شاعت على شاشات التليفزيون المصرى والفضائيات المختلفة برامج «المقالب» التى تفنن بعض المؤلفين فى إبداعها ويتولى تقديمها البعض من الفنانين والفنانات وكل من هؤلاء قد تحول إلى مذيع أو مقدمة برامج!، ويتساوى فى هذا من لا يكاد يخلو أى عمل فنى منه، مع الذين ربما لهم بعض العذر عندما تضغط عليهم البطالة!، ولا ينافس برامج «المقالب» سوى برامج «الاستفزاز» التى تعتمد على الضغط على أعصاب الضيف الذى يأتى إليهم راغبا فى الظهور ويعرف مقدما أنه سيكون ضحية هذا الاستفزاز!، لكن نراه يفقد أعصابه خلال البرنامج ويتجاوز حدود الأدب وقد يبادر إلى الجرى وراء مقدم البرنامج وضربه إذا أمكن!، والهزال الذى أصبح باديا على برامج «المقالب» و«الاستفزاز» أصبح مثيرا لاستفزاز المشاهد نفسه، فهو لايرى أى فائدة أو متعة فى مواد هذين النوعين! بل يجد نفسه أمام «خلطة» لاستهلاك الوقت ومنفذا لظهور وجوه فيها من لا يحتاج إلى ذلك، وفيها الوجوه التى تحب الظهور تذكيرا للناس بها بعد أن طال الوقت عليها وهى لا تعمل!، ثم هناك بعض من برامج المقالب تقوم على ظهور نكرات بوصفهم «فنانين» من الممثلين والمطربين والمطربات، لا يعرف أحد من أين يأتى بهم صاحب البرنامج الذى من الواضح أن له جولاته الخاصة فى المقاهى والعطوف والأزقة، ويتكرر ظهور هؤلاء فى ذات البرنامج مرات ومرات، تتغير الملابس لكن الوجوه ثابتة! وقد بحثت عن فن أو متعة فيما يقدمه أصحاب هذه النوعية من البرامج فلم أجد!، فما معنى أن يدس عليك من يدعى أنه يعرفك، ويقدم لك بعض امارات المعرفة السابقة، وأنت لا تذكر شيئا من ذلك، حتى إذا أصر هذا على ذلك ضاغطا على أعصابك.. ضحك «المدعى» وضحك الاستوديو كله وهم يكشفون لك أن كل ما جرى فى الحلقة «مفبرك»!، وما معنى أن تدلف ضيفة برنامج من باب لتفاجأ برجل أو سيدة فى حمام خلف هذا الباب!، ثم لا بأس من أن تستفز هذه آذاننا ببعض الغناء الذى يخرج من فمها كعادم السيارات، ثم لا بأس بعد ذلك فوق البيعة من أن يأكل الجميع لقمة من طبخة صاحب البرنامج، وهذه عينات من هذه السخافات التى تقوم عليها برامج الاستفزاز والمقالب والتى يشار إلى أنها تحت رعاية شركات ملحة علينا بإعلاناتها!، فاذا كانت هذه الشركات حرة فى أن تتفق على مثل هذه البرامج! وتسمح الشاشات بتقديمها فى المواعيد الثابتة ويتضح لنا أنها تمضى الى حال سبيلها على الشاشات دون أدنى تفكير فى مدى جدواها من باب التسلية حتى ولا اقول التثقيف والمتعة الروحية!، ان هى الا اختيارات مستخفة بالعقول مزعجة للأفئدة!، وما الفائدة التى تعود علينا ونحن نرى فى برنامج استفزازى نجما يضغطون على أعصابه حتى تفلت منه بالسباب ومحاولة ضرب هذا الذى استفزه، بأن يذكر أن «تمثيله» ردىء، أو أن فلانا قال عنه كذبا كذا.. وكذا، حتى إذا تم الاستفزاز على الوجه الاكمل صارحوه بأن المسألة كلها هزار فى هزار! واننى لا أعمد إلى هذا الانتقاد لانتقل منه إلى النصح!، الا نصيحة واحدة أود لو استمع لها جميع الذين يجودون علينا بهذا النوع من البرامج! فظنى أن لديهم أفكاراً لبرامج أفضل من ذلك، وليس عندى اقتراحات فى هذا الشأن فهذا أولى به من يؤلفون، ويقينى أن الاستسهال قد يكون وراء الكثير من برامج تشبه الفن لكنها ليست فنا، وهذا حال ما يقدمونه من برامج الاستفزاز والمقالب! نشر بالعدد 630 بتاريخ 7/1/2013