شهدت قاعة 19 بمحكمة جنايات الإسكندرية الجلسة الأولى لمحاكمة المتهم المعروف إعلاميًا ب"سفاح المعمورة"، حيث واجهته المحكمة باتهامات بقتل ثلاثة أشخاص، هم موكله "م. إ. م"، وزوجته "م. ف. ث"، وموكلته "ت. ع. ال". محاكمة سفاح المعمورة وخلال الجلسة، أنكر المتهم أمام هيئة المحكمة جميع التهم المنسوبة إليه، مدعيًا أن معرفته بالضحية الأولى "م. إ. م" بدأت في منطقة المنشية بمحيط المحكمة، حيث عرض عليه مساعدته في تقديم تظلم على قرار حفظ محضر سابق، وأشار إلى أن المجني عليه تواصل معه لاحقًا بسبب خلافات بين ابنته وزوجها، وأنه زاره في منزله دون وجود مشكلات آنذاك، قبل أن يختفي لاحقًا دون أن يعلم عنه شيئًا. سفاح المعمورة وبشأن زوجته المجني عليها الثانية "م. ف. ث"، أنكر المتهم أيضًا قتله لها، مشيرًا إلى وجود خلافات زوجية سابقة بينهما، وأنها طردته من الشقة عدة مرات. كما تحدث عن مشكلات سابقة كانت تعاني منها الزوجة مع أسرة أحد أزواجها السابقين، وذكر أنها أخبرته مرارًا بتعرضها للمراقبة من شخص مجهول. وأضاف أنه في فبراير 2024 حرر محضر تغيب لها، نافياً مسؤوليته عن اختفائها، مدعيًا أن الحفرة الموجودة في الشقة كانت موجودة سابقًا وتحتوي على أسلاك كهرباء. أما فيما يخص الضحية الثالثة، "ت. ع. ر"، فقد أنكر معرفته بتفاصيل اختفائها، مؤكدًا أن علاقته بها اقتصرت على مسألة قانونية لم تكتمل بسبب عدم دفعها للأتعاب، وبرر وجود بطاقة الرقم القومي والبطاقة البنكية الخاصة بها داخل شقته بأنهما كانتا ضمن أوراقها القانونية التي احتفظ بها. استمعت المحكمة أيضًا إلى شهود الإثبات، الذين كانوا حاضرين أثناء العثور على الجثث في شقتين، إحداهما في منطقة المعمورة، والأخرى في منطقة 45 شرق الإسكندرية. ظهر المتهم خلال الجلسة مرتديًا "ترينج" كحلي، واضعًا نظارة قراءة، وكان يحمل مصحفًا بيده أثناء انعقاد الجلسة. وقررت المحكمة، برئاسة المستشار محمود عيسى سراج الدين، وعضوية المستشارين تامر ثروت شاهين، وعبد العاطي إبراهيم صالح، وبحضور المستشار طارق عبد الكريم رئيس نيابة المنتزه الكلية، وأمانة سر حسن محمد حسن، تأجيل المحاكمة إلى الثلاثاء المقبل لاستكمال سماع الشهود. تفاصيل الجرائم كما كشفتها التحقيقات تعود وقائع القضية رقم 9046 لسنة 2025 جنايات المنتزه ثان، إلى بلاغات وردت إلى قسم الشرطة حول اختفاء عدد من الأشخاص في ظروف غامضة. ومن خلال التحريات السرية، تبين أن المتهم "ن. ا. ال"، محامٍ، ارتكب ثلاث جرائم قتل بحق كل من "م. إ. م" مهندس، وزوجته "م. ف. ث"، و"ت. ع. ر" ربة منزل. وكشفت التحقيقات، أن المتهم استغل علاقة عمل جمعته بالمجني عليه الأول منذ عام 2021، وبعد أن علم بامتلاكه أموالًا وعقارات، قرر استدراجه إلى إحدى الشقق، واعتدى عليه بالضرب ثم طعنه بسكين حتى فارق الحياة، واستولى على متعلقاته، ودفنه داخل حفرة حفرها بأرضية الوحدة السكنية، بعد أن وضعه داخل صندوق خشبي صنعه خصيصًا لهذا الغرض. ولإبعاد الشبهات، أجبر المجني عليه قبل وفاته على الاتصال بأسرته وإيهامهم بأنه سيتزوج من أجنبية وينتقل إلى شرم الشيخ، كما أرسل رسائل من هاتفه لتأكيد تلك الرواية، ثم قام بإتلاف الهاتف وسحب مبالغ مالية كبيرة من بطاقته البنكية. فيما تعود جريمة قتل زوجته إلى خلافات زوجية، بعد أن ضيقت عليه الخناق وطردته من المنزل. فقرر التخلص منها، فصنع صندوقًا خشبيًا بمساعدة نجار، واشترى قماشًا أبيض لتكفينها وأكياسًا بلاستيكية، ثم خنقها حتى الموت، ووضع جثمانها داخل الصندوق، ودفنها داخل شقة بالمعمورة. أما المجني عليها الثالثة، فقد استدرجها إلى محل سكنه في أكتوبر 2024، بعد أن نشأت بينهما علاقة عمل، ولم يحصل على كامل أتعابه. وبعد أن قررت قطع علاقتها به، قرر التخلص منها والاستيلاء على متعلقاتها. خنقها، ثم دفنها بجوار جثة زوجته، وأغلق الغرفة بقفل حديدي. تحرر محضر بالواقعة، وأحيل المتهم إلى محكمة الجنايات التي بدأت أولى جلساتها، وسط حضور أمني وإعلامي مكثف.