جرائم الطب الحديث فاقت كل الحدود، فمن آن لآخر نسمع عن حالة وفاة داخل غرفة العمليات إما بسبب البنج أو أخطاء طبية جسيمة ولم يعد هناك قانون سوي القانون الخاص بالخطأ المهني الجسيم والذي لم يقدم أي إدانة لأي طبيب حتي ازداد الأمر سوءًا. واليوم فتاة أخري فارقت الحياة إثر جرعة بنج زائدة تناولتها أثناء جراحة صغيرة بالأنف، بدأت القصة بمنزل الطالبة «مني» 16 عاما عندما أرادت أخذ كتاب من مكتبتها فاختل توازنها وسقط الكتاب علي أنفها فحدث لها اعوجاج بالأنف فذهبت بها الأسرة للطبيب لمعالجة هذا الأمر والذي أمر بدخولها المستشفي لإجراء جراحة تجميلية صغيرة بالأنف وبعد دخولها إلي حجرة العمليات تأخرت فذهبت والدتها للاطمئنان عليها ففوجئت بالطبيب يطالبهم بدفع مبلغ ثلاثة آلاف جنيه ونصف ثمن العملية ثم اختفي بعد حصوله علي المبلغ، تم نقل «مني» إلي الحجرة الخاصة بها وفوجئت والدتها بها تخرج أصواتاً عالية مع حدوث قيء شديد فتوجهت إلي الطبيب والذي أمر بنقلها إلي العناية المركزة في حوالي الساعة الثانية عشرة مساء وذكر أنها ستكون بخير ولكن طال الانتظار مما أصاب الأم بالقلق وعلي الفور اتصلت بأخواتها وأقاربها للاستفسار عما حدث لابنتهم وسبب بقائها طويلاً داخل العناية المركزة وعندما خرج الطبيب سألوه عن الحالة وأرادوا رؤيتها ولكن منعهم الطبيب، الأمر الذي أثار الريبة في نفوسهم وجعلهم يثورون فقامت المستشفي بإبلاغ الشرطة وبسؤال الضابط للطبيب عن السبب أجاب بأنها في العناية المركزة وليس من الطبيعي الاختلاط بها داخل الغرفة فمن الممكن أن يروها غداً وفي الصباح جاءوا ليجدوها جثة هامدة فطلب منهم الطبيب إجراء أشعة مقطعية بمبلغ 250 جنيها وبعد فحص الأشعة بعلاج لمدة 48 ساعة للوقوف علي الحالة بالضبط ووصل ثمن العلاج إلي ألف جنيه ولكن كل هذا دون فائدة فإدارة المستشفي ظلت تماطل وتستغل الأهل لأخذ مبالغ طائلة منهم دون الاهتمام بالمريضة وطلبت منهم سداد «2000» جنيه لانها تخضع لجهاز التنفس الصناعي داخل حجرة العناية المركزة في الوقت الذي كانت مني قد فارقت الحياة.