مايكل فارس «الكراهية بين المسيحيين والمسلمين» باتت من المصطلحات التي تبدو بديهية بالمخالفة للحقيقة فهذه الكراهية - إن وجدت - يديرها قلة من الطرفين لكن السائد يؤكد روح التسامح والمحبة والمودة، فكما يتبرع قبطي يدعي غالي عبدالمسيح بقطعة أرض لبناء مسجد في قرية الزرابي بأسيوط أطلق مواطن مسلم اسم «المسيح» علي ولده الذي رزقه الله به بعد طول انتظار.. الواقعة حدثت في منطقة حدائق القبة بالقاهرة، حيث تقدم المواطن خالد العطفي إلي مكتب الصحة لتسجيل مولوده باسم «المسيح» مشيرا إلي أنه واجه استغراب الموظفين علي غرار زوجته التي كانت تصر علي تسميته «مالك». وقال العطفي تزوجت منذ عدة سنوات ورزقني الله بمولودة في العام الماضي لكنها توفيت وقررت إن رزقني الله بمولود سأسميه ب«المسيح» وعندما استجاب الله لدعائي أوفيت بوعدي خاصة أن «المسيح» من الاسماء المباركة له محبة كبيرة في قلبي لعظمته وتأثيره في البشرية.. هي قصة تستحق - بلاشك - التوقف والاشادة وتعكس مدي التسامح بين المصريين كما تستحق التوقف أمام كتاب لويس عوض «اوراق العمر» الذي لم ينل حظه من الدراسة والقاء الضوء عليه وهو الكتاب الذي تتبع اسماء الأقباط ودلالاتها، حيث يقول الكاتب: لاأجد نفعا في استعراض اسماء الأقباط وأحاول أن استخرج منها دلالات معينة، فهي توحي بأنواع المؤثرات الثقافية الواقعة عليهم من قديم الزمن كمثيلاتها من اسماء المسلمين، فهناك في اسرتنا اسماء ذكور واناث مشتقة من الكتاب المقدس - التوراة والانجيل - مثل ميخائيل وخليل وإبراهيم وإسحق ويعقوب وحنا وبطرس يقابلها عند المسلمين، اسماء الانبياء والصحابة والتابعين مثل محمد .. إلخ، وبعض الاسماء مشتركة بين المسلمين والأقباط مثل إبراهيم واسحق ويعقوب وخليل - الخليل - بل سمعت اسم «ميكائيل» بين قلة من المسلمين وعوض كما هو معروف اسم شائع بين المسلمين والأقباط، وقد سألت أهلي عن معناه فقيل لي إن الوالدين عندما يفقدان ولدا بالموت ثم يرزقان بمولود يسميانه «عوض» أي عوضهما عما فقد، وهو تفسير غير مرض، لان وجود اسماء بلا معني مثل «عويضة» و«عواد» يوحي بأن أصل الاسم قد يكون شيئا آخر.. ويشير لويس إلي وقوفه حائرا أمام اسماء مثل «بتول» و«مصطفية» كما يحتار لشيوع اسماء مثل «عبدالله» و«عبدالعزيز» بين الأقباط وقال إنه ظل يتتبع الظاهرة علي مدي 50 سنة مستعينا بما تنشره صفحة الوفيات في جريدة الأهرام حتي استخلص نتيجتين الأولي: المسلمون والأقباط يشتركون في عدد كبير من الاسماء التي تبدوا للوهلة الأولي انها اسلامية صرف أو مسيحية صرف سواء في صيغتها الشائعة أو في صيغ محرفة مثل «ناشد» و«راغب» و«ونيس» و«عبدالونيس» و«جودة» وليس بالضرورة أن هذه الاسماء جاءت بسبب تحول بعض اصحابها إلي الاسلام. وحينما أجد اسم «نجدي» اتذكر الفنان عمر النجدي وهو مسلم ، وغالبا يظن أن أجداده جاءوا من نجد بجزيرة العرب، ويؤكد لويس وجود عدد رهيب من اسماء الاعلام يشترك فيها الجميع من المصريين وهي تبدو عربية ولكنها في حقيقتها باقية من قبل أديان التوحيد، ومثلها «حبيب» و«عفيفي» و«شفيق» و«شكري» و«وجدي» و«حلمي»ومؤنثاثها.