تنظر الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الإسكندرية، اليوم الأحد- برئاسة المستشار محمود عيسي سراج الدين، رئيس المحكمة، وعضوية المستشار تامر ثروت شاهين والمستشار محمد لبيب دميس والمستشار عبدالعاطي إبراهيم صالح، وحسن محمد حسن سكرتير المحكمة- أولى جلسات محاكمة المحامي نصر الدين السيد، المعروف إعلاميًا ب«سفاح المعمورة»، المتهم بارتكاب واقعتي قتل عمد مع سبق الإصرار، مقترنتين بجنايتي خطف بطريقَي التحايل والإكراه لتسهيل ارتكاب واقعتَي سرقة، فضلًا عن ارتكابه واقعة قتل زوجته عمدًا مع سبق الإصرار. وكشفت قائمة أدلة الثبوت التي تضم 25 شاهدا، في القضية التي حملت رقم 9046 لسنة 2025 جنايات قسم شرطة المنتزه، عن الدوافع التي دفعت المتهم إلى قتل ضحاياه، وعن كيفية ارتكابه تلك الجرائم، وإخفاء الجثامين بالوحدتين السكنيتين المستأجرتين بمعرفته. وأكد شهود الإثبات أن علاقة عمل نشأت بين المتهم والمجني عليه الأول منذ عام 2021 ونظرًا للظروف المالية التي كان يمر بها المتهم وعلمه بوجود مبالغ مالية مع المجني عليه وامتلاكه بعض العقارات، استغل المتهم اعتقاد المجني عليه في بداية عام 2022 أنه يستطيع حل نزاع قضائي فيما بينه وبين آخرين واستدرجه لمكان الواقعة، وهدده بسلاح أبيض «سكين» وأجبره على التنازل عن ملكيته عقارا وسيارة واستولى على هاتفه المحمول وكارت السحب البنكي، إلا أنه فوجئ باتصال من أسرة المجني عليه بعد تغيبه فأوهمهم أنه سيتزوج من سيدة أجنبية وباع العقار خاصته وسينتقل إلى مدينة شرم الشيخ لقضاء عطلة الزواج، وذلك عن طريق رسائل نصية أرسلها من هاتف المجني عليه. وكشفت التحقيقات عن أن المتهم أجبر المجني عليه على الاتصال بأسرته تحت تهديد السلاح ليبعد الشبهة عنه، ومع رفض المجني عليه التنازل عن العقار والسيارة خاصته تعدى عليه بالضرب باليدين والرجلين عدة ضربات في جميع أنحاء جسده وسدد له ضربة بسلاح أبيض استقرت في الفخذ اليسرى بجسده ما أودى بحياته، واستولى المتهم على متعلقات المجنى عليه، ومنها بطاقته البنكية وسحب منها مبالغ مالية تخطت عشرات الآلاف وأتلف هاتف المجني عليه حتى لا يتوصل أحد لحقيقة اختفائه. وبينت التحقيقات كيف أخفى المتهم جريمته حيث أعد صندوقا خشبيا صنعه بنفسه وأحضر أكياسا بلاستيكية كبيرة ووضع جثمان المجني عليه بداخلها واشتري مواد بناء وأدوات حفر وحفر حفرة كبيرة بأرضية الشقة وغطى الجثة بالتراب ومواد البناء وأغلق الشقة بجنزير وقفل معدني وتركها لمدة 3 سنوات. ووفقا لقائمة أدلة الثبوت فإن المتهم قتل زوجته «م. ف. ث»، عمدًا مع سبق الإصرار إثر خلاف بينهما وشكها في سلوكه حيث طردته من الشقة أكثر من مرة، فعقد المتهم النية والعزم على قتلها. ولإتمام جريمته كلف أحد النجارين بمحيط سكنه بصنع صندوق خشبي واشترى قماشا أبيض لتكفين جثتها وأكياسا بلاستيكية سوداء، واستغل وجودها بمفردها وتعدى عليها بالضرب باليدين ثم قبض بيده على عنقها حتى تأكد من وفاتها، ولف الجثمان بالقماش ووضعه في الأكياس البلاستيكية السوداء ونقل الجثة إلى شقة مستأجرة بمنطقة المعمورة البلد ودفن الصندوق بإحدى غرفها. وأكد شهود الإثبات ارتكاب المتهم جريمة قتل المجني عليها الثالثة «ت. ع. ر» ربة منزل في غضون شهر أغسطس عام 2024 بسبب قيامه بإنهاء بعض قضايا تنازع للمجني عليها مع آخرين، ورفضها تسليمه باقي أتعابه نظير عمله، فقرر استدراجها إلى محل سكنه وخطفها والتخلص منها والاستيلاء على المبالغ المالية بحوزتها والكارت البنكي الخاص بصرف المعاش وهاتفها المحمول. وبحسب التحقيقات، استدرج المتهم ضحيته الثالثة في شهر أكتوبر عام 2024 إلى شقة المعمورة البلد وكتم أنفاسها حتى فارقت الحياة واستولى على متعلقاتها وحفر حفرة أخرى بجوار المجني عليها الثانية (زوجته) ودفنها، وأغلق الباب بقفل حتى لا يفتضح أمره.