نحن على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية ولم نتحالف مع فصيل سياسى ضد آخر، ولم نكن نتوقع موافقة جبهة الانقاذ على مبادرة حزب النور وجماعة الإخوان وافقت علي المبادرة باستثناء تشكيل حكومة انقاذ وطنى واقالة النائب العام، وأخبرت الرئيس أن ما يقوم به حزب الحرية والعدالة هو نفس الدور الذى قام به الحزب الوطنى وأغرق مبارك، وشعور المواطن بالظلم سيؤدى إلى فقدانه الانتماء للوطن. كما أن الحرية والعدالة هيمن بالفعل على كل مفاصل الدولة. هذا ما أكده لنا الدكتور «يونس مخيون» رئيس حزب النور السلفى وعضو مجلس شورى الدعوى السلفية والحاصل على الدكتوراة فى الشريعة الاسلامية من جامعة الأزهر والذى يرى منذ كان عضوا للهيئة العليا التى أطاحت بالدكتور «عماد عبدالغفور» من منصب رئيس الحزب أن حزب النور لابد أن يكون جزءا من الحل للمشاكل التى تواجه الوطن لا جزءا من تعقيداته تحدثنا معه عن رأيه فى قانون التظاهر واستعدادات حزبه للانتخابات القادمة فى الحوار التالى: = بداية كيف ترى زيارة الرئيس الايرانى «أحمد نجاد» لمصر ورأيك فى موقف شيخ الأزهر ورئيس الجمهورية منها؟! - لا أرحب بزيارة «نجاد» لمصر وأرى أن يديه ملوثتان بدماء اخواننا فى سوريا والعراق الشقيقتين، ولا يفوتنى أن أشكر فضيلة الشيخ الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر الشريف على موقفه الواضح من الزيارة ومن مواقف ايران السياسية وأرى أنه تحدث باسمنا جميعا وطالب «نجاد» بنفس المطالب التى كنا سنطرحها اذا كنا فى مكانه وكنت أتمنى من الرئيس «مرسى» أن يحذو حذوه. = ما الذى دفع حزب النور لطرح مبادرته الأخيرة على الحكومة والمعارضة؟ وهل بالفعل نستطيع أن نعتبرها نهاية الوفاق مع الاخوان؟ - المبادرة كانت دعوة للاستجابة لنداء العقل قبل أن تغرق سفينة الوطن وكانت المبادرة موجهة لكل من يطالبون باسقاط الشرعية ويتميز خطابهم بالتشجيع على العنف، وموجهة أيضا للمتباطئين فى الاستجابة لمطالب شبه مجمع عليها من القوى الوطنية، فماذا ينتظرون بعد أن بلغ الاحتياط النقدى مرحلة الخطر «13مليار دولار لا تكفى للاستيراد لمدة 3 أشهر علاوة على الأزمات السياسية وغياب الأمن والكوارث الطبيعية التى تمر بها البلاد فإلى متى ننتظر، ولماذا لا يتم اتخاذ قرارات هل ننتظر لحين انهيار الدولة بالكامل ، فكان يجب أن يتبنى حزب النور فكرة المصالحة والتقارب من أجل بناء الوطن فقمنا بطرح المبادرة ولم نكن نتوقع أن تنال هذا الترحيب خصوصا من جبهة الانقاذ الوطنى وحتى حزب الحرية والعدالة وافق على مبادرة وقف العنف لكنه تحفظ على إقالة النائب العام وانشاء حكومة انقاذ وطني، ولكن بالطبع نحن نرفض دعاوى اسقاط الرئيس «الشرعى» إلا عن طريق اجراء انتخابات، كما نرفض اجراء انتخابات رئاسية مبكرة ولابد أن تستجيب القوى الوطنية لمبادرة نبذ العنف حقنا لدماء المصريين. ولذلك أجرينا اتصالات بمؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة وحزب البناء والتنمية والوسط وجبهة الانقاذ وأحزاب مدنية أخرى على رأسها حزب غد الثورة وتباينت رؤى هؤلاء بين التأييد المطلق والموافقة الجزئية. = هل تتوقعون نجاح هذه المبادرة؟ وكيف كان خطابكم مع مؤسسة الرئاسة؟ - الجميع يجب أن يشعر بحجم المسئولية الملقاة على عاتقه تجاه مصر لاسيما فى الوقت العصيب الذى نحياه مع ضرورة الحوار بين أبناء الوطن وهذا يجب أن يتوفر مع حسن النوايا لإنهاء الصراع فلا يمكن لفصيل واحد أن يدير دفة الأمور وهذا ما أكدته للدكتور محمد مرسى وأنه يجب أن يدير حوارا مباشرا مع الشباب والألتراس ولا يقرب فصيلا واحدا بعينه، وأكدت له أن حزب الحرية والعدالة الآن يقوم بدور الحزب الوطنى وهو ما أوقع بالحزب ومبارك فى وقت واحد وأن استبعاد المواطنين وإحساسهم بالظلم يشعرهم بعدم الانتماء للوطن وهو ما يشكل خطرا على الأمن القومى. = ماذا عن استعداد حزب النور للانتخابات البرلمانية؟ - نتوقع أن نحقق مفاجأة للجميع وربما تتفوق على جماعة الاخوان المسلمين وحزبها خاصة أننا أكثر شعبية والأكثر عددا على أرض الواقع لكننا لا ننكر أن جماعة الاخوان هى الأكثر تنظيما. = هل ثمة خلافات بينكم وبين حزب «الوطن»؟ - فى الحقيقة هناك اختلاف فى الرؤى ووجهات النظر وليس تناحرا سياسيا كما يصوره البعض ونحن نحترم الدكتور عماد عبدالغفور ولا نشكك فى اخلاصه للدعوة ولا نقلل من قدره لكننا نؤكد أن انسحابهم من حزب النور لم يؤثر اطلاقا على حجم الحزب ولا فرصة السياسية، وأرى أن هناك تخوفا من عدم نزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة لذا يجب التوافق بين القوى السياسية أولا. = ما رأيكم فى الهجوم الذى تعرضتم له بعد مبادرة التعاون مع جبهة الانقاذ؟ - أقسم بالله قبل تقديم هذه المبادرة لم يكن فى نيتنا أى مكاسب ونحن فى حزب النور لا نسعى سوى لمصلحة الوطن. الغريب أن الداعمين للبرادعى وشفيق لم يهاجمونا وفوجئنا بهجوم بعض المشايخ على حزب النور وكأنه استحل حراما أو حرم حلالا، اذا كان رب العالمين أمر موسى وهو نبى أن يذهب إلى فرعون وهو أطغى الطغاة فحزب النور ليس بأفضل من «موسى» وجبهة الانقاذ ليست أكبر اجراما من فرعون فلماذا هذا الهجوم والأصل فى الاسلام هو احسان الظن؟! وكل من تكلم عن حزب النور سيندم والأيام بيننا. نشر بتاريخ 11/2/2013 العدد 635