بالرغم من مناداة التيارات الإسلامية وأحزابها بالاستعداد لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقائمة موحدة لتفادى تفتيت الأصوات فى مواجهة الأحزاب المدنية، خاصة مع تراجع شعبية الإسلاميين فى الشارع السياسى المصرى، بعد تجربة وأداء ممثلى الهيئات البرلمانية لتلك الأحزاب خلال الأشهر التى انعقد فيها مجلس الشعب المنحل مؤخرا، إلا الواقع يدل على أن الأحوال لا تعكس الآمال خاصة مع إصرار غالبية تلك الأحزاب على الاستئثار بأغلبية المجلس القادم أو أكبر عدد ممكن من المقاعد للضغط من أجل تمرير فكره ومنهجه فى التشريعات التى يمكن أن يقرها البرلمان . هذا ولا تزال تجربة التحالف الديمقراطى من أجل مصر والذى تم تشكيله من قبل الأحزاب الإسلامية والليبرالية فى انتخابات 2011، وكانت الأحزاب الإسلامية أول من هرول للخروج منه بعد إصرار حزب الحرية والعدالة على الاستئثار بأغلبية المقاعد، لا تزال مسيطرة على تلك الأحزاب، بالإضافة إلى الانشقاقات الأخيرة عن حزب النور لعدد من قياداته وعلى رأسهم رئيس الحزب وتشكيل حزب جديد تحت اسم «الوطن» ليكون أحد أطراف تحالف انتخابى باسم «تحالف الوطن الحر» والذى ينسق ما بين أطرافه الشيخ هشام أبوالنصر أمين حزب النور السابق بمحافظة الجيزة، ويضم هذا التحالف حزب «الأمة المصرية» الذى كان قد أعلن عنه الشيخ حازم صلاح أبواسماعيل، ومن المقرر أن يكون رئيس هذا التحالف، بالإضافة إلى حزب «الشعب» الذى تسعى الجبهة السلفية فى مصر لإشهاره، كما قرر أبواسماعيل الإعلان عن حزبه الجديد كأحد أضلاع التحالف المشار إليه وصولا إلى الاندماج الكامل بينه وبين حزب «الوطن» الذى أسسه د.عماد عبدالغفور، ومن المتوقع أن يصل عدد المقرات الخاصة بهذا التحالف مبدئيا إلى 150 مقراً بحسب «أبوالنصر»، والذى أكد أن القواعد الشبابية لحزب النور كانت مع حازم أبواسماعيل بالإضافة إلى أن القيادات التى انشقت عن «النور» هى الأخرى تؤيد نفس الاتجاه . ومن جهته يعتزم حزب النور عقد اجتماع للهيئة العليا فى 9 يناير القادم لبحث مصير التحالفات الانتخابية، وإن كان فشل التحالف مع «الحرية والعدالة» فى الانتخابات البرلمانية فى 2011 لا يزال يخيم على رؤية «النور» فى تكرار التجربة، حيث نفى الشيخ اسماعيل أبو حديد مسئول شئون العضوية بأمانة الجيزة أن يكون «النور» قد تحالف مع الحرية والعدالة، رغم أن الانسحاب من التحالف كان بسبب نظرة الحرية والعدالة للسلفيين وقتها على أنهم مبتدئون فى العمل السياسى بحسب قيادات النور وقتها، وكان غرض «الحرية والعدالة» من ذلك هو تبرير إصراره على تصدر قوائم التحالف وزيادة عدد مرشحى الحزب بحجة الخبرة السياسية والقاعدة الجماهيرية لمرشحيهم فى دوائرهم، نشر بتاريخ 31/12/2012 العدد629