هل يأتى عيد الميلاد.. ولا أقول لجيرانى وأصدقائى وأحبابى من الإخوة المسيحيين كل سنة وأنتم طيبين.. وعيد ميلاد سعيد عليكم وعلينا.. هل يحل عيد الميلاد المجيد وأقابل جارى المسيحى وأنا «قالب سحنتى وضارب بوذ» ولا أهنئه بالعيد لأن تهنئة المسيحيين بعيدهم حرام شرعا! هل يأتى عيد الميلاد ولا أتحدث تليفونيا مع أخى وصديقى رجل الأعمال المعروف المهندس ممدوح كستور! هذا الرجل بالذات صاحب واجب ويعرف فى الأصول فلا تحل مناسبة دينية.. حلول شهر رمضان.. عيد فطر.. عيد أضحى إلا ويكون أول المتصلين والمهنئين! ماذا حل بنا.. وماذا حدث لنا حتى يطل علينا بعض أصحاب الدعوات المشبوهة التى تحرم تهنئة إخوتنا وجيراننا من الأقباط بعيدهم!.. بل ذهب بعضهم فى شططه وأعلن أنه سيقف أمام الكنائس بالطبع ليس مهنئا بالعيد ولكن لدعوتهم للدخول فى الإسلام! ما هذا الهراء! أصحاب هذه الدعوات المشبوهة يسيئون للدين الحنيف ويشوهون صورته! الإسلام دين المحبة والتسامح والأخلاق الحميدة ويحث على حسن معاملة أصحاب الديانات السماوية الأخرى.. أليس لنا فى خاتم الأنبياء والمرسلين القدوة الحسنة.. المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قدم إليه وفد نصارى نجران أحسن استقبالهم وأكرم وفادتهم وأفسح لهم مكانا فى مسجده ليؤدوا فيه شعائرهم.. سيدنا عمر بن الخطاب عندما ذهب إلى بيت المقدس زار كنيسة القيامة وصلى بخارجها ليستن سنة يقتدى بها المسلمون من بعده، عمرو بن العاص عندما فتح مصر واستقبله أهلها بالكثير من الفرح والترحاب لما عانوه من قسوة الروم وظلمهم.. ولذلك كان المصريون خير عون لعمرو فى حربه ضد الروم وكان عمرو يقول لهم «يا أهل مصر لقد أخبرنا نبينا أن الله سيفتح علينا مصراً وأوصانا بأهلها خيراً حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم «ستفتح عليكم من بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لهم ذمة ورحما» وكان الأقباط فى فترة حكم الروم يعانون من قسوتهم واضطهادهم واجبارهم على ترك مذهبهم.. وكان لأقباط مصر رئيس يدعى بنيامين وحين تعرض للقهر من الروم اضطر للفرار.. وعندما علم المسلمون بالأمر بعد الفتح أرسلوا إليه ليبلغوه أنه فى أمان.. وعندما عاد أحسنوا استقباله وأكرموه وولوه رئاسة القبط وهو الأمر الذى نال استحسان أقباط مصر فأحسنوا التعامل مع المسلمين.. فهل الشيخ فلان والشيخ علان أعلم بشئون الإسلام وأكثر غيرة عليه من خاتم الأنبياء والمرسلين ومن الفاروق عمر ومن عمرو بن العاص! حرام عليكم يا من نصبتم أنفسكم متحدثين باسم الدين! حرام عليكم يا من حولتم الدين إلى سلعة تتاجرون بها وتفتون فيما لا تعلمون! ألستم أنتم من خرج فى مظاهرة حاشدة أمام جامعة القاهرة أطلقتم عليها جمعة الشرعية والشريعة! مظاهرة سياسية لتأييد الدستور حشرتم فيها موضوع الشريعة وكأنكم وحدكم الذين تدافعون عن شرع الله ومن يختلف معكم سياسيا هم أعداء الشريعة ولا يريدون تطبيقها.. بعد هذه المظاهرة السياسية التى تستغل الدين وتتاجر به كتبت فى هذا المكان أطلب من الرئيس مرسى أن يبادر وهو من يملك سلطة التشريع وقتها وطلبت منه أن يصدر اليوم قبل الغد من القوانين التى تمنع شرب الخمور وإلغاء فوائد البنوك لأنها ربا فى نظر بعض الذين يفتون بذلك.. وكذلك طلبت من السيد الرئيس أن يتضمن القانون الذى سيصدره بنداً لإلغاء صالات القمار فى الفنادق! هذا ما كتبته وطالبت به بعدما يسمى بجمعة الشرعية والشريعة! ومضت الأيام حتى فاجأنى الاستاذ حمدى الفخرانى عضو مجلس الشعب السابق الاسبوع الماضى بإقامة دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى تحت رقم 17530 لسنة 67 قضائية يطلب فيها غلق محلات الخمور والرقص لمخالفتها الشريعة الإسلامية والدستور واختصم فيها كلا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية المحلية بصفتهم.. وقالت أوراق الدعوى إن دستور مصر جاء فى مادته الثانية أن الإسلام دين الدولة وأن لغتها الرسمية هى العربية وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع كما جاء فى المادة العاشرة «تعمل الدولة والمجتمع على حماية الأخلاق» مؤكدا أن الرئيس محمد مرسى ورئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية يمتنعون عن تطبيق شرع الله وغلق محلات الخمور والملاهى الليلية بما فيها من رقص وفواحش بما يخالف الشريعة الإسلامية وأحكام الدستور» هذا ما طالب به الاستاذ حمدى الفخرانى فى دعواه أمام القضاء الإدارى بمجلس الدولة.. فهل هناك وضوح أكثر من ذلك، حمدى الفخرانى الذى يحسبه أصحاب تيار الإسلام السياسى من القوى المدنية والليبرالية الذين يعارضون تطبيق شرع الله يبادر بإقامة دعواه لتطبيق الشريعة! فماذا كان رد وتعليق الذين يصدعون رءوسنا ليل نهار بموضوع الشريعة والذين يحشدون الناس بعد إيهامهم بأنهم سيخرجون لنصرة شرع الله فى مواجهة القوى المدنية الملحدة والكافرة والتى تحارب ليل نهار وتقف فى وجه المطالبين بالشريعة! الاستاذ أحمد أبوبركة المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة وصف دعوى حمدى الفخرانى بالمزايدة على الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين وعلى فصيل الاسلام السياسى ككل! لماذا يا استاذ أبوبركة تقول هذا الكلام فيرد سيادته لأن صاحب الدعوى معروف باتجاهاته الفكرية المناهضة للإخوان المسلمين وأن ذلك بمثابة اقحام للدين والدستور والرئيس مرسى فى دعوى قضائية تستخدم الدين كواجهة تمثل ابتزازاً سياسيا وخلطا للمفاهيم ومحاولة لإحداث بلبلة ومواجهات بين تيار الإسلام السياسى والعاملين فى القطاع السياحى، انتهى رد وتعليق الاستاذ أحمد أبوبركة.. بالذمة مين اللى بيقحم الدين فى السياسة وعلى رأى المثل الحق أبلج والباطل لجلج!! نشر بالعدد 630 بتاريخ 7/1/2013