قبل 63 عامًا، استقبل المصريون صباح 23 يوليو 1952، صوت الرئيس الأسبق محمد أنور السادات عبر الإذاعة معلنًا انتهاء الملكية وما صاحبها من مظاهر فساد امتدت إلى قيادات الجيش وطالت كافة القطاعات والمؤسسات على حد سواء. بيان عبر الإذاعة المصرية فقط كان كافيًا أن ينحاز المصريون لجيشهم.. حينها كان الراديو هو المصدر الوحيد للحصول على المعلومات، لم يكن لدى المصريين تليفزيون ولا مواقع تواصل اجتماعى تحضهم على الثورة، إلا أن ما لمسوه من فساد فى الملكية، وما استشعروه من صدق فى تنظيم "الضباط الأحرار"، كان كافيًا فى أن يعلن الشعب انحيازه واضحًا لجيشه، وأن يملأ الميادين فى أول ثورة مصرية تنجح فى تغيير نظام الحكم. 63 عامًا مرت على ثورة يوليو التى عرف المصريون معها طريقهم نحو المشاريع القومية الكبرى، وخاضوا مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، معارك البناء والتنمية واستعادة الحقوق، بداية من الإصلاح الزراعى وجلاء الاحتلال البريطانى وتأميم قناة السويس وبناء السد العالى. ستة عقود وبضع سنين مرت على وطأة القدم الأولى للمصريين على خريطة المجتمع الدولى، واجهت مصر منذ ذلك الحين حروبًا فى ميادين القتال والتنمية، وتصدت لحصار اقتصادى وواجهت الدول الكبرى.. وتمكنت من تدشين جبهة عدم الانحياز فى وجه الولاياتالمتحدة وروسيا، وأرست قواعد جديدة لسياساتها الخارجية لتقوم على مصلحة مصر وشعبها قبل أى اعتبار. 63 عامًا مرت على الحقيقة التى أغفلها حسنى مبارك ومحمد مرسى، فى أن ما يربط الجيش وشعبه أقوى وأبقى من أنظمة الحكم، ملكية كانت أم جمهورية، رفعت شعارات رأسمالية أو اشتراكية، أو ارتدت عباءة الدين، 63 عاماً مرت على حقيقة أن للشعب جيش يحميه مهما كانت الأخطار، وللجيش شعب يدعمه مهما كانت التحديات.