلب وحتي المرضي هم أيضا في حالة نفسية جيدة لما يتلقون من رعاية واهتمام مجانا.. وأطلب من كل مصري أن يقوم بزيارة هذا المكان ليشعر بالفخر والأمل في أننا يمكن أن نرقي بأنفسنا ونحقق شيئا متقنا وحضارياً.. فشكرا جزيلا لكل من ساهم في هذا المستشفي الرائع المذهل .. وشكرا جزيلا لكل العاملين فيه من صغير إلي كبير.. بارك الله فيهم جميعا. ونقطة مشعة ثانية هي موائد الرحمن والتي تشتهر بها مصر دون أي بلد آخر، فقد قمت بجولة بين هذه الموائد المنتشرة في احياء القاهرة، ورغم غلاء الاسعار للسلع ألا انها موائد سخية بها مالذ وطاب من لحوم ودجاج وسمك وحلوي، وتقدم بطريقة معلبة ومغلفة ونظيفة، وتأكدت أن ما من مصري فقير ينام جائعاً في هذا الشهر الكريم، وهناك من يعطي مبلغاً من المال للفقرء بعد وجبة الافطار وهذا سخاء شديد .. واتساءل إن كان من يقيمون هذه الولائم هم حقا شديدي العطف والشفقة علي الفقير المحروم.. أم أنهم يسجلون نقاطا في سجلهم ليغفر الله لهم ما ارتكبوه من آثم وذنوب وسرقات كبيرة.. المهم أن موائد الرحمن هو عمل نبيل وياليت تتكرر هذه الموائد ولو كل شهر مرة.. فهناك الكثيرون من الناس تفتقد حتي لرغيف الخبز طوال السنة. ونقطة مشعة ثالثة هي الحملة المتقنة لمكافحة السرطان بالفحص المجاني المجهز بأحدث الأجهزة والاطباء المتخصصين سواء عن طريق العربات أو في العيادات المخصصة والمجهزة طبيا. ونقطة مشعة رابعة في وسط هذه المهزلة التليفزيونية الرمضانية من تخمة في المسلسلات والبرامج التافهة نري إبداع الدعايات وخاصة دعاية السكك الحديدية من دعاية أنفلونزا الطيور وغيرها ودعايات مبدعة وذكية ومقنعة وهي البطل الذي يشدنا إلي التلفاز فأصبحنا ننتظر الدعاية لا المسلسل.... ويبقي الأمل في أن نتقن ما نفعل وندعو ليقظة الضمير.